ترامب «متفائل» باتفاق «وشيك»... والدوحة ترى «فرصة» للتوصل إلى هدنة

«هآرتس»: حرب غزة «الأكثر دموية» وإسرائيل قتلت 4 في المئة من السكان

28 يونيو 2025 10:00 م

أعرب الرئيس دونالد ترامب، عن تفاؤله بإمكان إرساء وقف جديد لإطلاق النار في غزة، مشيراً إلى احتمال التوصل إلى اتفاق «وشيك» يشمل إسرائيل وحركة «حماس» اعتباراً من «الأسبوع المقبل»، في حين كشفت صحيفة «هآرتس»، أن حصيلة الضحايا الفلسطينيين اقتربت من 100 ألف، أي ما يعادل 4 في المئة من سكان القطاع، نتيجة هجمات إسرائيلية أو آثار غير مباشرة للعمليات العسكرية منذ 7 أكتوبر 2023، ما يجعل هذه الحرب «الأكثر دموية في القرن الحادي والعشرين».

والخميس، أعلنت الولايات المتحدة أنها رصدت 30 مليون دولار لتمويل مؤسسة غزة الإنسانية.

والجمعة، قال ترامب «نحن نقدم، كما تعلمون، الكثير من المال والطعام لتلك المنطقة».

وتابع «نحن منخرطون في ذلك لأن الناس يموتون. نحن نشاهد تلك الحشود من الناس الذين ليس لديهم أي طعام، وأي شيء».

وفي الدوحة، قال الناطق باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري، إن الوسطاء يتواصلون مع إسرائيل وحركة «حماس» للاستفادة من وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل من أجل الدفع باتجاه هدنة.

وصرح لـ «فرانس برس»، بأنه «إذا لم نستغل هذه الفرصة وهذا الزخم، فستكون فرصة ضائعة من بين فرص كثيرة أتيحت في الماضي القريب. لا نريد أن نشهد ذلك مرة أخرى».

وأضاف أنه «ليس من المستبعد» أن يُحقق الضغط الأميركي هدنة جديدة، لافتاً «لقد رأينا الضغط الأميركي وما يمكن أن يُحققه».

«الأكثر دموية»

إنسانياً، نقلت صحيفة «هآرتس» اليسارية، عن جنود، أن قادة عسكريين أمروا القوات بإطلاق النار على مدنيين قرب مراكز توزيع المساعدات حتى لو كانوا لا يشكلون خطراً.

وندّد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بتقرير الصحيفة. وقال في بيان مشترك مع وزير الدفاع يسرائيل كاتس إن «دولة إسرائيل ترفض تماماً الافتراءات الدامية المشينة التي نشرت في صحيفة هآرتس».

وفي رده على مقال «هآرتس»، أعلن جيش الاحتلال أنه يحقق في الحوادث، التي تضرر فيها مدنيون، أثناء اقترابهم من المواقع.

وسقط أكثر من 500 فلسطيني وأصيب المئات، أثناء بحثهم عن الطعام، منذ أن بدأت مؤسسة غزة الإنسانية، في توزيع المساعدات في القطاع قبل نحو شهر، حسب وزارة الصحة في غزة.

كما ذكرت «هآرتس»، الجمعة، أن حصيلة الضحايا الفلسطينيين اقتربت من 100 ألف، أي ما يعادل 4 في المئة من سكان القطاع، نتيجة هجمات إسرائيلية أو آثار غير مباشرة للعمليات العسكرية منذ 7 أكتوبر 2023، ما يجعل هذه الحرب «الأكثر دموية في القرن الحادي والعشرين».

ونقلت عن باحثين دوليين، لم تحدد اختصاصهم، أن«عدد الضحايا، والذي أعلنته وزارة الصحة الفلسطينية، أقل من الحجم الحقيقي للأزمة».

وأضاف الباحثون، أن«الجوع والمرض وإطلاق النار الإسرائيلي على مراكز توزيع الغذاء تجعل العمليات العسكرية في القطاع من بين أكثر الحروب دموية في القرن الحادي والعشرين».

ويؤكد خبراء دوليون أن قائمة الوزارة«بكل ما تجسده من فظائع، ليست موثوقة فحسب بل قد تكون متحفظة جداً مقارنة بالواقع».

وسلطت الصحيفة الضوء على دراسة نشرها البروفيسور مايكل سباغات، الخبير العالمي في الوفيات خلال النزاعات العنيفة، وفريق من الباحثين الأسبوع الماضي، إذ اعتبرتها«الأكثر شمولاً حتى الآن بشأن موضوع الوفيات في غزة».

ونقلت الصحيفة عن الخبير الاقتصادي في كلية هولواي - جامعة لندن، والذي كتب عشرات المقالات عن الحروب في العراق وسوريا وكوسوفو، ودول أخرى، أن«البيانات تضع الحرب في قطاع غزة كواحدة من أكثر الصراعات دموية في القرن الحادي والعشرين».

وأشارت الصحيفة إلى أنه«وفقاً لبيانات المسح، والتي تتوافق مع بيانات وزارة الصحة الفلسطينية، فإن 56 في المئة من القتلى كانوا إما أطفالاً دون 18 عاماً، أو نساء، وهذا رقم استثنائي مقارنة بكل النزاعات الأخرى تقريباً منذ الحرب الثانية».

وبحسب الصحيفة، فإن البيانات التي جمعتها ونشرتها منظمة سباغات، تشير إلى أن نسبة النساء والأطفال الذين قُتلوا نتيجةً للعنف في غزة تزيد على ضعف النسبة في جميع النزاعات الأخيرة تقريباً، مضيفة«بما في ذلك، على سبيل المثال، الحروب الأهلية في كوسوفو (20 في المئة)، شمال إثيوبيا (9 في المئة)، سوريا (20 في المئة)، كولومبيا (21 في المئة)، العراق (17 في المئة)، والسودان (23 بالمئة)».

وأضافت «الرقم الوحيد الذي تُكرره وحدة الناطق باسم الجيش والمتحدثون الرسميون الإسرائيليون الآخرون، هو مقتل 20 ألفاً من حماس ومنظمات أخرى. هذا الرقم غير مدعوم بقائمة أسماء أو أدلة أو مصادر أخرى».

وفي اليوم الـ103 من استئناف «حرب الإبادة»، سقط أكثر من 47 شهيداً في غارات إسرائيلية على القطاع منذ فجر اليوم، بينهم 23 في مدينة غزة وشمال القطاع.