على خلفية الاتصالات لعقد صفقة مع حركة «حماس»، ذكرت القناة 13 العبرية، أن جدالاً ساخناً اندلع خلال مداولات المجلس الوزاري المصغر، بين رئيس الأركان إيل زامير وبعض الوزراء، حول دور المستوى السياسي في قضية الرهائن.
تركز الخلاف على مدى ما يتوجب على الدولة عمله من أجل الرهائن، وإذا ما كانت عودتهم تشكل الهدف الرئيس للحرب.
وقال زامير خلال المداولات لوزير المالية والوزير في وزارة الدفاع بتسلئيل سموتريتش«لا تقل ولا حتى كلمة واحدة عن المختطفين». ورد الأخير«أنت تقول لي إن علي القول بجرأة إنني أتخلى عن المختطفين... وأقول لك، قل بجرأة بأنك تتخلى عن الانتصار وحسم الحرب... قل إن الجيش لا يلتزم بالمهمة التي حددت له».
وأضاف سموتريتش «لم أقل بأنني لست على استعداد لتحرير الرهئان لكنني لست على استعداد لرهن كل الحرب بهذه القضية. هل ضحى الجنود بحياتهم من أجل سكب مياه على موقد حماس»؟
وبدت أقوال الوزير وكأنه يشير إلى أن الجنود ضحوا بحياتهم سدى، ما دفع زامير إلى الرد «أنت تقول إن دماء جنودنا ذهبت سدى؟ هذا أمر خطير جداً».
كما هاجم وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، زامير وممثلي الجيش، متسائلاً «لم نحسب في أي مرة الثمن (ثمن صفقة الرهائن) وما ثمن إنقاذ 10 أشخاص... كم عدد الجنود الذين سنفقدهم إذا توجهنا للصفقة؟».
وقال رئيس هيئة الأركان، الذي يعتقد أن إعادة الرهائن أهم من توسيع العمليات العسكرية «لا مشكلة، اشطبوا هدف إعادتهم من أهداف الحرب».
والتهبت المشاعر بحدة أكبر خلال المداولات، ولم تحسم القضية رغم أن هذه كانت المداولات الثانية حولها خلال يوم واحد. وفي ختامها قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو«سنبقيهم هناك؟ (المقصود حماس) على جثتي، لن يحدث ذلك، يتوجب قتل كل من يحمل سلاحاً، لن نقبل أقل من ذلك... هل ستسقط إسرائيل الكبيرة أمامهم؟ هل ستتغلب حماس على الجيش الإسرائىلي ؟».
وهاجم نتنياهو قائلاً«هل تواجهون مشكلة في التقديرات؟ نحن الجيش الأفضل في العالم من الناحية العملية، لكنه غير جيد بالتقديرات السياسية التي نسمعها هنا مراراً وتكراراً. أقول لكم حماس، ستخنع. أعرض تقديراتي الثقافية والسياسية، أنتم في الجيش غير جيدين بالتقديرات السياسية. من المستحيل الانتصار؟ بالتأكيد ممكن».
تحالف!
وذكرت القناة 12، أن بن غفير دعا سموتريتش للانضمام إليه لمعارضة اتفاق تحرير الرهائن الذي يتضمن وقف إطلاق النار، على خلفية قول الرئيس دونالد ترامب ليل الثلاثاء ـ الأربعاء، إن إسرائيل أعطت ضوءاً أخضر لاقتراح وقف إطلاق النار لشهرين، يطلق خلالهما سراح المختطفين.
وحصل الوزيران مع آفي معوز على 14 مقعداً في الكنيست خلال الانتخابات الأخيرة.
وقال بن غفير المعارض لمبادرة ترامب إن قوة الحزبين، تمكن من منع نتنياهو قبول الصفقة.
وأضاف «نهدد معاً نتنياهو بالانسحاب من الحكومة... لا يستطيع عوتسما يهوديت (حزب بن غفير) وحده منع عقد الصفقة».
وتابع «في العام الماضي نجحنا بقوتنا السياسية منع عقد صفقة تبادل».
كما يأتي اقتراح الوزير المتطرف على خلفية ما أشيع في الأيام الأخيرة، حول انضمام بيني غانتس رئيس حرب«همحنه همملختي» للحكومة، عوضاً عن الحزبين في حال عقد صفقة، وفي هذا الحال سيكون للائتلاف الحكومي 61 عضو كنيست، الأمر الذي سيجعله ائتلافاً هشاً، ووفقاً للتقديرات يتخوف نتنياهو من حل الائتلاف القائم.
23 أصبعاً
من جانبه، نشر زعيم المعارضة يائير لابيد تغريدة كتب فيها«نتنياهو، مقابل 13 إصبعاً لبن غفير وسموتريتش، أقدم لك 23 إصبعاً كشبكة أمان لصفقة المختطفين. يتوجب إعادتهم جميعاً الآن».
وقال وزير الخارجية جدعون ساعر«توجد غالبية كبيرة في الحكومة وفي الشعب مؤيدة لإطلاق سراح المختطفين. إذا توفرت فرصة لذلك، من المحظور تفويتها».