دول الخليج تدين الانتهاك الصارخ لمبادئ حسن الجوار... وتضع كل إمكاناتها لمساندة الدوحة في مواجهة العدوان

إيران «تنتقم» من الأميركيين بـ «الاعتداء» على العديد ... قطر «تتصدّى» وتحتفظ بحق الرد على «الاعتداء السافر»

24 يونيو 2025 12:01 ص

- «الداخلية» القطرية تؤكد استقرار الأوضاع الأمنية
- البديوي: الاعتداء يُعد انتهاكاً صارخاً لسيادة قطر ومساساً مباشراً بأمن دول المجلس كافة
- السعودية تعرب عن إدانتها واستنكارها بأشد العبارات «للعدوان الإيراني على قطر الشقيقة»
- المملكة «تضع كل إمكاناتها لمساندة قطر في كل ما تتخذه من إجراءات»
- الإمارات تدين «الانتهاك الصارخ لسيادة قطر ومجالها الجوي»
- البحرين: الهجوم الإيراني «انتهاك صارخ لسيادة قطر»
- عُمان تتضامن مع قطر «في ما تتخذه من إجراءات تحفظ أمنها واستقرارها»
- مسؤول خليجي: الهجوم سيؤثر على جهود بناء العلاقات بين دول الخليج وإيران
- ترامب لا يرغب في مزيد من التدخل العسكري بالمنطقة ويتحدث صراحة عن الإطاحة بالنظام القائم منذ 1979
- مسؤول إيراني: نتحلى بالعقلانية لبدء عملية دبلوماسية بعد معاقبة المعتدي
- الهجوم نفذ بصواريخ بالستية قصيرة ومتوسطة المدى... لم تصب القاعدة الجوية على ما يبدو

مع دخول الصراع بين إسرائيل وإيران يومه الحادي عشر، «انتقمت» طهران

من الضربات الأميركية على مواقعها النووية، بـ «الاعتداء» على سيادة دولة قطر، باستهدافها صاروخياً، لقاعدة العديد العسكرية.

وبينما أكدت الدوحة احتفاظها بحق الرد المباشر على الاعتداء الإيراني السافر، بما يتوافق مع القانون الدولي، أعلنت دول الخليج أنها «تضع كل إمكاناتها لمساندة قطر»، وتساندها «في كل ما تتخذه من إجراءات».

نجاح الاعتراض

وسُمع دوي الانفجارات وسط العاصمة القطرية وفي لوسيل الواقعة شمال الدوحة، فيما شوهدت مقذوفات في الجو، بعيد إغلاق قطر مجالها الجوي «ضمن مجموعة من الاجراءات الاحترازية التي تم اتخاذها استناداً إلى تطورات الأوضاع في المنطقة».

ونقل موقع «أكسيوس» عن مصادر أميركية أن إيران أطلقت 6 صواريخ نحو العديد.

وأعلنت وزارة الدفاع القطرية، أن دفاعاتها الجوية «نجحت» في اعتراض الهجوم الصاروخي، مضيفة «لم ينتج عن الحادث أي وفيات أو إصابات».

وشددت على أن «أجواء وأراضي دولة قطر آمنة وأن القوات المسلحة على أهبة الاستعداد دائماً».

وقال الناطق باسم وزارة الخارجية ماجد الأنصاري «نعرب عن إدانة دولة قطر الشديدة للهجوم الذي استهدف قاعدة العديد الجوية من قبل الحرس الثوري الإيراني، ونعتبره انتهاكاً صارخاً لسيادة دولة قطر ومجالها الجوي، وللقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة».

وأضاف «تحتفظ قطر بحق الرد المباشر بما يتناسب مع شكل وحجم الاعتداء السافر وما يتوافق والقانون الدولي».

ودعت الخارجية إلى وقف فوري لكل الأعمال العسكرية والعودة الجادة إلى طاولة المفاوضات والحوار.

وأشارت إلى أن قاعدة العديد كانت أخليت في وقت سابق وفقاً للإجراءات الأمنية والاحترازية.

وسبق بيان الخارجية، دعوة السفارة الأميركية في الدوحة رعاياها إلى «الاحتماء في أماكنهم».

كذلك استندت بريطانيا وكندا إلى التحذير الأميركي في توصياتهما لمواطنيهما.

وعقب التحذير الأميركي، قال الناطق باسم الخارجية القطرية ماجد الأنصاري إن تحذيرات السفارات الأجنبية «لا تعكس بالضرورة وجود تهديدات محددة».

وأضاف أن «الوضع الأمني في الدولة مستتب»، مؤكداً أن «قطر تواصل بذل جهود دبلوماسية حثيثة لخفض التصعيد في المنطقة».

الأوضاع مستقرة

وبعد الهجوم، أكدت وزارة الداخلية إن الأوضاع الأمنية «مستقرة وإنه لا يوجد ما يدعو للقلق».

وشددت في بيان عبر منصة «إكس»، «على ضرورة عدم الانسياق خلف الإشاعات أو تداول معلومات غير دقيقة».

