ديرة جميلة متألقة ينعم أهلها بخيراتها وهم مستقرون في كنفها.
كم بذل الأهلون الجد والاجتهاد في سبيل تألقها وازدهارها؟
فقد قاسوا الكثير وتحملوا الصعاب حتى قيل:
إنه تكسر على رؤوسهم العنقيش وهو صخر البحر من كثرة عملهم المتواصل فقد قضوا شهوراً في رحلات الغوص والسفر وذلك لجلب الخير من أعماق البحار.
مهما كانت تلك الرحلات شاقة وقاسية وأليمة إلا أن فيها الراحة لما تتضمّن من خير وفير يجلب للوطن حتى تكون الديرة راغدة بإذن الله الكريم.
ما أجمل الكويت
وما أحسن هواءها
وما أجمل غروبها
وما أبهى مطلع الشمس
إذا أرسلت أشعتها الذهبية لتغطي ربوع هذه الديرة الناظرة.
حباها الله كل خير لكي تنثره على أبنائها فتعلّمهم وتثقفهم ليغوصوا في مناهل العلم والثقافة ويحصلوا على أحسن الشهادات وأروع التخصصات كي يسعدوا ديرتهم وأهليهم وإخوانهم وأحباءهم مهما تغنينا بجمال هذه الديرة فإن تألقها في عيوننا لا ينضب.
كنا صغاراً في الصيف ننام على السطوح فنراقب النجوم في سماء هذه الديرة ونعدها ونحن نستشعر السعادة لأننا في ربوع الأمن والأمان.
هذه الديرة محفوظة بإذن الله الكريم لن يستطيع أحد أن يمسها بأذى لأن أهلها أهل خير، وأيديهم ممدودة لكل المحتاجين والمعوزين حتى يستشعر الناس الراحة والكفاف.
كم ضحى أبناؤك من أجلك؟
فها هم يصيحون صيحة واحدة لأميرهم الراحل الشيخ عبدالله السالم، طيّب الله ثراه:
يا بوسالم عطنا سلاح
احنا نقاتل وأنت ارتاح
ما أجملهم وهم يحملون السلاح ويجوبون الشوارع والبرايح والسكك في تلك الأيام كي يحموا وطنهم العزيز ما أجمل أبناء هذا الوطن في اتحادهم وتعاونهم.
نراهم أيام الاحتلال العراقي الآثم على ربوع هذه الديرة وقفوا ضد هذا العدو البغيض وقفة رجل واحد يدافعون عن تربة الديرة رجالاً ونساءً شيوخاً وأطفالاً.
تغمّد الله الكريم شهداء هذا الوطن الذين جاء بهم الأعداء إلى منازلهم وقالوا لأهليهم احضروا شراباً يحبونه فلما أتوا بذلك الشراب لم يفسحوا المجال أمامهم لتذوقه بل رموهم برصاصاتهم القاتلة.
لعن الله هؤلاء الأعداء الذين ليس في قلوبهم ذرة من الرحمة ولا بصيص من الشفقة.
أبناء هذه الديرة جميعهم متحدون ها هم يصغون إلى نطق أميرهم الراحل الشيخ صباح السالم، طيّب الله ثراه
أنا وشعبي كلبونا جماعة
الدين واحد والهدف خدمة الشعب.
نعم، ما أجمل هذا القول:
كلي بكلك ممزوج ومتصل
والنائبات التي تؤذيك تؤذيني.
هذه الكويت وهؤلاء حكامها وهذا هو شعبها.
كلهم ينصهرون في بوتقة واحدة من أجل حمايتها والدفاع عن تربتها والوقوف ضد مَنْ يحاول أن يعتدي عليها بكل ما يمتلكون من قوة ولسان حالهم:
ولي وطن وجدت به
نعيم العيش مقترنا
إذا يدعو لتضحية
بذلت الروح والبدنا
سأحميه وأرفعه ليأخذ
في العلا سكنا
وليس أبيعه مهما
أتاح الخلدي ثمنا
فيا وطني إذا ناديت
مَنْ للبذل قلتُ أنا
عاشت أمنا الكويت زاهرة متألقة بين الأوطان.