أعرب رئيس مجلس العلاقات العربية والدولية، محمد الصقر، عن الأمل في حل كل مشاكل لبنان قريباً، مؤكداً دعم المجلس بما يفيد البلد.
وقال، عقب لقائه بالرئيس اللبناني جوزاف عون اليوم الجمعة في قصر بعبدا، «رأينا ان لبنان كما يعلم الجميع يمر في مشاكل تحظى باهتمام عربي ودولي وإقليمي، والحلول واضحة. ان خطاب القسم الذي ألقاه الرئيس عون يوم انتخابه يشكل خريطة طريق للبنان، ونحن مؤمنون بما جاء فيه، وتطبيقه ليس سهلا في ظل وجود سلاح حزب الله. وقد استمعنا من الرئيس عون في ما يفكر فيه وما يريد ان يقوم به، ونحن نؤيده في ذلك. كما اعربنا عن الامل في حل كل مشاكل لبنان قريبا، ونحن كمجلس نستطيع ان نقدم الدعم الشعبي الذي يمكن ان يفيده».
وذكرت الوكالة الوطنية للأنباء اللبنانية أن عون استقبل وفد مجلس العلاقات العربية والدولية الذي ضم رئيسه محمد الصقر، والرئيس اللبناني الأسبق أمين الجميل ورئيس الحكومة اللبنانية الأسبق فؤاد السنيورة ونائب رئيس الحكومة الدكتور طارق متري.
وأفادت بأن الصقر عرض في مستهل اللقاء دور مجلس العلاقات العربية والدولية والمسائل السياسية التي يعنى بها من خلال الشخصيات التي يتألف منها شارحا وجهة نظره من التطورات الراهنة لبنانيا وعربيا ودوليا.
وبدوره، اعتبر عون أنه «بوحدة اللبنانيين يمكن مواجهة كل الصعوبات والمخاطر ومن دون هذه الوحدة لن يكون من السهل تجاوز التحديات التي تبرز امام لبنان وشعبه».
وأكد على أن «القرار بحصرية السلاح قد اتخذ ولا رجوع عنه لأنه ابرز العناوين للسيادة الوطنية، وتطبيقه سيراعي مصلحة الدولة والاستقرار الأمني فيها حفاظا على السلم الأهلي من جهة، وعلى الوحدة الوطنية من جهة أخرى»، لافتاً الى أن «تجاوب الافرقاء اللبنانيين وتعاونهم مع الدولة عامل ضروري لحماية البلاد وتحصينها ومواجهة ما يمكن ان يخطط لها من مؤامرات».
كما اعتبر أن «التغيير في الظروف التي تمر بها المنطقة يسهل في إيجاد الحلول المناسبة للمسائل الدقيقة التي تواجه اللبنانيين ومنها مسألة السلاح»، لافتاً إلى أن «قرار الحرب والسلم هو من صلاحيات مجلس الوزراء الذي يرى اين هي مصلحة لبنان ويتصرف على هذا الأساس».واكد أن «خطاب القسم كان نتيجة معاناة اللبنانيين وتطلعاتهم وهو كتب كي ينفذ، مع اشارته الى ان هذا التنفيذ سوف يتم تدريجيا لانه لا يمكن إعادة بناء لبنان على أسس وطنية سليمة دفعة واحدة بعد عشرات السنين من المعاناة تركت نتوءات في الجسم اللبناني لا يمكن معالجتها دفعة واحدة، لكن الإرادة موجودة والعزم ثابت».
وأبلغ الرئيس عون أعضاء وفد مجلس العلاقات العربية والدولية أن «تطبيق القرار 1701 في منطقة جنوب الليطاني يتولاه الجيش اللبناني بالتعـــــاون مع القوات الدولية العاملة في الجنوب( اليونيفيل)، في كل الأماكن التي انسحب منها الإسرائيليون الذين يعرقلون حتى الساعة استكمال انتشار الجيش حتى الحدود المعترف بها دوليا بسبب استمرار احتلالهم للتلال الخمس التي لا فائدة عسكرية منها إضافة الى خلق إسرائيل لأعذار واهية كي تستمر في انتهاك القرارات الدولية واتفاق نوفمبر الماضي من خلال الاعمال العدائية المتواصلة وعدم إعادة الاسرى اللبنانيين».
وشدد على أن «هذه المواقف الإسرائيلية المتعمدة تمنع ليس فقط تطبيق القرار 1701 بكافة مندرجاته، بل كذلك تبقي التوتر قائما في الجنوب والمناطق التي تتعرض للاعتداءات في الضاحية الجنوبية من بيروت ومناطق أخرى».وتناول الرئيس عون ردا على سؤال ملف العلاقات اللبنانية- السورية، فأكد على ثابتتين أساسيتين، الأولى «الحرص على إقامة علاقات جيدة مع النظام السوري الجديد ورئيسه أحمد الشرع، والثانية عدم التدخل في الشؤون الداخلية لكل من البلدين».
ولفت الى أن «التنسيق قائم بين الأجهزة الأمنية اللبنانية والسورية للمحافظة على الاستقرار على الحدود ومنع عمليات تهريب الأشخاص والأسلحة والمخدرات، مؤكدا ان استقرار لبنان هو أيضا من استقرار سوريا».وردا على سؤال، ميّز الرئيس عون بين السلام والتطبيع، معتبراً أن «السلام هو حالة اللاحرب وهذا ما يهمنا في لبنان في الوقت الراهن. أما مسألة التطبيع فهي غير واردة في السياسة اللبنانية الخارجية الراهنة».
وأشاد عون أمام الوفد بالدور الذي يلعبه رئيس مجلس النواب نبيه بري في المساهمة في تثبيت الاستقرار ونجاح إعادة بناء الدولة وتحقيق مبدأ حصرية السلاح.