رئيس الوزراء اتخذ قرار عقد صفقة بإرادته قبل أن تفرض عليه

ترامب يُخيّر نتنياهو بين استمرار الحرب... أو بلورة شرق أوسط جديد

7 يوليو 2025 10:00 م

- لولا يتّهم مجدداً إسرائيل بارتكاب «إبادة»

في مستهل اليوم الـ640 من «حرب الإبادة» على غزة، واصلت قوات الاحتلال استهداف النازحين والمجوّعين، ما أدى إلى سقوط أكثر من 35 شهيداً، إضافة إلى عشرات الجرحى، في وقت تتواصل في العاصمة القطرية المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحركة «حماس» في شأن وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الأسرى.

وفي وقت يرى الرئيس دونالد ترامب أن هناك «فرصة جيدة» للتوصل إلى اتفاق «هذا الأسبوع»، انتهت جلسة ثانية من المفاوضات «من دون تحقيق اختراق».

وأفاد مسؤول فلسطيني مطلع على المحادثات «فرانس برس»، بأنه «لم يتم تحقيق اختراق في اللقاء الصباحي لكن المفاوضات ستستمر».

وفي وقت سابق، صرح مصدران فلسطينيان مطلعان، لـ «رويترز»، «بعد الجلسة الأولى للمفاوضات غير المباشرة في الدوحة، الوفد الإسرائيلي غير مفوض بشكل كافٍ وغير مخول بالوصول إلى اتفاق مع حماس حيث لا صلاحيات حقيقية له».

وفي واشنطن، صرح ترامب للصحافيين «لقد نجحنا بالفعل في إخراج العديد من الرهائن، ولكن في ما يتعلق بالرهائن المتبقين، فسيتم إخراج عدد لا بأس به منهم. ونتوقع أن يتم ذلك هذا الأسبوع».

وأضاف أن الولايات المتحدة «تعمل على قضايا عدة مع إسرائيل»، ومن بينها «ربما اتفاق دائم مع إيران».

والأحد، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من مطار بن غوريون قبيل توجهه إلى واشنطن، حيث التقى ترامب ليل أمس في البيت الأبيض، «أرسلتُ فريقاً للتفاوض مع تعليمات واضحة... إنجاز الاتفاق الذي تم الحديث عنه، وفق الشروط التي وافقنا عليها».

وكان اعتبر السبت أن «التغييرات التي تسعى حماس إلى إدخالها على الاقتراح الأولي غير مقبولة».

لكن محافل سياسية مقربة، أكدت أن رئيس الوزراء «اتخذ قرار عقد صفقة بإرادته قبل أن تفرض عليه».

ووفق المصادر، تتزايد الخلافات بين القيادتين السياسية والعسكرية حول مستقبل غزة «لكن نتنياهو يعلن أن لا مفر من الانسحاب من القطاع المدمر والمحاصر منذ نحو 20 عاماً، لكنه يود استثمار ذلك من خلال الرئيس الأميركي بتوسيع دائرة التطبيع».

وتقول المحافل المقربة من نتنياهو أن هذه الحكومة «أصبحت عقبة في وجه التطبيع، وأن الفجوة تتسع بين حكومة الكابينيت والقيادة العسكرية حول الرؤية المستقبلية للقطاع».

ووفقاً لمصادر أمنية وسياسية، فإن الجيش يحذّر من مخاطر «الحكم العسكري المباشر»، بينما يدفع وزراء اليمين المتطرف، مدعومين بوزراء آخرين، نحو فرض سيطرة كاملة تحت شعار «هزيمة حماس حتى النهاية».

وفي السياق، رسم محللون إسرائيليون، مشهداً متوقعاً متشابهاً لمضمون لقاء البيت الأبيض، وهو أنه سيتعين على نتنياهو، أن يختار بين استمرار الحرب على غزة، أو إعادة بلورة الشرق الأوسط جديد يعزز مكانة الدول فيه، وفي مقدمتها إسرائيل.

وحسب رئيس مجلس الأمن القومي السابق مئير بن شبات، المقرب من نتنياهو، فإنه «إلى جانب الجهود لتحرير المخطوفين والاحتفال بالنجاح مقابل إيران، فإن غاية الزيارة لواشنطن هي دفع رؤية ترامب - نتنياهو لتغيير وجه المنطقة، حيث تشمل الأجندة المطروحة سلسلة طويلة من القضايا المفتوحة، من إيران وتركيا وسوريا، حتى الضفة الغربية...».

