تكلفة زفاف مؤسس «أمازون» تتجاوز أكثر من ألف مرة متوسط الأميركي العادي

أعراس المليارديرات... من احتفال شخصي إلى ظاهرة للمكانة والنفوذ !

29 يونيو 2025 10:00 م

- سوق الزفاف العالمي قد تتجاوز 600 مليار دولار بحلول 2032
- حفلات أسطورية وأساطيل سيارات فاخرة وطائرات خاصة ومجوهرات للضيوف كتذكارات

شكل زفاف مؤسس أمازون، جيف بيزوس، ولورين سانشيز في مدينة البندقية بإيطاليا حدثاً استثنائياً شهده العالم أخيراً، حيث أثار تساؤلات حول حدود البذخ كونه لم يكن مجرد احتفال عادي، بل استعراضاً مبهراً للثراء الذي لا يعرف حدوداً، وتحول إلى حديث الساعة في الأوساط الاجتماعية والاقتصادية العالمية.

أقيمت الاحتفالات الفاخرة في مواقع خلابة بالبندقية، بدءاً من جزيرة سان جورجيو ماجوري التاريخية، وصولاً إلى فندق أمان الفاخر على القناة الكبرى. وبدأت فعاليات الزفاف متعددة الأيام بوصول بيزوس وسانشيز على متن يخت بيزوس الفاخر «كورو» الذي تبلغ قيمته 500 مليون دولار، ثم انتقلا عبر طائرة هليكوبتر، ما أضفى لمسة من الخصوصية والفخامة على بداية الاحتفالات.

وبلغت التكلفة التقديرية لهذا الحدث الباذخ نحو 56 مليوناً، حيث يتجاوز هذا الرقم المذهل أكثر من ألف مرة متوسط تكلفة الزفاف الأميركي العادي، ما يضع زفاف بيزوس وسانشيز في مصاف الأحداث التي لا تُنسى والتي تُعد بمثابة «إنتاج» فني ضخم أكثر من كونه مجرد حفل زفاف تقليدي. لتصبح أعراس البذخ ظاهرة اقتصادية واجتماعية وثقافية ضخمة.

وحسب الوكالات الإخبارية، ضمت قائمة المدعوين نخبة من الشخصيات المؤثرة والنجوم، منهم أوبرا وينفري، كيم كارداشيان، ليوناردو دي كابريو، بيل غيتس، أورلاندو بلوم، توم برادي، إيفانكا ترامب، وميك جاغر.

صناعة عالمية

ويتجاوز زفاف بيزوس وسانشيز كونه حدثاً فردياً ليقدّم لمحة عن صناعة عالمية مزدهرة تقدّر قيمتها بمليارات الدولارات. ويتوقع أن تتجاوز سوق الزفاف العالمي 600 مليار دولار بحلول 2032، مع توقعات أخرى تشير إلى وصولها إلى 414 ملياراً بحلول 2030. ويمثل قطاع الأعراس الفاخرة جزءاً كبيراً من هذه السوق، بقيمة بلغت 92 ملياراً في 2024. وبالنسبة للأثرياء، لم يعد الزفاف مجرد طقس اجتماعي، بل تحول إلى تجربة فريدة لا تُنسى، وذلك الذي خلق تجارب استثنائية يعد المحرك الأساسي وراء الإنفاق الباذخ. فالأمر يتعدى مجرد إقامة حفل، ليصبح بمثابة «بيان» يعكس المكانة الاجتماعية والنفوذ والوصول إلى كل حصري. ويتجلى هذا في التخطيط الدقيق الذي يشمل استقدام فنانين عالميين، وبناء هياكل موقتة مذهلة، وتنظيم احتفالات تمتد لأيام هذه التفاصيل الدقيقة تهدف إلى تقديم تجربة حسية متكاملة لا تُنسى للضيوف، وتعكس هوية الزوجين ومكانتهما في المجتمع.

أغلى الحفلات

وعند الحديث عن البذخ، تبرز بعض حفلات الزفاف التي تجاوزت كل التوقعات، لتصبح علامات فارقة في تاريخ الاحتفالات الفاخرة، فحسب مجلة ستاندرد البريطانية، يتصدر القائمة زفاف خديجة أوزهاخوفس وسعيد غوتسيرييف في موسكو 2016، والذي يُقدر أنه كلف مليار دولار. وشمل هذا الحفل الأسطوري أسطولاً من سيارات بنتلي الفاخرة، وتصاميم زهور طبيعية غطت القاعة من الأرض إلى السقف، وعروضاً حية لنجوم عالميين مثل ستينغ، إنريكي إغليسياس، وجنيفر لوبيز التي يُقال إن تكلفتها بلغت مليون دولار للساعة الواحدة. واختتم الحفل بعرض ألعاب نارية مبهر، وحصل الضيوف على صناديق مجوهرات شخصية كتذكارات.

