من الخميس إلى الخميس

الحرب والتلوث الإشعاعي

18 يونيو 2025 10:00 م

تمثل التسريبات الإشعاعية تهديداً خطيراً على البيئة والمجتمعات المحيطة بالخليج العربي، لذا من الضروري اتخاذ خطوات فورية للتخفيف من هذه المخاطر وتعزيز التعاون الإقليمي والدولي لضمان سلامة المياه والبيئة البحرية، وحماية الأجيال القادمة من تبعات التسريبات الإشعاعية التي قد تحدث إثر الحرب الدائرة بين الكيان الصهيوني وإيران.

إن منطقة الخليج العربي واحدة من أكثر المناطق حساسية على المستوى البيئي، فهذه المنطقة تحظى بأهمية كبيرة لاحتضانها مخزوناً كبيراً من النفط والغاز، وهي تعتمد بصفة رئيسية على المياه المُحلاة من مياه الخليج، لذلك فإن التهديدات البيئية الناتجة عن التلوث النفطي أو التسريبات الإشعاعية تمثل تحدياً متزايداً يثير القلق، ونحن في هذه الايام نشاهد أهم التحديات البيئية علينا بسبب الصراع بين الكيان الصهيوني وإيران، هذا الصراع الذي يستهدف المفاعلات الإيرانية ومنها محطة بوشهر الإيرانية التي تقع قريبة من مياه الخليج.

إن مخاطر التلوث الإشعاعي لمياه الخليج أمر لا يمكن استبعاده اليوم، فالتسرب الإشعاعي يؤدي إلى انتشار العناصر المشعة في مياه الخليج، وهو ما يهدد البيئة البحرية بما فيها مياه التحلية والحياة السمكية، ومثل هذه التسريبات الإشعاعية لها تأثيرات سريعة في دمار الحياة البحرية وتأثيرات على المدى الطويل تتمثل في انتشار الأمراض ذات الصلة بالإشعاع، وأهمها الأمراض السرطانية، لاسيما سرطانات الدم والغدة الدرقية وغيرها.

إن التلوثات الإشعاعية لها أبعاد اقتصادية كبيرة، وتكلفة معالجتها مرتفعة جداً.

دول الخليج ومنها الكويت لديها علاقات قوية مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية وأنا كلي ثقة أن ضابط الارتباط الكويتي المرتبط بالوكالة الدولية للطاقة النووية، كلي ثقة أنه الآن يعمل مع المختصين على التواصل مع الوكالة والتعاون معها للكشف عن أي تلوثات إشعاعية قد تحدث نتيجة الصراع، ووضع الخطط لتوعية الجمهور متى ما دعت الحاجة وبالتعاون مع وزارة الصحة، إن الوقاية والتوعية في مثل هذه الأمور ضرورية حتى لو كان احتمالها قليلاً، ذلك أن أضرارها كبيرة ولا يمكن التهاون فيها.

نسأل الله أن يجنب بلادنا مثل هذه المخاطر.