ربط دونالد ترامب، رفع العقوبات عن إيران، بـ «إبداء حسن النية»، معتبراً إن طهران «لا تفكر الآن بالعودة إلى المشروع النووي»، ومضيفاً أنها «مرهقة جداً»، بينما اعتبر المرشد الأعلى السيد علي خامنئي، أن الرئيس الأميركي «يبالغ» في تصريحاته حول الضربات على المنشآت النووية.
وصرح ترامب في مقابلة مع قناة «فوكس نيوز»، أمس، بأن الحرب كانت مكلفة على إيران، مشيراً إلى أنها كانت على بعد أسابيع من الحصول على سلاح نووي.
وأكد أن «إيران لم تملك الوقت لنقل اليورانيوم قبل الضربات الأميركية»، معتبراً أن «التخصيب كلمة سيئة يجب ألا تستخدمها إيران».
وجدد ترامب تأكيده أن «كل صاروخ أطلقناه على إيران أصاب هدفه ودمّرنا المواقع النووية الثلاثة».
كما أشار إلى أنه لم يصرح برفع العقوبات عن تصدير النفط الإيراني للصين.
سوريا والسلام
وتطرّق ترامب إلى سوريا، موضحاً أنه رفع العقوبات عنها، لكنه ربط رفعها الكامل بتحقيق السلام.
وقال «لا أعرف إن كانت سوريا ستوقّع اتفاق تطبيع مع إسرائيل، لكن إذا نجحت في التحلي بالسلام فسأرفع العقوبات عنها، وهذا سيُحدث فرقاً».
خامنئي يرد
وفي طهران، قال خامنئي، «استخدم الرئيس الأميركي مبالغة غير تقليدية في وصف ما حدث، وهو ما اتضح أنه ضروري».
وتابع عبر حسابه في «إكس»، أمس، «كل من سمع تلك الكلمات أدرك أن هناك حقيقة أخرى خفية وراء هذه الكلمات. لم يكن بوسعهم فعل شيء، لم يحققوا أي إنجاز فبالغوا لإخفاء الحقيقة وإبقائها طي الكتمان».
إلى ذلك، طلبت طهران من الأمم المتحدة، الاعتراف بمسؤولية إسرائيل وواشنطن في الحرب التي استمرّت 12 يوماً وانتهت في 24 يونيو بوقف لإطلاق النار، وفقاً لرسالة وجّهها وزير الخارجية عباس عراقجي إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ونُشرت أمس.
وقال عراقجي في الرسالة «نطلب رسمياً من مجلس الأمن الاعتراف بالكيان الإسرائيلي والولايات المتحدة باعتبارهما البادئَين في العمل العدواني والاعتراف بمسؤوليتهما اللاحقة، بما في ذلك دفع تعويضات وإصلاحات».
لاريجاني
من جانبه، كشف علي لاريجاني مستشار خامنئي، أن إسرائيل هددته بالقتل خلال الحرب في حال لم يغادر البلاد.
وقال في كلمة تلفزيونية مسجلة «في الحرب الأخيرة اتصلوا بي وقالوا لي لديك 12 ساعة لمغادرة البلاد وإلا سنقتلك».
وتابع لاريجاني «كان من المقرر أن تُنهي أميركا وإسرائيل على النظام خلال خمسة أو ستة أيام»، موضحاً أن إسرائيل كانت أعدّت سلسلة من العمليات لتفكيك النظام الإيراني.
وأضاف «مع تعزيز قدرات إيران الصاروخية تغيرت مجريات الحرب». كذلك اعتبر أن أميركا استخدمت المفاوضات لشن عمليات عسكرية في إيران.
شمخاني
كما كشف علي شمخاني، مستشار المرشد الأعلى، تفاصيل اللحظات الأولى لاستهدافه بغارة إسرائيلية يوم 13 يونيو الجاري في منزله.
وقال خلال مقابلة تلفزيونية بثتها الإذاعة الإيرانية وظهر خلالها متكئاً على عكاز: «كنت مستلقياً على السرير وهاتفي المحمول كان بعيداً عني، عائلتي كانت في الغرفة المجاورة».
وأضاف: «كنت أستعد للاستيقاظ للصلاة وفجأة انهار سقف الغرفة بالكامل، وبقيت مدفوناً تحته لمدة 3 ساعات وكنت أتنفس بصعوبة».
وأوضح: «في البداية ظننت أن الأمر يتعلق بزلزال، ولكن عندما سمعت أصوات السيارات عرفت أنه لم يكن زلزالاً... علمت حينها أنني تعرضت للاستهداف».
وأشار إلى أنه أصيب بكسور في صدره وتضررت رئته جراء ذلك، موضحاً أن هذا سبب استخدامه جهاز تنفس، يساعده على تمرين رئتيه على التنفس.
وفي شأن أنباء بتر ساقه، ردّ شمخاني بسخرية «فليأخذوها، ما حاجتي إلى ساق»؟
إلى ذلك، قال الناطق باسم السلطة القضائية أصغر جهانكير، إن الهجوم الإسرائيلي على سجن إيفين في طهران أودى بحياة 71 شخصاً، من بينهم موظفون إداريون وشبان يؤدون خدمتهم العسكرية وسجناء وأفراد من عائلات السجناء كانوا يزورونهم، وجيران يسكنون في محيط السجن».
«في غضون أشهر»
في سياق متصل، رجّح المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل غروسي، أن تتمكن إيران من البدء بإنتاج يورانيوم مخصب «في غضون أشهر»، ما يثير شكوكاً بشأن مدى جدوى القصف الأميركي والإسرائيلي، بهدف تدمير برنامجها النووي.
وصرح لشبكة «سي بي اس نيوز»، «أقول إن بإمكانهم، كما تعلمون، في غضون أشهر، تشغيل بضع مجموعات من أجهزة الطرد المركزي لإنتاج اليورانيوم المخصب، أو أقل من ذلك».
وأضاف «بصراحة، لا يمكن للمرء أن يدعي أن كل شيء اختفى وأنه لا يوجد شيء هناك».
وأعلن غروسي أن الهجمات على مواقع فوردو وناتانز وأصفهان، أعاقت بشكل كبير قدرة إيران على معالجة وتخصيب اليورانيوم.
وتابع أن «إيران دولة متطورة جداً من حيث التكنولوجيا النووية... لذا لا يمكنك إلغاء ذلك. لا يمكنك إلغاء المعرفة التي لديك أو القدرات التي تملكها».
اعتقال عميل لـ «الموساد» في مترو طهران
أعلنت الشرطة الإيرانية، أمس، اعتقال عميل لجهاز «الموساد» الإسرائيلي في مترو طهران.
وقال ناطق «تم اعتقال عميل للموساد في محطة مترو طهران والذي كان يعمل على تصنيع طائرات مسيرة صغيرة في غرب محافظة طهران، ويقوم بجمع التقارير عن أداء الدفاع الجوي للبلاد من خلال اتصاله بشبكة داخلية».
وأضاف «كما قام هذا الشخص بإرسال مواقع دقيقة ومفصلة لمناطق حساسة، وقد تم اعتقاله من قبل منظمة استخبارات شرطة العاصمة».