لا حديث عند المصريين يعلو فوق حادث الطريق الإقليمي في محافظة المنوفية (80 كيلو متراً شمال القاهرة)، والذي أودى أمس، بحياة 18 فتاة من قرية كفر السنابسة، التابعة للمحافظة نفسها، وسائق الحافلة، مع إصابة اثنتين حالتهما خطرة.
ومع «الحزن الكبير»، الذي أبكى القلوب في مشهد جنازة جماعية مساء الجمعة، مطالبات شعبية بمحاسبة كل من تسبب في الحادث، وحماية الطرق، وأسئلة برلمانية موجهة للحكومة: «لماذا لا تتحرك لضبط الطرق، ولماذا غابت عن الجنازة، وإلى متى تتساقط أعداد كبيرة من الضحايا؟».
وكان، المشهد في الجنازة الجماعية «نواح وبكاء ودعاء»، حيث استغرق دفن الجثامين تباعاً وقتاً طويلاً، وحمل كل نعش «اسم الضحية»، في النكبة «الأكبر» في تاريخ القرية الصغيرة مساحة وعدداً.
وكشفت، تحقيقات النيابة المصرية، وتحريات الشرطة عن الحادث، أن السائق نام أثناء قيادة الشاحنة، وعبر بشاحنته التي كانت مسرعة في الاتجاه المعاكس، ودهس الحافلة (الميكروباص)، التي كانت تحمل الفتيات الساعيات للقمة العيش في طريقهن إلى «جمع العنب»، بقسوة، حتى إن الحافلة باتت قطعة صغيرة، وبعد توقيفه رغم هروبه، قررت النيابة أمس، حبسه على ذمة التحقيق، خصوصاً أن نتائح الفحص أثبتت تعاطيه للمخدرات.
ووجه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الحكومة في بلاده، بزيادة التعويضات بـ100 ألف جنيه لكل حالة وفاة، و25 ألف جنيه لكل حالة إصابة، إضافة إلى المبالغ التي قررتها كل من وزارتي العمل والتضامن في شأن حادث طريق أشمون «الطريق الإقليمي». كما وجه الحكومة بمتابعة صيانة وإصلاح الطرق بكل دقة، وخصوصاً الطريق الدائري الإقليمي وسرعة الانتهاء منها، والتأكد من وجود الإرشادات في مناطق الإصلاح وتعديل مسار الطريق بصورة واضحة، والعمل على إزالة العوائق التي ينجم عنها الحوادث على هذه الطرق بشكل فوري بالإضافة إلى مراقبة السرعة عليها.
من جهتها، طالبت حرم الرئيس المصري انتصار السيسي الهلال الأحمر بتقديم الدعم لأهالي ضحايا حادث المنوفية، وقالت في تدوينة لها على صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك: «قلوبنا يعتصرها الألم على بناتي ضحايا حادث المنوفية الأليم، نسأل الله لهن الرحمة والمغفرة، ولأسرهن الصبر والسلوان».
ونعى شيخ الأزهر الشريف الدكتور أحمد الطيب، ببالغ الحزن والأسى الضحايا، داعياً لاتخاذ الإجراءات اللازمة للحيلولة دون تكرار هذه الحوادث.