قد يبدو تأثير طرح سؤال واحد على روبوتات الدردشة المعتمدة على الذكاء الاصطناعي على البيئة محدوداً، لكن بالنظر إلى الصورة الأكبر، لا يُعتبر الأمر كذلك.
ويمكن قياس التكلفة الكربونية الناتجة عن طرح سؤال نصي واحد على نموذج ذكاء اصطناعي بالغرامات من ثاني أكسيد الكربون، وهو ما يعادل نحو 0.0000001 % من البصمة الكربونية السنوية للمواطن الأميركي عادياً.
ولن يُحدث طلب أو طلبان أو حتى ألف طلب تأثيراً كبيراً على مدار العام، لكن هذه التكاليف الصغيرة تبدأ في التراكم عند ضربها في مليار شخص يُغرقون نماذج الذكاء الاصطناعي بطلبات النصوص والصور ومقاطع الفيديو، بحسب تقرير لصحيفة «واشنطن بوست» الأميركية، اطلعت عليه «العربية Business».
ويمكن لمراكز البيانات التي تستضيف هذه النماذج أن تستهلك كهرباء أكثر من مدن بأكملها.
ويستهلك تبريد هذه الحواسيب المياه العذبة، ما يعادل زجاجة واحدة تقريباً لكل 100 كلمة من النص الذي يُنتجه روبوت الدردشة «شات جي بي تي». ولا يعني هذا أنه يجب تجنب التكنولوجيا تماماً، وفقاً لعلماء الحاسوب الذين يدرسون استهلاك الذكاء الاصطناعي للطاقة. ولكن يمكن التفكير في أوقات وطرق استخدام روبوتات الدردشة المعتمدة على الذكاء الاصطناعي.
وقالت غودرون سوخر، أستاذة علوم الكمبيوتر في جامعة ميونيخ للعلوم التطبيقية: «استخدم الذكاء الاصطناعي عندما يكون استخدامه منطقياً. ولا تستخدمه في كل شيء».
وبالنسبة للمهام الأساسية، قد لا تحتاج إلى الذكاء الاصطناعي، وعندما تستخدمه، يمكنك اختيار استخدام نماذج أصغر وأكثر كفاءة في استهلاك الطاقة.
وأوضحت سوخر أنه بالنسبة للأسئلة البسيطة، مثل معرفة ساعات عمل المتجر أو البحث عن معلومة أساسية، من الأفضل استخدام محرك بحث أو الانتقال مباشرة إلى موقع ويب موثوق به بدلاً من طرح أسئلة على نموذج ذكاء اصطناعي.
ويستهلك بحث «غوغل» طاقة أقل بنحو 10 مرات من سؤال «شات جي بي تي»، وفقاً لتحليل أجراه بنك غولدمان ساكس عام 2024.