«حماس» مُستعدة للعودة إلى المقترح القطري... ونتنياهو يُعلن رفضها لمقترح ويتكوف والوسطاء

حرب غزة... إسرائيل تُعيد إنتاج فشلها في جنوب لبنان

13 يوليو 2025 10:40 م

- أكثر من 140 شهيداً و425 جريحاً خلال 24 ساعة
- صاروخ يقتل أطفالاً يجلبون الماء... والاحتلال يعزو السبب لعطل
- نتنياهو يُمارس إستراتيجية متكررة منذ أكثر من عام
- جنرال سابق: «حرب العصابات» مروّعة وتقلل كثيراً مكاسب جيشنا
- «هآرتس»: المشهد في بيت حانون أشبه بالسير على سطح القمر
- أولمرت: شبان التلال في الضفة يرتكبون «جرائم حرب»

تتباين التقديرات في إسرائيل، بين الحديث عن إنجازات ميدانية، وبين شعور داخلي بالتآكل وتكرار تجربة احتلال جنوب لبنان، في ظل التصعيد العسكري والمجازر اليومية في قطاع غزة وسط دمار شبه كامل.

ويُعيد المشهد الميداني في غزة، إلى الواجهة، مشهد التورط في «أوحال» جنوب لبنان، إذ تكبد جيش الاحتلال 18 قتيلاً وعشرات الجرحى منذ بداية يونيو الماضي في القطاع، مع تشكيك متزايد بجدوى القتال وبفرص الحسم، مقابل إصرار رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، على شروط تعجيزية منذ عام، في حين لم تغير «حماس» مطالبها بوقف كامل للحرب وانسحاب شامل ورفع الحصار وإعادة الإعمار.

ووفقاً للتقديرات، هناك نحو 10 وزراء، يحتمل أن يعارضوا الصفقة المرتقبة، وربما يساهموا في إفشالها، وسط ترجيحات بأن يستقيل وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، من الحكومة إذا ما تم التوصل إلى وقف للنار وإطلاق رهائن وأسرى.

وفي ظل معارضة بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش للتوصل إلى الاتفاق، علّق الوزير وعضو «الكابينيت» دافيد أمسالم، على احتمال أن يؤدي انسحابهما من الائتلاف إلى سقوط الحكومة، قائلاً «من يريد الانسحاب من الحكومة، فليَنسحب. لم أُبقِ يوماً شخصاً لا يرى حجم الفرصة التاريخية التي تقف أمام دولة إسرائيل. من لا يدرك أهمية هذه اللحظة، يفوّت كل شيء».

«جرائم حرب»

من جانبه، قال رئيس الحكومة السابق إيهود أولمرت، إن رئيس الوزراء «لا يريد التوصل لأي اتفاق ولا يريد إعادة المختطفين».

وصرح في مقابلة مع القناة 13 «يهود يقتلون يومياً فلسطينيين في الضفة الغربية، شبان التلال يرتكبون جرائم حرب. هؤلاء ليسوا أقلية، هذه مزاعم كاذبة، يتلقون دعماً من بن غفير وسموتريتش وإلا لما كان بإمكانهم القيام بذلك».

وأضاف أن الشرطة والجيش «يغمضون عيونهم عن حرق المستوطنين للحقول الفلسطينية».

وذكّر بما قاله رئيس المجلس الاستيطاني يوسي دغان في جنازة امرأة «لنحرق القرى الفلسطينية».

وفي ظل تصعيد العدوان والمجازر اليومية في بلدة بيت حانون شمال غزة، طرحت صحيفة «هآرتس»، تساؤلاً مركزياً عن مصير العمليات العسكرية «هل هي في طريقها إلى تحقيق الحسم الذي يعد به نتنياهو، أم أنها تتجه إلى إعادة إنتاج تجربة الشريط الأمني في جنوب لبنان خلال تسعينيات القرن الماضي»؟

ونقلت عن ضباط في لواء المظليين الاحتياط، خدم معظمهم أكثر من 300 يوم في الحرب ويشاركون الآن في العدوان المتصاعد على بيت حانون، أن «الجيش يقوم بتدمير كل المنازل في بيت حانون وتسويتها بالأرض، والأهداف قابلة للتحقيق».

وكتبت الصحيفة أن المفاوضات غير المباشرة في الدوحة «مازالت عالقة»، وأن التقديرات تشير إلى أنه «ما لم يعلن المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف، بشكل صريح عن نيته فرض اتفاق، فلن تحدث انفراجة قريبة».

وشبه مراسل الصحيفة «المشهد في بيت حانون بالسير على سطح القمر، وسط ظلام دامس، باستثناء الضوء المنبعث من معدات الحفر والجرافات التي تدمر كل شيء».

وفي مقاربة أوسع، رأت الصحيفة أن الجولة في شمال غزة، تثير «ذاكرة جنوب لبنان» قبل الانسحاب الإسرائيلي عام 2000، عندما كانت القيادات العسكرية ترى في الاستمرار ضرورة رغم ميل الرأي العام للانسحاب، أو حتى ذكريات من حرب لبنان الأولى بين عامي 1983 و1984، قبل الانسحاب إلى نهر الأولى.

وأكدت أن نتنياهو «لم يأت بأي جديد» من واشنطن، وواصل إطلاق وعود متناقضة، «اتفاق قريب» و«سحق حماس».