«تهويد»

وفي القدس المحتلة، اقتحم مستوطنون مسلحون، صباح أمس، منزلاً فلسطينياً في حوش الزُربا قرب سوق القطانين، الملاصق للجدار الغربي للمسجد الأقصى المبارك، واستولوا عليه بالقوة وسط أجواء احتفالية صاخبة.

وأفادت مصادر مقدسية بأن الاقتحام جاء بعد أيام من وفاة السيدة المقدسية صاحبة المنزل، في مشهد يعكس استغلالاً فجّاً للظروف الإنسانية من أجل تنفيذ مخططات الاستيلاء وتهويد المدينة المقدسة.

ويُعد حوش الزُربا وسوق القطانين من أكثر المناطق استهدافاً من قبل الجمعيات الاستيطانية، نظراً لموقعهما الإستراتيجي قرب المسجد الأقصى المبارك، حيث تسعى قوات الاحتلال لتفريغهما من الوجود الفلسطيني لصالح مشاريع التهويد.

كما اقتحم مستوطنون، باحاتِ المسجد الأقصى المبارك وأدوا طقوساً تلمودية ورقصات استفزازية، بحماية مشددة من قوات الاحتلال.

لولا و«الإبادة»

وفي ريو دي جانيرو، دعا البيان المشترك لقادة دول مجموعة «بريكس»، إلى «وقف إطلاق نار فوري ودائم وغير مشروط» وإلى «الانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية» من القطاع و«جميع الأجزاء الأخرى من الأراضي الفلسطينية المحتلة».

وقال الرئيس البرازيلي اليساري لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، في افتتاح القمة، الأحد، «لا شيء يبرر على الإطلاق الأعمال الإرهابية التي ترتكبها حماس. لكن لا يمكننا الاستمرار في تجاهل الإبادة التي ترتكبها إسرائيل في غزة، والمجازر بحق مدنيين أبرياء، واستخدام الجوع كسلاح حرب».

واتّهم مجدداً إسرائيل بارتكاب «إبادة»، علماً بأن هذا التوصيف سبق أن أثار أزمة دبلوماسية بين البلدين.

«مدينة إنسانية» في جنوب القطاع

| القدس - «الراي» |

يبلور جهاز الأمن والمستوى السياسي في إسرائيل، خطة طموحة لليوم التالي للقتال في غزة، وهي إقامة «مدينة إنسانية» جديدة في جنوب القطاع، بين محوري فيلادلفيا وموراغ، ستشكّل مركزاً لتجميع السكان الغزيين.

وذكرت القناة 12 أن الهدف من إقامة «المدينة الإنسانية»، عزل السكان عن مقاتلي «حماس»، إقامة آليات لتشجيع الهجرة الطوعية وخلق نظام مدني جديد.

ووفق القناة العبرية، فإن «المدينة المستقبلية ستكون بمثابة مجمّع ضخم يشمل بنى تحتية أساسية، خياماً ومباني دائمة. والهدف أن تحتضن غالبية سكان القطاع».

وبحسب المخطط، فإن الجزء الأكبر من المساعدات الإنسانية التي ستُضخ إلى غزة بعد انتهاء المعارك، «سيُنقل إلى المدينة، على أمل أن يؤدي تركيز المساعدات في هذا المجمّع إلى تركيز غالبية السكان في المكان نفسه».

وذكرت القناة أن «هذا الحل يهدف إلى خلق نظام مدني جديد في الميدان، ولكنه أيضاً يهدف إلى نزع بؤر المقاومة التابعة لحماس من بين صفوف السكان».

وتشير مصادر مطلعة على تفاصيل الخطة، إلى أنه في المرحلة التالية، بعد تجميع السكان، «ستُفعَّل آليات لتشجيع الهجرة الطوعية لسكان المدينة الإنسانية إلى دول ثالثة خارج القطاع».

وتؤكد إسرائيل أن الاستعدادات والتجهيزات لإقامة المدينة قد بدأت فعلاً. ومن منظورها، تعتبر المدينة ورقة «كاسرة للتوازن» في ظل التخبُّط الحاصل في غزة: «محاولة لخلق واقع جديد، خالٍ من حماس، يقوم على مساعدات إنسانية، سيطرة أمنية، وأمل بخروج تدريجي للسكان من القطاع».