دفع نجاح تجربة الروبيان المستزرع وتداوله في السوق المحلي للمرة الأولى، معهد الكويت للأبحاث العلمية، إلى التخطيط والتفكير في توسيع وتطوير صناعة استزراع الكائنات البحرية، من خلال استزراع أنواع السمك المرغوب محلياً.
فقد كشفت الباحثة في المعهد ورئيسة مشروع مزرعة الروبيان الاقتصادية المستدامة باستخدام التقنيات الحديثة الدكتورة شيرين السبيعي، عن تقديم المعهد مقترحاً ضمن برنامج المبادرات الحكومية، لإنشاء مجمع اقتصادي للاستزراع السمكي في (بر غضي) على مساحة 100 ألف متر مربع، وبسعة إنتاجية تقدر بنحو 1200 طن سنوياً، من أسماك السبيطي والهامور والشعم والروبيان.
جاء ذلك، في تصريح صحافي للسبيعي، خلال حضورها اليوم فعالية حصاد الروبيان المستزرع في محطة كبد للأبحاث والابتكار، حيث أشارت إلى أن «المجمع سينتج أيضاً الأعلاف، ويقوم بتصنيع المنتجات السمكية، مما سيشكل نقلة نوعية في تعزيز الأمن الغذائي».
وبينت السبيعي أن «هذا الإنجاز تُوّج خلال العام الجاري بتسويق الروبيان المستزرع محلياً لأول مرة في السوق، ما يمثل خطوة مهمة لتشجيع القطاع الخاص للعمل على سد الفجوة الكبيرة في الكميات المستوردة من الروبيان، والتي تتجاوز حالياً نسبة 70 في المئة من حجم الاستهلاك المحلي». وقالت إن «هذه النتائج المبشرة تفتح آفاقاً واسعة لخلق فرص استثمارية جديدة، وتوفير فرص عمل للكوادر الوطنية، ودعم المشاريع ذات الصلة بقطاع الاستزراع المائي، لتحقيق أهداف التنمية المستدامة».
واعتبرت أن «نجاح حصاد الروبيان للعام الرابع على التوالي، يمثل خطوة إستراتيجية مهمة نحو تطوير قطاع الاستزراع المائي على نطاق تجاري واسع في الكويت» مبينة أن «نجاح المعهد هذا العام شهد تطوراً ملحوظاً، حيث وصل حجم الروبيان المستزرع إلى الوزن التسويقي (20 غراماً)، وتجاوز معدل الإنتاج 2 كيلوغرام في المتر المربع الواحد، وهذه النتائج جاءت ثمرة جهود بحثية دقيقة وتطبيقات تقنية متقدمة في أنظمة استزراع الروبيان المكثف والمغلق، والتي أثبتت كفاءتها العالية في التكيف مع ظروف المياه الجوفية الصعبة والبيئة القاسية في الكويت».
وكشفت أن «النجاح تحقق باستخدام تقنية التكتل الحيوي (بيوفلوك) المبتكرة والصديقة للبيئة، والتي تعتمد على إعادة تدوير المياه بشكل مستمر من دون استخدام أي مواد كيماوية أو مضادات حيوية، ما يجعل المنتج صحياً وصديقاً للبيئة. ومعهد الكويت للأبحاث العلمية تميّز بتطوير وتكييف هذه التقنية المعقدة، لتناسب المياه الجوفية قليلة الملوحة، وهو تحدٍ علمي كبير لا يتعلق فقط بنسبة الملوحة المنخفضة، بل كذلك بالتركيبة الأيونية غير المتوازنة لتلك المياه».