وسط إجراءات أمنية، أشاعت أجواء الأمن والأمان، أحيت المجالس الحسينية ذكرى واقعة الطف في أرض كربلاء في العاشر من محرم، التي ارتقى فيها شهيداً سيد شباب أهل الجنة الإمام الحسين بن علي رضي الله عنهما.
وشهدت مقار المدارس التي خُصصت للمجالس الحسينية حضوراً كثيفاً، وسط تواجد أمني لرجال وزارة الداخلية والحرس الوطني وقوة الإطفاء، الذين بذلوا جهوداً مشهودة في مهمة تأمين الأيام العشرة الأولى من شهر محرم، وحماية المواقع باحترافية وتعامل حضاري مع الجميع.
واسترجع خطباء المجالس الحسينية في ذكرى عاشوراء واقعة استشهاد سبط الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، ويوم العاشر من محرم، مستلهمين من هذه الأحداث العبر والحكم التي وجهوهها لرواد المجالس، حيث تخلل السيرة العديد من الرسائل التوجيهية للشباب في نبذ الظلم وضرورة التحلي بالعدل في كافة تعاملاتهم مع الآخرين.
وأكدوا أهمية الوحدة بين المسلمين في الوطن الواحد، حيث شدد الدين الإسلامي على أهمية وحدة المسلمين لصون أوطانهم وحذر من الفرقة والفتنة التي يبثها المغرضون لتفريق المسلمين وهدم أسس الأوطان.
وأضافوا أن من الأهمية بمكان أن يوجه الشباب للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واتباع الطريق القويم من خلال الحفاظ على شرائع الدين والبعد عما نهى عنه الإسلام للمحافظة على مجتمع سليم متماسك.
مواكبة أمنية
من جهته، قال وكيل وزارة الداخلية بالتكليف اللواء علي العدواني، في تصريح لـ«الراي» خلال تفقده بعض المواقع في الليلة الأخيرة، «تفقدنا منذ اليوم الأول المواقع التي تم تحديدها للمجالس الحسينية للتأكد من الالتزام بالخطة الأمنية التي تم وضعها مع الجهات المعنية، وقد رأينا التزاماً كاملاً لكافة الجهات المشاركة في تأمين الحسينيات، وهذا الذي كنا نهدف له في تأمين وحماية المواطنين والمقيمين لممارسة شعائرهم الدينية بأجواء روحانية تسودها الطمأنينة والراحة».
وأضاف العدواني أن «تواجد العناصر الأمنية أمام المجالس الحسينية جاء بتعليمات من النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الشيخ فهد اليوسف، بالعمل على تسخير كافة الإمكانيات لإنجاح الخطة التي وضعها مع أصحاب الحسينيات. وقد تم تطبيقها على أكمل وجه ولم تنجح لولا تكاتف الجميع وشعورهم بالمسؤولية الوطنية، وقد لمست ذلك من إشادات أصحاب الحسينيات والمواطنين بجهود وتعاون رجال الداخلية وقوة الإطفاء والحرس الوطني والطوارئ الطبية».
تجربة ناجحة
«الراي» واكبت الأجواء في اليوم العاشر، عند عدد من المجالس الحسينية، ورصدت الانتشار الأمني الكثيف، لضباط وأفراد وزارة الداخلية والشرطة النسائية، المكلفين بالحماية وتنظيم الحركة المرورية، من خلال الخطة التي وضعت مسبقاً مع أصحاب الحسينيات الذين أبدوا تعاوناً كبيراً مع رجال الأمن.
وحرصت وزارة الداخلية على توزيع القوة الأمنية، من كافة منتسبي قطاعات الوزارة، على جميع المواقع التي تقام بها المجالس الحيسنية، والتي يبلغ عددها نحو 110 في البلاد وبمشاركة نحو 4 آلاف عسكري وعناصر من الشرطة النسائية.
وأكد عدد من أصحاب الحسينيات أنه «بالرغم من التجربة الأولى لإقامة مجالس العزاء في المدارس، فقد تميز هذا العام، بالإجراءات الأمنية المحكمة والمحترفة، وتعاون رجال الأمن لتأمين وحماية المواطنين والمقيمين لممارسة شعائرهم الدينية بأريحية وأمان، حيث سارت الأمور على أفضل صورة، من دون وجود أو تسجيل أي خلل، وكان رجال الأمن والشرطة النسائية خير معين ومساندين لنا، وحريصين على تقديم ما في وسعهم لراحتنا، فلهم كل الشكر والتقدير وفي ميزان حسناتهم».
الخطة الأمنية
وكشفت مصادر أمنية لـ«الراي» أن «رجال الأمن لديهم جدول بكافة الحسينيات في المحافظات وأعدادها وأوقات عقد مجالسها، حيث تبدأ بعض المجالس الساعة الثامنة مساء وتنتهي في العاشرة ليلاً، ويتواجد رجال الأمن قبل الموعد بساعة لتأمين وتمشيط الموقع، ومن ثم يتم توزيع العناصر الأمنية حتى خروج جميع المواطنين والمقيمين، وتقديم كل ما هو مطلوب منهم بكفاءة أمنية عالية، وتذليل كافة العقبات وتقديم كل الدعم الأمني لحمايتهم».
وأوضحت المصادر أن عدد مواقع المجالس الحسينية كان 110 مواقع في عموم المحافظات، فاستنفرت قطاعات كاملة في وزارة الداخلية، وتم حجز منتسبيها من عدة قطاعات طوال شهر محرم، حيث بلغ عددهم نحو 4 آلاف عسكري، لتأمين وحماية المواطنين والمقيمين.