واعتبرت أن «التفاؤل الذي ساد قبل أسبوع قد اصطدم مجدداً بجدار الواقع»، محمّلة الرئيس دونالد ترامب، مسؤولية الجمود، إذ لا يظهر حتى الآن أنه يمارس ضغطاً فعلياً. وكتبت: «نتنياهو لايزال ينجح في المناورة مع ترامب بما يخدم مصلحته في البقاء في السلطة»، ما يجعله يتهرب من الحسم بين خيارَي الصفقة أو استمرار الحرب.

واتهمت رئيس الوزراء، بمحاولة «تفجير المفاوضات مجدداً بذريعة ضرورة التمركز في محور موراغ»، مشيرة إلى تحقيق نشرته «نيويورك تايمز»، أكّد «أن هذه إستراتيجية متكررة يتبعها نتنياهو منذ أكثر من عام».

وذكّرت الصحيفة بأن الضغوط الداخلية على نتنياهو تزداد، وأن «استطلاعات الرأي لا تبشّر بالخير»، مشيرة إلى أن الحرب على إيران لم تمنح الليكود دفعة شعبية واسعة النطاق كما كان متوقعاً.

وبحسب استطلاع نشرته القناة 12، فإن 82 في المئة من الإسرائيليين يدعمون صفقة تشمل وقف الحرب، مقابل 12 في المئة فقط يعارضونها.

وأضافت الصحيفة أن نتنياهو يواصل المراوغة، مستفيداً من غياب ضغط مباشر من ترامب، بينما يرى شركاؤه في اليمين المتطرف في رفح «محطة حاسمة» في تحقيق طموحاتهم الكبرى: «ترحيل جماعي للفلسطينيين من القطاع، وإعادة بناء المستوطنات».

مفاوضات الدوحة

وبينما تتبادل الحركة وتل أبيب الاتهامات بتعطيل مفاوضات الدوحة غير المباشرة، أبدت «حماس» استعدادها للعودة إلى مقترح قطري، قُدم في يناير الماضي، وينص على انسحاب القوات الإسرائيلية إلى خط حدودي يبعد 700 متر عن الحدود، مع السماح بزيادة تصل إلى 400 متر في مواقع محددة، وفق خرائط متفق عليها بين الأطراف.

وذكرت مصادر فلسطينية أن «حماس» قد تُبدي مرونة بشأن إجراء تعديلات طفيفة على بعض النقاط في هذه الخرائط، لكنها ترفض بشكل قاطع وجود محور موراغ، معتبرة أنه يمنع عودة نحو 400 ألف فلسطيني إلى مدينة رفح، ما يشكل عقبة كبيرة أمام أي تسوية محتملة.

من جانبه، قال نتنياهو، إن بلاده قبلت مقترح ويتكوف ومقترح الوسطاء، لكن الحركة رفضتهما، و«تصر على البقاء في غزة وإعادة التسلح وهذا غير مقبول».

ميدانياً، استشهد أكثر من 140 فلسطينياً وأصيب نحو 425 خلال الساعات الـ24 الماضية، وفق ما أفادت وزارة الصحة في غزة، أمس، مشيرة إلى سقوط 76 شهيداً في غارات إسرائيلية على القطاع منذ فجر أمس، بينهم 38 بمدينة غزة.

وذكرت مصادر طبية، أن ثمانية أشخاص على الأقل أغلبهم من الأطفال، استشهدوا، وأصيب أكثر من 17 في وسط القطاع، عندما ذهبوا لجلب المياه أمس، في ضربة صاروخية إسرائيلية ادعى الجيش انها اخطأت هدفها.

وذكر جيش الاحتلال أنه كان يستهدف مسلحاً من حركة «الجهاد الإسلامي» في المنطقة لكن الصاروخ تعطل مما تسبب في سقوطه «على بعد عشرات الأمتار من هدفه».

وتفاقمت مشكلة نقص المياه في غزة بشدة في الأسابيع القليلة الماضية، إذ أدى نقص الوقود إلى إغلاق محطات التحلية والصرف مما أجبر السكان على الاعتماد على مواقع يمكنهم منها ملء أوعية بلاستيكية بالمياه.

وبذلك ترتفع حصيلة ضحايا «الإبادة الجماعية» منذ 7 أكتوبر 2023 إلى أكثر من 58030 شهيداً و138550 جريحاً.

إسرائيل تُخطّط لاستعادة تكاليف «المدينة الإنسانية» من دول عربية

| القدس - «الراي» |

نقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» عن مصادر رفيعة المستوى، أن «المدينة الإنسانية» المزعومة التي تعد إسرائيل لإقامتها في منطقة رفح جنوب قطاع غزة تمهيداً لترحيل أكبر عدد من الفلسطينيين إلى الخارج، تراوح تكلفتها بين 10 - 15 مليار شيكل، وستتحمل إسرائيل كل هذه التكلفة تقريباً في المرحلة الأولى.

وخاض رئيس هيئة الأركان إيل زامير مواجهات في الأسابيع الأخيرة مع نتنياهو ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش حول هذا المخطط، معتبراً أن «إعداد المنطقة يمس بقدرات الجيش على تنفيذ مهامه ضد حماس وإعادة المختطفين»، لكن رئيس الوزراء وجّه تعليمات للجيش بإعداد المخطط والاستعداد لتنفيذه خلال أيام.

وقالت مصادر في المجلس الوزاري المصغر، إن «الفكرة تعتمد على استعادة إسرائيل لهذه الأموال من دول عربية، عندما تتحمل المسؤولية عن إعادة إعمار القطاع بعد انتهاء الحرب».