أكد رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، «أن أحداث المنطقة أتت لتعزز الاقتناعَ بأنه حان الوقت لقيام دولة فعلية في لبنان، ولا يمكن أن يبقى بلدنا على حاله في ظل ما يحصل في الشرق الأوسط خصوصاً بعد زيارة الموفد الأميركي توماس باراك».
وأعلن جعجع بعد زيارته رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون أن «البعض يظن أن قيام دولة فعلية في لبنان هو مطلب خارجي ويخضع لمطلبٍ من (اللجنة) الخماسية أو من أميركا أو الأخوة السعوديين، علماً أنه مطلبٌ لمصلحة جميع اللبنانيين، فكيف بالحري أن يكون مطلباً لدول الخارج ايضاً، فلبنان كغيره من البلدان لا يستطيع العيش بمفرده من دون علاقات خارجية».
وأشار الى أنه «منذ البداية كانت قراءتنا واضحة بأن هناك وضعية شاذة أدت الى ما وصلنا إليه، ففي نهاية المطاف هناك حتميات في التاريخ، وهذا الفعل سيجرّ إلى هكذا ردات فعل»، وقال: «وحصلت ردات الفعل هذه، ووقعت الحرب الإسرائيلية - الإيرانية والأميركية -الإيرانية وانتهت إلى ما انتهت إليه. وآمل أن يكون تقديري في محله، أنه سيتم التوصل إلى تفاهم أميركي - إيراني جدي تبعاً لِما يتلاءم مع نظرتنا للأمور وما يتلاءم مع مصلحة لبنان».
ولفت جعجع إلى «أن هناك أموراً لا تتوافق مع بعضها البعض، فإما نريد دولة في لبنان أو سيكون الوضع على ما كان عليه خلال الأعوام الأربعين الماضية، وقد حاول البعض اقناعَ اللبنانيين بأن وجود جيش ومقاومة معاً هو نقطة قوة للبنان، لكن المتضرّر الأكبر من هذا المنطق كان بيئة«الحزب»، حرام ذلك! علينا جميعاً مسؤولية أن نقول: انتهى الأمر. وهو انتهى، وحان الوقت لقيام دولة في لبنان ولأجل ذلك يجب أن يكون لدينا جيش واحد، وأن يكون قرار السلم والحرب داخل الحكومة اللبنانية فقط لا غير».
كما أشار جعجع إلى «أن اللجنة الخماسية أبلغتْ الدولة اللبنانية بأنها أعدّت خطةً وإذا لم يُعمل بها فسيُترك لبنان لمصيره، فماذا ننتظر غير ذلك؟ وفي الوقت عينه سيبقى جرحٌ مفتوح، فتارة عملية هنا واستهداف سيارة هناك، ولذا علينا أن ننتهي من هذه الحالة، فكيف سيتحقق ذلك من دون أن يكون للبنان أصدقاء؟ عدا عن أننا نريد الانتهاء من هذه الحالة من خلال منطق الدولة، فالمنطق الآَخر لا يجوز والأحداث أثبتت أن المنطق الآخَر كارثيّ، فهل نستمرّ به؟».
وإذ أكد «أنه ليس من أمر سلبي مع رئيس الجمهورية يستدعي غسيل القلوب، وان التباين معه هو في مقاربات الأمور، أما التوافق فهو على الأهداف كلها»، لفت إلى أن «لدى فخامة الرئيس كل النية والتصميم والخطط لقيام دولة فعلية في لبنان» التي حان وقت قيامها.
وختم «الاتجاه الذي تتخذه الدولة صحيح ولكن يجب أن يكون بشكل أسرع وعمق أكبر، على أنني استطيع القول إنه خلال الأشهر الخمسة الماضية رأينا أولى البوادر».