أظهرت نتائج دراسة حديثة أجراها فريق من الباحثين في جامعة أكسفورد وجود علاقة وثيقة بين استهلاك كميات كبيرة من السكر والدهون وارتفاع خطر الإصابة بسرطان الكبد.
وأكّدت الدراسة أن النظام الغذائي الغني بالسكريات والدهون المشبعة يسهم في تراكم الدهون داخل الكبد، وهو الأمر الذي يؤدي مع مرور الوقت إلى التهابات مزمنة وتغيرات خلوية قد تتحول إلى أورام سرطانية.
وأشار الباحثون الذين أجروا الدراسة إلى أن أنها استندت إلى تحليل بيانات آلاف المرضى الذين يعانون من أمراض الكبد المزمنة، حيث لاحظوا أن الأشخاص الذين يتناولون كميات كبيرة من المشروبات المحلاة والأطعمة الدهنية كانوا أكثر عرضة للإصابة بسرطان الكبد مقارنة بأقرانهم الذين يتبعون نظاماً غذائياً متوازناً.
كما أظهرت النتائج أن عوامل أخرى مثل قلة النشاط البدني وزيادة الوزن تساهم في تفاقم المخاطر، ما يستدعي اتباع نمط حياة صحي لتقليل فرص الإصابة.
وأوضح الدكتور «هنري توماس»، الذي أشرف على الدراسة، أن تراكم الدهون في الكبد يؤدي إلى ما يعرف بمرض الكبد الدهني غير الكحولي، وهو أحد أهم العوامل المسببة لسرطان الكبد في العقود الأخيرة، مضيفاً أن السكر الزائد في الدم يحفز عمليات التهابية داخل الكبد، ويزيد من مقاومة الأنسولين، وهو ما يسرع من تطور الأمراض المزمنة وصولاً إلى السرطان.
وأوصت الدراسة بضرورة التقليل من استهلاك المشروبات الغازية والأطعمة المصنعة الغنية بالسكر والدهون، مع التركيز على تناول الخضراوات والفواكه والحبوب الكاملة، كما شدد الباحثون على أهمية ممارسة النشاط البدني بانتظام والحفاظ على وزن صحي، باعتبار ذلك من أهم وسائل الوقاية من أمراض الكبد المزمنة والأورام السرطانية.
ويؤكد التقرير الناجم عن الدراسة أن رفع مستوى الوعي المجتمعي حول مخاطر النظام الغذائي غير الصحي يُعدّ خطوة أساسية في الحدّ من انتشار سرطان الكبد، خصوصاً في ظل تزايد معدلات الإصابة بهذا المرض على مستوى العالم.
ويطالب خبراء في هذا المجال بضرورة تكثيف حملات التوعية الصحية وتوفير برامج دعم للأشخاص المُعرّضين للخطر، مع تعزيز دور المؤسسات الصحية في الكشف المبكر والعلاج الفعّال.