أكد مصدر في وزارة الإعلام السورية، أن لا صحة لما يتم تداوله في شأن انعقاد أي جلسات أو اجتماعات بين الرئيس أحمد الشرع ومسؤولين إسرائيليين.
إسرائيلياً، ذكرت صحيفة «إسرائيل هيوم»، نقلاً عن مصادر مقربة من البيت الأبيض، أن الرئيس دونالد ترامب عرض إمكانية التوصّل إلى اتفاق بين إسرائيل وسوريا، مقابل موافقة تل أبيب على إنهاء الحرب في قطاع غزة.
ووفقاً للصحيفة، فإن ترامب أوفد مبعوثاً إلى دمشق، لتثبيت اتفاق بين البلدين، على أن تكون الولايات المتحدة ضامنا له، من دون أن تُسمِّ هوية المبعوث أو جدول اجتماعاته.
«على خطى السادات»
وفي السياق، رجح مركز القدس للشؤون الخارجية والأمنية، احتمال توجه الشرع لاتباع نهج الرئيس المصري الراحل أنور السادات الذي وقّع اتفاقية سلام تاريخية مع إسرائيل عام 1979.
وأشار في تقرير إلى أن مؤشرات ملموسة ظهرت للمرة الأولى منذ عقد من الزمان تشير إلى تقارب محتمل بين إسرائيل وسوريا، حيث تجري محادثات هادئة بوساطة أميركية واتصالات غير مباشرة. ولفت إلى وجود فهم متزايد لدى الطرفين بأن الاستقرار الإقليمي يمثل مصلحة مشتركة.
وتؤكد إسرائيل، أنها لا تنوي التخلي عن مرتفعات الجولان، لكنها تبدي استعداداً لدراسة أي خطوات من شأنها تحقيق تهدئة شاملة. وقد عكست تصريحات وزير الخارجية جدعون ساعر هذا الموقف عندما صرح بأن «إسرائيل لها مصلحة في السلام مع سوريا، طالما تُحفظ مصالحنا الأمنية».
وتناول التقرير، الخطوط العريضة المحتملة لأي اتفاق مستقبلي، والتي قد تشمل انسحاباً تدريجياً إسرائيلياً من المناطق العازلة في مرتفعات الجولان المحتلة بحلول نهاية 2024، مقابل التزام سوري بالامتناع عن «الأعمال العدائية».
كما أشار إلى احتمال إنشاء منطقة خاضعة لإشراف دولي في الجولان تشبه «حديقة سلام»، من دون إعادة السيادة الكاملة لدمشق.
ومع ذلك، شدد التقرير على وجود عقبات كبيرة أمام أي اتفاق، حيث لايزال الشعب السوري غير مستعد للمصالحة طالما تمسك تل أبيب بالسيطرة على أراضي عام 1967. كما أشار إلى أن قضية الجولان تظل نقطة خلاف رئيسية، وأن أي تنازل عنها قد يُعتبر خيانة في الأوساط السورية.
وأضاف أن التحديات لا تقتصر على الجانب السوري فقط، حيث يصعب تصور موافقة الحكومة الإسرائيلية اليمينية الحالية على أي تنازلات جوهرية، خصوصاً بعد أحداث 7 أكتوبر 2023. كما أشار إلى الدور التركي المحوري في أي تسوية مستقبلية، نظراً لنفوذ أنقرة في شمال سوريا.
واختتم التقرير بالتأكيد أن «الطريق إلى أي اتفاق مازال طويلاً وشائكاً»، لكنه أشار إلى أن «المنطقة قد تشهد مفاجآت سياسية».
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أكد أن الشرع فتح قناة اتصال، وأتاح فرصة للسلام، مشيراً إلى أن السوريين سيخسرون إذا عادوا إلى الصراع، والعكس إذا ساروا نحو السلام.