طهران تقرّ بإخفاقات أمنية في الحرب مع إسرائيل

ترامب رفض خططاً عسكرية لاستهداف 6 مواقع نووية إيرانية

17 يوليو 2025 10:00 م

- الضربات الأميركية دمّرت موقعاً نووياً واحداً... فقط!

نقلت شبكة «إن بي سي نيوز» عن مصادرها، أن الولايات المتحدة خططت لاستهداف ستة مواقع نووية في الضربة التي وجهتها لإيران الشهر الماضي.

وقال مسؤول أميركي حالي واثنان من المسؤولين السابقين للشبكة، إن القيادة المركزية كانت وضعت خطة أكثر شمولاً لضرب إيران، تضمنت استهداف ثلاثة مواقع إضافية، بالإضافة إلى المنشآت الثلاث التي استهدفت وهي فوردو، ناتانز، وأصفهان، ضمن عملية كانت ستستغرق أسابيع عدة بدلاً من ليلة واحدة.

وذكرت الشبكة أنه تم عرض هذه الخطة على الرئيس دونالد ترامب، لكنها رفضت لأنها تتعارض مع رؤيته السياسية القائمة على تقليص التدخلات الخارجية للولايات المتحدة، فضلاً عن مخاوف من سقوط أعداد كبيرة من الضحايا من الجانبين، بحسب مسؤول حالي وآخر سابق.

وقال أحد المصادر المطلعة على الخطة «كنا مستعدين للمضي حتى النهاية في خياراتنا، لكن الرئيس لم يرغب في ذلك».

وحسب المصادر فإن ملامح «الخطة الشاملة» كانت بدأت تظهر منذ خريف الماضي وحتى الربيع الحالي، حين بدأ قائد القيادة المركزية الجنرال إريك كوريلّا، بوضع خطة تستهدف «القضاء الكامل» على القدرات النووية الإيرانية.

وشملت الخطة استهداف ستة مواقع، وكان يعتقد أن هذه المواقع تحتاج إلى ضربات متكررة لإحداث الضرر اللازم لإنهاء البرنامج النووي نهائياً. كما تضمنت الخطة استهداف مزيد من الدفاعات الجوية والصواريخ البالستية الإيرانية، وتوقعت أن تسفر عن عدد كبير من الضحايا في صفوف الإيرانيين.

وكان المسؤولون يتوقعون أنه في حال تنفيذ تلك الخطة، فإن طهران سترد باستهداف مواقع أميركية، مثل تلك الموجودة في العراق وسوريا، وفق ما ذكره مصدر مطلع.

وقال أحد الأشخاص المطلعين:«كانت ستكون حملة جوية طويلة الأمد».

ويرى بعض مسؤولي إدارة ترامب أن توجيه ضربة أعمق لإيران كان خياراً واقعياً ضمن السياسات المتاحة، وفقاً لما أفاد به مسؤولان سابقان.

وقد تم عرض هذه الخطة على الرئيس الأميركي، لكنها رفضت في نهاية المطاف لأنها كانت ستتطلب الدخول في نزاع طويل الأمد.

كما خلص تقييم أميركي جديد إلى أن الضربات الأميركية على منشآت فوردو وأصفهان وناتانز، دمرت موقعاً واحداً فقط «إلى حد كبير».

وكشفت «إن بي سي نيوز»، أن التقييم الجديد جزء من جهود إدارة ترامب لتقييم وضع البرنامج النووي بعد الضربات، مشيرة إلى أن مشرعين أميركيين ومسؤولين في وزارة الدفاع ودول حليفة اطلعوا على تفاصيل التقييم خلال الأيام الماضية.

ووجد التقييم أن أحد المواقع الثلاثة التي استهدفت الشهر الماضي، دمر إلى حد كبير، لكن الموقعين الآخرين لم يتعرضا لأضرار جسيمة، بحسب ما أفاد به خمسة مسؤولين أميركيين حاليين وسابقين.

وقال اثنان من المصادر إن الأميركيين يعتقدون أن الهجوم على فوردو نجح في تأخير قدرات التخصيب في الموقع، لمدة تصل إلى عامين.

وفي خطاب ألقاه بعد تنفيذ الضربات، وصف ترامب العملية بأنها «نجاح عسكري باهر»، وأعلن أن «منشآت التخصيب النووي الرئيسية في إيران قد دمرت بالكامل».

ووفقاً لوزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، فإن الضربات على موقع فوردو النووي تسببت في أضرار جسيمة.

إخفاقات أمنية

وفي طهران، أقر الرئيس مسعود بزشكيان للمرة الأولى، أمس، أن بلاده شهدت إخفاقات أمنية في الحرب ضد إسرائيل.

قال خلال اجتماع لمجلس الوزراء، إنه «يجب تحليل ومعالجة أوجه القصور الأمنية التي اتضحت خلال الحرب».

وخلال الحرب التي استمرت 12 يوماً في يونيو الماضي، قُتل العديد من القادة العسكريين الإيرانيين رفيعي المستوى في مساكنهم الخاصة.

وبالإضافة إلى المنشآت العسكرية والنووية، تعرضت أهداف غير معروفة نسبياً للهجوم أيضاً.

ويعتقد خبراء أنه «لم يكن من الممكن شن مثل تلك الهجمات من دون معلومات داخلية».