التلوث الناجم عن أي هجوم على محطة بوشهر النووية... أسوأ سيناريو تستعد له دول الخليج

إسرائيل تُركّز ضرباتها على ناتانز وأراك النوويين

19 يونيو 2025 11:08 م

- طهران توجّه انتقادات لاذعة إلى غروسي وتدعو إلى إقالته ومحاكمته
- «روس آتوم» تُحذّر: قصف بوشهر ربما يكرر كارثة تشرنوبيل

استهدف الجيش الإسرائيلي، ليل الأربعاء - الخميس، «مفاعلاً نووياً» غير موضوع في الخدمة في منطقة أراك، مؤكداً أيضاً أنه ضرب مجدداً موقع ناتانز، بينما نفى دبلوماسي إيراني، ضرب محطة بوشهر النووية، وقال إن مزاعم إسرائيل «حرب نفسية».

كما وجهت طهران انتقادات لاذعة إلى المدير العام للوكالة الذرية للطاقة الدولية، رافاييل غروسي، الذي دعا وزير خارجيتها عباس عراقجي إلى إقالته ومحاكمته.

وفي القدس، قال مسؤول عسكري إنه «كان من الخطأ» أن يصرح ناطق عسكري بأن الغارات الجوية استهدفت محطة بوشهر النووية.

واكتفى بتأكيد أن إسرائيل ضربت مواقع ناتانز وأراك النووية.

وعند الإلحاح عليه في شأن بوشهر، أعلن أنه لا يستطيع تأكيد أو نفي أن بلاده ضربت الموقع على ساحل الخليج.

ودائماً ما تشكل العواقب المحتملة لهجوم على المحطة النووية، من تلوث الهواء والماء، مصدراً للقلق في دول الخليج.

وصرح مصدر مطلع لـ «رويترز» بأن «التلوث الناجم عن أي هجوم على بوشهر، هو أسوأ سيناريو تستعد له دول الخليج».

وأوضح أن دول الخليج، بالتعاون مع الوكالة الذرية، أعدت خطة طوارئ لأي هجوم على أي محطة نووية في المنطقة.

وبوشهر هي محطة الطاقة النووية الوحيدة العاملة لتوليد الكهرباء في إيران، وتستخدم وقوداً موسكو تسترده بعد الاستهلاك للحد من مخاطر الانتشار النووي.

والأربعاء، قال الرئيس فلاديمير بوتين، إن موسكو اتفقت مع القادة الإسرائيليين على ضمان سلامة الموظفين الروس في الموقع.

وأوضح للصحافيين «الخبراء (الروس) موجودون في الموقع، ويزيد عددهم على 200 شخص. واتفقنا مع القيادة الإسرائيلية على ضمان سلامتهم».

وأعلنت السفارة الروسية لدى إيران، أن محطة بوشهر تعمل بشكل طبيعي، وأنها لم ترصد أي تهديدات أمنية.

تشرنوبيل

وقال أليكسي ليخاتشيف، رئيس شركة «روس آتوم» الروسية الحكومية للطاقة النووية، إن الوضع حول المحطة محفوف بالمخاطر، محذراً من أنه «إذا تم قصف وحدة الطاقة الأولى العاملة، فستقع كارثة مماثلة لتشرنوبيل».

وأشار ليخاتشيف بذلك إلى أسوأ كارثة نووية في العالم والتي وقعت عام 1986 عندما انفجر مفاعل في تشرنوبيل - أوكرانيا عندما كانت جزءا من الاتحاد السوفياتي سابقاً.

وفي بيان آخر، أعلن الجيش الإسرائيلي، أن سلاح الجو «ضرب موقع لتطوير أسلحة نووية في منطقة ناتانز»، مضيفاً أن «المفاعل النووي في أراك (خونداب) استهدف» أيضاً.

وأضاف أن الضربة طالت «هيكل ختم قلب المفاعل وهو عنصر أساسي في إنتاج البلوتونيوم» يحيط بقلب المفاعل النووي ويعمل على إغلاقه بشكل محكم ويحافظ على سلامته.

وتابع أن الهدف من الهجوم «منع إعادة تشغيل المفاعل واستخدامه في تطوير الأسلحة النووية».

وأفادت وسائل إعلام إيرانية بسقوط مقذوفين على منطقة قريبة من منشأة أراك، التي تم إخلاؤها، ولم ترد أي تقارير عن أي تهديدات إشعاعية.

وبدأ العمل في مفاعل أراك البحثي للمياه الثقيلة على أطراف قرية خونداب عام 2000 قبل أن يتم توقيفه بموجب بنود اتفاقية العام 2015 النووية.

وأبلغت طهران، الوكالة الذرية عن خططها لتشغيل المفاعل بحلول 2026.

وتشكل مفاعلات الماء الثقيل تهديداً لمنع انتشار الأسلحة النووية، إذ يمكنها بسهولة إنتاج البلوتونيوم الذي يمكن استخدامه، مثل اليورانيوم المخصب، في صنع «نواة قنبلة ذرية».

من جانبها، ذكرت الوكالة الذرية أن لديها معلومات تفيد بتعرض مفاعل خونداب للأبحاث للقصف، من دون رصد أي آثار إشعاعية.

في المقابل، اتهمت طهران، الوكالة الأممية بأنها «شريك» في «حرب العدوان».

واعتبر الناطق باسم الخارجية اسماعيل بقائي، في منشور على «إكس»، شارك فيه مقتطفاً من مقابلة لغروسي على شبكة «سي إن إن»، أن المدير «خان» نظام منع الانتشار النووي وجعل الوكالة «شريكاً في عدوان ظالم» تنفذه إسرائيل.

وشدد على أن «الحديث المضلل له عواقب وخيمة... ويتطلب مساءلة».

واتهم غروسي بـ«حجب الحقيقة في التقرير المتحيز الذي استغلته الدول الأوروبية الثلاث (فرنسا، ألمانيا وبريطانيا) والولايات المتحدة من أجل صياغة قرار لا أساس له من الصحة بعدم امتثال إيران» لشروط الاتفاق النووي.

واعتبر أن تقرير مجلس محافظي الوكالة الأسبوع الماضي «استخدم كذريعة أخيرة، من قبل إسرائيل من أجل شن هجمات عدوانية على المنشآت النووية الإيرانية».