«حماس» جاهزة لآلية تنفيذ مقترح الهدنة... و«تعديلاتها» تُشكل تحدّياً لنتنياهو

«هآرتس»: دمار رفح يفوق دمار هيروشيما

5 يوليو 2025 10:00 م

- إسرائيل تطالب بالإفراج عن رهائنها من دون مراسم أو ضجة

أكدت «حماس»، أنها «جاهزة بكل جدية للدخول فوراً» في مفاوضات حول آلية تنفيذ مقترح هدنة الـ 60 يوماً في غزة، حيث استهل القطاع المنكوب، اليوم الـ638 من «حرب الإبادة» على وقع المجازر التي أودت بعشرات الشهداء، وكشفت صحيفة «هآرتس»، أن الدمار في رفح جنوباً، يفوق الدمار الذي أحدثته القنبلة النووية الأميركية بهيروشيما اليابانية.

في المقابل، تجري حكومة بنيامين نتنياهو، مباحثات مطوّلة بشأن مصير الحرب والمفاوضات، حول رد الحركة، وسط ترقب كبير لاتفاق سيقوم الرئيس دونالد ترامب، بإعلانه شخصياً.

ولفتت مصادر مطلعة إلى أن «حماس» اقترحت «تعديلات»، وفقاً لهيئة البث الإسرائيلية، «ما يشكل تحدياً لصانعي القرار الإسرائيلي».

وبينما يأخذ النص الجديد في الاعتبار ملاحظات الحركة على نص سابق سلم للطرفين، ونقاطاً أخرى مفصّلة، ذكرت «حماس» في بيان، أنها «أكملت مشاوراتها الداخلية، ومع الفصائل والقوى الفلسطينية حول مقترح الوسطاء الأخير لوقف العدوان على الشعب الفلسطيني في غزة»، وإنها سلّمت «الرد للإخوة الوسطاء (المصريين والقطريين)»، مؤكدة أن ردها «اتّسم بالإيجابية. وأن الحركة جاهزة بكل جدية للدخول فوراً في جولة مفاوضات حول آلية تنفيذ هذا الإطار».

وأعلنت حركة «الجهاد الإسلامي»، من جانبها، أنها تدعم قرار حليفتها، لكنها طلبت «ضمانات» بتحويل الهدنة الموقتة إلى وقف دائم لإطلاق النار.

والجمعة، أعلن ترامب، أنه «قد يكون هناك اتفاق بشأن غزة» الأسبوع المقبل.

وسئل على متن الطائرة الرئاسية إن كان متفائلاً، فأجاب «كثيراً»، مشيراً رغم ذلك إلى أن «الأمر يتغير بين يوم وآخر».

لا مراسم

وكشف مصادر مطلعة، تفاصيل الجدول الزمني لمقترح وقف النار، ومنها تشديد تل أبيب على الإفراج عن الرهائن من دون مراسم أو ضجة.

وتضمن المقترح أن تقوم «حماس» في اليوم الأول منه، بالإفراج عن 8 رهائن أحياء، بينما تفرج إسرائيل عن عدد غير محدد من الفلسطينيين داخل سجونها، وتسحب قواتها من مواقع متفق عليها مسبقاً في شمال غزة.

كما سيدخل الطرفان فوراً في مفاوضات لوقف نار دائم بمجرد دخول الهدنة الأولية حيز التنفيذ.

وأشارت المصادر إلى أن الجدول الزمني لإطلاق الرهائن على الشكل الآتي:

اليوم الأول: 8 رهائن. اليوم السابع: 5 جثث، اليوم الـ 30: 5 جثث. اليوم الـ 50: رهينتان، واليوم الـ 60: 8 جثث.

يشار إلى أنه بعد أن تُفرج الحركة عن جثث 5 رهائن في اليوم السابع، ستنسحب إسرائيل من أجزاء متفق عليها مسبقاً في جنوب غزة.

وفي اليوم العاشر، ستُقدم «حماس» معلومات عن الرهائن المتبقين، في حين تُقدم إسرائيل معلومات عن الفلسطينيين المعتقلين منذ بداية الحرب في السابع من أكتوبر 2023.

كما يتضمن الاتفاق إطلاق الرهائن الإسرائيليين «من دون مراسم أو ضجة»، على عكس ما حدث خلال الهدنة الأخيرة، عندما نظّمت الحركة فعاليات دعائية، ما أثار غضباً في الداخل الإسرائيلي.

إلى ذلك، سيبدأ تدفق المساعدات الإنسانية إلى القطاع فوراً مع بدء وقف النار، بما في ذلك من الأمم المتحدة ومنظمات إغاثة أخرى، على غرار هدنة 19 يناير الماضي.

وستناقش الفرق الفنية مواقع الانسحاب الإسرائيلي خلال «مفاوضات سريعة»، والتي ستبدأ بعد الاتفاق على إطار مقترح الهدنة.

وفي اليوم الـ638 من «حرب الإبادة»، استشهد 56 فلسطينياً في غارات إسرائيلية على مناطق القطاع منذ فجر أمس.

وفي وقت سابق، أعلنت الصحة أن «70 شهيداً و332 مصاباً وصلوا لمستشفيات القطاع خلال الساعات الـ 24 الماضية، ليرتفع عدد ضحايا العدوان إلى 57338 منذ 2023.

إلى ذلك، أفادت «منظمة غزة الإنسانية»، بإصابة اثنين من موظفيها الأميركيين في «هجوم» على أحد مراكزها لتوزيع المساعدات الغذائية في خان يونس.

وذكرت في بيان أن «الهجوم الذي نفذه بحسب المعلومات الأولية مهاجمان ألقيا قنابل يدوية على الأميركيَّين، وقع في نهاية عملية توزيع ناجحة تلقى خلالها آلاف الغزيين مواد غذائية بأمان».

دمار يفوق هيروشيما

في سياق متصل، شكا الصحافي الإسرائيلي نير حسون، الذي نشر تقريراً الأسبوع الماضي، احتوى على شهادات جنود وضباط منهكين في القطاع، أنه يتعرّض لتهديدات بالقتل من أوساط يمينية متطرفة تتهمه بخدمة «حماس».

لكن الكاتب في «هآرتس»، أكد أنه سيواصل كشف الحقائق التي يخفيها القادة السياسيون والعسكريون، مشيراً إلى أن الدمار الذي لحق بمدينة رفح جنوباً، يفوق الدمار الذي أحدثته القنبلة النووية الأميركية بمدينة هيروشيما في نهاية الحرب العالمية الثانية.

ونشرت «هآرتس»، الجمعة، مقالاً افتتاحياً بعنوان «كفى للقتل الذي لا يتوقف»، كتبت فيه ان «العقل لا يحتمل هذه الأعداد من الضحايا الفلسطينيين التي أصبحت يومية».