في سابقة تاريخية، فاز اليساري زهران ممداني، عضو الجمعية التشريعية في ولاية نيويورك، بالانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي لمنصب عمدة مدينة نيويورك، ليصبح رسمياً أول مسلم يُرشح عن أحد الحزبين الكبيرين لهذا المنصب في الانتخابات العامة المرتقبة في نوفمبر المقبل.
وفي خطوة أشبه بمسعى لمعاقبة المعتدلين المخضرمين من أعضاء الحزب الديموقراطي والرئيس الجمهوري دونالد ترامب المتحدر من المدينة، تصدّر ممداني النتيجة، فنال نسبة 43 في المئة بعد فرز 95 في المئة من الأصوات، متقدماً على منافسه أندرو كومو (36 في المئة) الذي شغل في الماضي منصب حاكم نيويورك، والساعي للعودة إلى الساحة السياسية بعد فضيحة تحرش جنسي.
وقال ممداني في خطاب النصر الذي ألقاه محاطاً بأنصاره «اليوم دخلنا التاريخ... فزنا لأن أهالي نيويورك دافعوا عن مدينة يمكنهم تحمل كلفة العيش فيها... مدينة حيث يمكنهم القيام بأكثر من مجرد الكفاح» من أجل تأمين حاجاتهم.
فوز ممداني يمهد له الطريق لتولي منصب العمدة، في الولاية التي يفوق فيها عدد الديمقراطيين عدد الجمهوريين بثلاثة أضعاف، ويقلب المعادلة في المدينة التي تضم أكبر عدد من اليهود في العالم خارج إسرائيل.
ولد ممداني في أكتوبر عام 1991 في العاصمة الأوغندية كمبالا، لعائلة هندية مسلمة. والده المفكر البارز محمود ممداني، ووالدته المخرجة المعروفة ميرا ناير.
هاجر مع أسرته إلى الولايات المتحدة وهو في السابعة من عمره، واستقر في مدينة نيويورك ثم التحق بكلية بودوين وتخصص في الدراسات الأفريقية.
حصل على الجنسية الأميركية عام 2018، وفي 2020 انتُخب عضواً في الجمعية التشريعية عن منطقة كوينز.
ينتمي ممداني إلى التيار الديمقراطي الاشتراكي، الجناح اليساري داخل الحزب الديمقراطي، الذي يعتبر السناتور بيرني ساندرز من أبرز رموزه. كما يحظى بدعم النائبة التقدمية ألكسندريا أوكازيو كورتيز.
وقد بنى سمعته السياسية على تبنيه لقضايا العدالة الاجتماعية والدفاع عن الفئات المهمشة، وهو ما عزز حضوره بين الشباب والطبقة العاملة.