وجع الحروف

الطابور الخامس... والشهرة!

24 يونيو 2025 12:00 ص

استكمالاً لمقال الأحد «اللسان... أخطر جارحة»! نأتي اليوم للحديث عن خطر اللسان خارجياً على الكويت... إنه الطابور الخامس.

الطابور الخامس تعبير يطلق على مجموعة من الأفراد يعملون على تقويض جماعة أو أمة أكبر من الداخل، عادة لصالح جماعة معادية أو أمة أخرى (سرية أو علنية... بقصد أو من غير قصد)!

وفي ظل الأوضاع الأقليمية الملتهبة والأحداث المتسارعة، البعض الله يهديهم ويصلح شأنهم يبحث عن الشهرة «زيادة عدد المتابعين وعدد المشاهدات» وهذا أخطر ما يمكن أن يقع فيه أي واحد منا.

أحياناً كثيرة تظن أن ما يقال صحيح وتنساق خلفه بالتعليق رغم أنه مخالف للحقيقة أو الفطرة التي جبلنا عليها بتعزيز من هوى النفس الذي يقوده مستوى الثقافة المتدنية غير الناضجة.

إذا كان الطابور الخامس هو فخ الوقوف في صف المعادين للوطن لحشد مؤيدين لهم وهي إستراتيجية معمول بها في الحرب والسلم... إنها خطورة الانسياق وراء الإشاعات والمعلومات المغلوطة «المفبركة»!

وقد يكون في تصوري مجازاً أن أي فرد تسبب بالتأثير على سمعة الكويت خارجياً هو أداة للتأثير على وضع الكويت ومكانتها حسب المؤشرات الدولية.

لهذا السبب، حري بالمعنيين في وزارة الإعلام تقديم حلقات خاصة بمفهوم المواطنة الحقة وخطورة الطابور الخامس لاسيما أن مجتمعنا فيه نسبة الشباب كبيرة جداً وأغلبهم تنقصه الخبرة والمعرفة بالأمور السياسية والاجتماعية والرشد «لك عليه»... حيث تجد البعض منهم ينزلق خلف انتشار الإشاعات مما يهدد في خلق طابور خامس يضر بمصلحة البلاد والعباد.

إن خلق ثقافة صالحة مدعومة بالشفافية في نقل المعلومات وتوضيحها مطلب حتمي لحماية فئة الشباب... وحتى الآخرون وإن كبرت سنهم فثقافتهم ليست بالمستوى المطلوب.

أقول لمن يبحث عن الشهرة وجماعة «مع الخيل يا شقرا»: توقفوا عند هذا الحد وابحثوا عن الشهرة عبر تنمية الذات ورفع مستوى الثقافة ونشر ما هو صالح ومفيد للمجتمع بمختلف فئاته ومكوناته، كل في مجاله.

إن الوضع في غاية الحساسية فالفرد والأسرة والمجتمع مصلحته مقدمة ولا يجب أن نكتب أو نعلق على أمر ما دون دراية تامة بمضمونه وانعكاساته السلبية.

الزبدة:

ليعلم الجميع أن هناك جهات معادية ومع دخول الذكاء الاصطناعي تحاول التأثير علينا لخدمة أجندات خارجية وهذا يتطلب الحذر منا جميعاً.

والمعلوم أن «التحقق» و«التثبت» نهج مطلوب كي لا نقع في المحظور أو ضرر قد نتسبب فيه بقصد أو من غير قصد وهنا يدخل دور الجهات المعنية (وزارة الإعلام ووسائل الإعلام وأهل الخبرة العقلاء الحكماء) لنقل الأخبار والمعلومات بكل شفافية.

أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يهدينا وإياكم سواء السبيل وأن يحفظ الكويت وشعبها من كل سوء... الله المستعان.

[email protected]

Twitter: @TerkiALazmi