وتبرز عائلة أمباني الهندية بوضوح في قائمة أغلى حفلات الزفاف، ما يؤكد على مكانة آسيا المتنامية كمركز للثراء الفاحش. زفاف أنانت أمباني وراديكا ميرشانت في مومباي عام 2024 يُقدر بنحو 600 مليون دولار.

وتاريخياً، كان البذخ سمة مميزة لأعراس النخبة والملوك. زفاف أميت بهاتيا وفانيشا ميتال 2004، والذي حول قصر فرساي إلى ملعب خاص بهم بتكلفة 55 مليون دولار، شمل استئجار 12 طائرة خاصة لنقل 1000 ضيف على مدى 6 أيام، وتقديم أكثر من 100 وجبة من إعداد كبار الطهاة، وفاتورة نبيذ بلغت مليوني دولار. أما الزفاف الملكي الأسطوري للأمير تشارلز والأميرة ديانا 1981، فبلغت تكلفته 48 مليوناً (166 مليوناً بعد التعديل حسب التضخم).

وتُظهر الأمثلة أن الثراء الفاحش والرغبة في الاحتفالات الباذخة ظواهر عالمية لا تقتصر على مراكز الرفاهية الغربية التقليدية. كما أن العناصر المشتركة في هذه الأعراس، مثل استقدام فنانين عالميين، والديكورات المتقنة، والطائرات الخاصة، والاحتفالات متعددة الأيام، وتكشف عن «كتيب إرشادات» موحد للرفاهية القصوى.

أين يتزوج الأثرياء؟

عندما يتعلق الأمر باختيار وجهة لزفاف فاخر، فإن الأثرياء يتطلعون إلى أماكن تجمع بين الجمال الخلاب، التاريخ العريق، والخدمات الراقية. وتبرز أوروبا كخيار أول لحفلات الزفاف الفاخرة، حسب موقع «دي دبليو بي إنسايدر»، وكذلك دبي وباريس وسنغافورة وزيورخ السويسرية، والبندقية الإيطالية.

وفي سياق هذه الوجهات الفاخرة، يلاحظ ظهور اتجاه جديد يُعرف باسم «الرفاهية الهادئة» (Quiet Luxury) في حفلات زفاف الأغنياء. ويشير هذا التوجه إلى تحول في عرض الثراء، حيث يتم التركيز على الأناقة الرصينة والتفاصيل المصممة خصوصاً واللمسة الخالدة، بدلاً من البذخ الصارخ. ويتجلى ذلك في استخدام الزهور أحادية اللون، والتصاميم البسيطة الأنيقة للعروس، واعتماد التصوير الفوتوغرافي بأسلوب الفيلم الكلاسيكي، والإضاءة الشمعية الدافئة في كل مكان. ويعكس هذا التطور رغبة في التعبير عن الثراء بطريقة أكثر دقة وذوقاً، حيث تكمن القيمة في الجودة الفائقة والتفرد، وليس مجرد الاستعراض.

السوق الأوروبية

ويُتوقع أن يستمر نمو سوق حفلات الزفاف الأوروبية الفاخرة العالمية من 24.4 مليون في 2024 إلى 62.16 مليون بحلول 2032، بمعدل نمو سنوي مركب يبلغ 12.4 في المئة، وفقاً لبحث «كريدينس ريسيرش».

أغلى حفلات الزفاف في العالم

1 - عرس خديجة أوزهاخوفس وسعيد غوتسيرييف كلف مليار دولار وضم الحفل أسطولاً من سيارات بنتلي وزهوراً فاخرة، وعروضاً لستينغ وإنريكي إغليسياس وجنيفر لوبيز وألعاباً نارية بجانب هدايا مجوهرات شخصية.

2 - عرس أنانت أمباني وراديكا ميرشانت بقيمة 600 مليون وشمل احتفالات امتدت لأشهر، وعروضاً فنية عالمية.

3 - عرس إيشا أمباني وأناند بيرامال بقيمة 100 مليون واحتوى على زفاف بقطار طوله 65 قدماً، واحتفالات ضخمة.

4 - عرس أميت بهاتيا وفانيشا ميتال بتكلفة 55 مليوناً وتضمن تحويل قصر فرساي، و12 طائرة خاصة لـ 1000 ضيف، و6 أيام احتفال، و100 وجبة، وفاتورة نبيذ 2 مليون.

5 - عرس الأمير تشارلز والأميرة ديانا بتكلفة 48 مليوناً أو 166 مليوناً معدلة للتضخم، وكان عبارة عن زفاف ملكي أسطوري في كاتدرائية سانت بول.