وأضافت أنها تواصل «بالتنسيق مع الجهات ذات الصلة، استعدادها وجاهزيتها التامة لمتابعة المستجدات واتخاذ ما يلزم لضمان سلامة المواطنين والمقيمين، واستمرار الحياة العامة بصورة طبيعية».

«بشارة الفتح»

وفي طهران، تم الإعلان عن شن هجوم «بشارة الفتح» عبر التلفزيون الرسمي مع تشغيل موسيقى عسكرية.

ووصف تعليق على الشاشة الهجوم بأنه «رد قوي وناجح من القوات المسلحة الإيرانية على عدوان أميركا».

وأكد المجلس الأعلى للأمن القومي بأن الجمهورية الإسلامية استهدفت قاعدة العديد الأميركية، في هجوم شدد على أنه «لا يشكّل أي تهديد لجارتنا الصديقة والشقيقة قطر» ويأتي للرد على ضربات واشنطن ضد منشآتها النووية.

وأفاد في بيان بأنه «ردّاً على العدوان والتحرك الأميركي الوقح ضد مواقع ومنشآت إيران النووية قبل ساعات عدة، هاجمت القوات المسلحة الباسلة للجمهورية الإسلامية الإيرانية قاعدة العديد الأميركية في قطر»، مضيفاً أن عدد الصواريخ المستخدمة «يعادل عدد القنابل التي استخدمتها الولايات المتحدة في مهاجمة منشآت إيران النووية».

وأكد أن إيران «ملتزمة بالحفاظ على العلاقات التاريخية والحميمة مع قطر».

وأعلن أن «القاعدة الأميركية بعيدة عن المرافق الحضرية والمناطق السكنية في قطر».

وتابع «لن نترك أي هجوم على أراضينا من دون رد تحت أي ظرف من الظروف».

وذكر أن «القواعد الأميركية في المنطقة نقطة ضعف رئيسية وشوكة في خاصرة النظام الأميركي المولع بالحرب وليس نقطة قوة».

وصرح مسؤول إيراني رفيع المستوى لـ «رويترز»، بأن «إيران تتحلى بالعقلانية اللازمة لبدء عملية دبلوماسية بعد معاقبة المعتدي»، لكنها «ستواصل عملياتها رداً على الهجمات الأميركية على أراضيها». وأضاف انه «يجب وقف الهجمات الإسرائيلية والأميركية إذا كانوا يسعون للدخول في مفاوضات».

صواريخ بالستية

أميركياً، قال مسؤولان إنه لم ترد تقارير عن سقوط قتلى أو مصابين في صفوف القوات الأميركية.

وأضاف المسؤولان، اللذان طلبا عدم الكشف عن هويتيهما، أن الهجوم الإيراني نفذ بصواريخ بالستية قصيرة ومتوسطة المدى.

وأكد مسؤول آخر، أن الصواريخ الإيرانية لم تصب القاعدة الجوية على ما يبدو.

وقال مسؤول في البيت الأبيض لشبكة «سي إن إن»، إن إدارة دونالد ترامب كانت تتوقع رداً إيرانياً بعد الضربات على مواقعها النووية، مشيراً إلى أن الرئيس الأميركي «لا يرغب في مزيد من التدخل العسكري في المنطقة».

إدانة خليجية لـ «العدوان»

ودان الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي جاسم محمد البديوي، بأشد عبارات الإدانة والاستنكار الهجوم ضد أراضي قطر.

وأكد أن «هذا الاعتداء يُعد انتهاكاً صارخاً لسيادة دولة قطر، ومساساً مباشراً بأمن دول المجلس كافة»، مجدداً التأكيد على أن «أمن دول مجلس التعاون كلٌ لا يتجزأ، وأن المجلس يقف صفاً واحداً مع دولة قطر في مواجهة أي تهديد لأمنها وسلامة أراضيها».

وأعربت السعودية عن إدانتها واستنكارها بأشد العبارات لـ «العدوان الذي شنته إيران على دولة قطر الشقيقة الذي يعد انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي، ومبادئ حسن الجوار»، وهو «أمر مرفوض لا يمكن تبريره بأي حال من الأحوال»، طبقاً لبيان الخارجية.

وأكدت المملكة «تضامنها ووقوفها التام إلى جانب دولة قطر الشقيقة»، لافتة إلى أنها «تضع إمكاناتها كل لمساندة دولة قطر في كل ما تتخذه من إجراءات».

ودانت الإمارات بأشد العبارات استهداف الحرس الثوري لقاعدة العديد الجوية، معتبرةً ذلك «انتهاكاً صارخاً لسيادة دولة قطر ومجالها الجوي، ومخالفة واضحة للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة»، مؤكدة «رفضها القاطع لأي اعتداء يهدد أمن وسلامة دولة قطر ويقوض أمن واستقرار المنطقة».

وأعربت وزارة الخارجية، في بيان، عن تضامن دولة الإمارات الكامل مع دولة قطر، ودعمها الثابت لكل ما من شأنه حماية أمن وسلامة مواطنيها والمقيمين على أراضيها.

ودعت إلى اللجوء إلى الحلول الدبلوماسية ومبدأ حسن الجوار.

واعتبرت البحرين، التي تستضيف الأسطول الخامس الأميركي، الهجوم الإيراني بأنه «انتهاك صارخ لسيادة قطر».

ودعت السلطات المواطنين والمقيمين للهدوء والتوجه لأقرب مكان آمن. كما أغلقت مجالها الجوي «موقتاً كإجراء احترازي».

واستنكرت سلطنة عُمان «التصعيد الإقليمي المتواصل الذي تشهده المنطقة»، وأكدت انها «تتضامن مع دولة قطر في ما تتخذه من إجراءات تحفظ أمنها واستقرارها».

وعلقت شركة الطيران العماني موقتاً رحلاتها من وإلى المنامة ودبي والكويت وسط التطورات في المنطقة.

جهود بناء العلاقات!

وقال مسؤول خليجي لـ «رويترز»، إن الهجوم «سيؤثر على جهود بناء العلاقات بين دول الخليج وإيران».

وذكر المسؤول، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، أن «تصرفات إيران تصب في مصلحة إسرائيل التي تريد زرع الفتنة وعرقلة التحسن الذي شهدته أخيراً العلاقات بين إيران ودول الخليج».

وفي العراق، أكدت مصادر عسكرية إعلان حال التأهب القصوى وإصدار أوامر بالذهاب إلى الملاجئ في قاعدة عين الأسد الجوية.

وأعلنت وزارة النقل العراقية أنه تم إغلاق الأجواء أمام حركة الطائرات بما في ذلك المنطقة الجنوبية.

وفي دمشق، أفاد مصدر أمني بأن القاعدة الأميركية الرئيسية في سوريا في حال تأهب قصوى تحسباً لهجوم محتمل من إيران أو الجماعات المتحالفة معها.

والقاعدة هي إحدى قاعدتين في محافظة الحسكة (شمال شرق) تتمركز فيهما القوات الأميركية.

وأكدت مصر ولبنان والأردن، «تضامنها الكامل» مع دولة قطر ووقوفها إلى جانبها.

وأعلنت «مصر للطيران» تعليق رحلاتها إلى دول الخليج لحين استقرار الأوضاع في المنطقة.

تغيير النظام

ومع تصاعد حدة الصراع بين إسرائيل وإيران، تحدث ترامب، علانية عن إمكانية تغيير النظام الإيراني.

وبعدما أكدت إدارته مراراً أن هدفها هو تدمير البرنامج النووي فقط، وليس الإطاحة بالنظام، تحدث الرئيس الأميركي في منشور على منصة «تروث سوشيال» ليل الأحد، صراحة عن الإطاحة بالنظام القائم منذ عام 1979.

وكتب «ليس من الصوابية السياسية استخدام مصطلح تغيير النظام، لكن إذا كان النظام الإيراني الحالي عاجزاً عن جعل إيران عظيمة مجدداً، فلمَ لا يكون هناك تغيير للنظام؟».

وخاطب الإيرانيين قائلاً «اجعلوا إيران عظيمة مجدداً»، على غرار شعار حملته الانتخابية «اجعلوا أميركا عظيمة مجدداً».

وأكد الرئيس الأميركي أمس، أن جميع المواقع الإيرانية التي تعرضت لهجمات أميركية «دُمرت تماما، والجميع يعلم ذلك».وأدلى ترامب بهذه التعليقات في منشور على منصة «تروث سوشيال»، حيث انتقد ما أوردته بعض وسائل الإعلام بأن المواقع «دُمرت إلى حد كبير».

ضربات إسرائيلية

من جانبه، شن الجيش الإسرائيلي الهجمات الأعنف حتى الآن، مستهدفاً موقع فوردو النووي المحصّن، ومقر قيادة للحرس الثوري وسجن إيفين، في وقت أوضح وزير الدفاع يسرائيل كاتس، أن الهجمات لم تعد تقتصر على أهدافها المعلنة الأولية، مثل البرنامج النووي والصواريخ، وأنها ستستهدف قدرة حكومة طهران على الحفاظ على السلطة.

قرار ضرب المنشآت النووية اتخذ من نادي ترامب للغولف

أعطى الرئيس دونالد ترامب موافقته على ضرب المنشآت النووية الإيرانية، أثناء تواجده في ناديه للغولف في بيدمينستر - ولاية نيوجرسي.

وأورد موقع «أكسيوس» أن ترامب أُبلغ بعد ظهر السبت، أن القاذفات على وشك الوصول إلى «نقطة اللاعودة»، فأعطى «الضوء الأخضر النهائي».

وبعد ذلك بوقت قصير، صعد على متن الطائرة الرئاسية وعاد إلى واشنطن ليكون في غرفة العمليات لمتابعة التطورات.

وكشف أحد المقربين من الرئيس الأميركي، والذي تحدث معه في الأيام الأخيرة: «في النهاية، كان كل شيء على ما يُرام. كان التوقيت مناسباً».

وأبرز «أكسيوس» أن «مجموعة صغيرة جداً من المسؤولين داخل إدارة ترامب كانت على علم بالضربة المخطط لها».

وصرح مسؤول أميركي «لم تكن هناك تسريبات من البنتاغون أو من البيت الأبيض».