مع انتهاء مهلة الشهرين التي حددها الرئيس دونالد ترامب، لطهران، لقبول اتفاق يهدف لتعطيل برنامجها النووي، أطلقت تل أبيب، فجر الجمعة، وبدعم أميركي مُعلن، عملية «الأسد الصاعد» الشاملة، مستهدفة منشآت عسكرية وذرية ونفطية، شملت اغتيال قادة رفيعي المستوى وعلماء ذرة، لكن حجم الضربات واختيار الأهداف والتصريحات الإسرائيلية، تشير إلى هدف آخر أطول أمداً، قد يكون إسقاط النظام نفسه.
من جانبها، ردت إيران من خلال عملية «الوعد الصادق»، بمئات الصواريخ باتجاه الدولة العبرية، في وقت حض الرئيس دونالد ترامب، طهران على «إبرام اتفاق»، محذراً بأن الضربات التالية ستكون «أكثر عنفاً»، وذلك بعدما أجرى مكالمة هاتفية الجمعة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي قال إن الضربات أعادت البرنامج النووي إلى الوراء، ربما لسنوات، وسيتم توجيه ضربات أقوى، داعياً الإيرانيين إلى «التمرد».
ولليوم الثاني على التوالي، تبادلت إيران وإسرائيل، اللتين يفصل بينهما أكثر من 1500 كيلومتر، إطلاق الصواريخ وشن ضربات جوية، وذلك غداة تنفيذ تل أبيب أكبر هجوم لها على الإطلاق ضد عدوتها القديمة، في حين قال إسماعيل كوثري، عضو لجنة الأمن في مجلس الشورى الإيراني، إن بلاده تدرس بجدية إغلاق مضيق هرمز الإستراتيجي، أهم بوابة لشحن النفط في العالم.
«حرق طهران»
وأشارت التقديرات في تل أبيب إلى أن إيران أطلقت حتى مساء أمس، نحو 200 صاروخ بالستي، على 4 دفعات، وسط مزاعم بأن نحو 50 صاروخاً، سقطت في مناطق مفتوحة أو في مواقع لم تسبب أضراراً، رغم الدمار غير المسبوق في تل أبيب والمدن المجاورة، ما يعني تحقيق نسبة اعتراض «تقارب 90 في المئة».
وأسفرت هذه الهجمات عن مقتل 3 إسرائيليين وإصابة العشرات.
كما أعلن الجيش، إصابة سبعة من جنوده بجروح طفيفة في الضربات الصاروخية.
وفي وقت ساعد الجيش الأميركي في إسقاط صواريخ إيرانية، لا تزال الدفعات تستهدف مناطق متفرقة في الدولة العبرية.
وفي السياق، قال وزير الدفاع يسرائيل كاتس إن القيادة الإيرانية «تجاوزت خطاً أحمر».
وأضاف في بيان، «إذا استمر (المرشد الأعلى السيد علي) خامنئي في إطلاق الصواريخ على الجبهة الداخلية، فستحترق طهران».
وقال نتنياهو في رسالة مصورة «سنضرب كل موقع وهدف لنظام آية الله، وما شعروا به حتى الآن لا يقارن بما سيحدث لهم في الأيام المقبلة».
وذكر قائد سلاح الجو تومر بار، أنه في ظل الأضرار الجسيمة التي لحقت بالدفاعات الجوية فإن «الطريق إلى إيران أصبح ممهداً».
وأعلن الجيش، أن الحملة الجوية سمحت له بتحقيق «حرية الحركة في الأجواء» من غرب إيران، وصولاً إلى طهران، مؤكداً أن «طهران لم تعد محصنة».
توسّع الحرب
ومع إعلان تل أبيب أن عمليتها قد تستمر لأسابيع، وحضها الشعب الإيراني على الانتفاض على النظام، تزايدت المخاوف من تصعيد إقليمي يجذب إليه قوى خارجية، مع تداعيات اقتصادية ومالية عالمية.
ونقلت «كالة فارس للأنباء»عن مصدر عسكري «مطلع» أن الحرب ستتوسع خلال الأيام المقبلة، لتشمل كل المناطق المحتلة والقواعد الأميركية في المنطقة.
وحذرت طهران، كلاً من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، من أن قواعدها وسفنها في المنطقة ستكون مستهدفة إذا ساعدت في الدفاع عن إسرائيل.
وهددت بأن الهجمات الصاروخية المقبلة ستكون 20 ضعفاً مقارنة بالهجمات السابقة، بعدما توعد خامنئي، تل أبيب بانتقام مؤلم.
حريق في حقل بارس
كما تسبّب هجوم بمسيّرة إسرائيلية على مصفاة رئيسية في إيران، أمس، بـ «انفجار قوي» وحريق في الموقع الواقع في مدينة كنغان الساحلية قرب بوشهر (جنوب).
وذكرت «وكالة فارس للانباء» أن «النظام الصهيوني استهدف القسم 14 من حقل بارس الجنوبي للغاز بطائرة مسيرة»، ما أدى إلى اندلاع حريق.
وتحدثت «وكالة تسنيم للأنباء» عن «انفجار قوي وحريق» في أحد أكبر مواقع الغاز الإيرانية على ساحل الخليج.
إلى ذلك، تحدث التلفزيون الرسمي عن مقتل نحو 60 شخصاً، بينهم 20 طفلاً، في هجوم على مجمع سكني في العاصمة الإيرانية.
وقال مبعوث إيران لدى الأمم المتحدة أمير سعيد إيرواني، إن 78 شخصاً قتلوا في الضربات الإسرائيلية، إلى جانب إصابة ما يزيد على 320 معظمهم مدنيون.
تفاوضياً، قال وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي في منشور على «إكس» إنه تقرر إلغاء جولة المحادثات النووية الأميركية المقررة اليوم في مسقط.
دبلوماسياً، أكد ترامب في اتصال هاتفي مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بأن الوضع حول إسرائيل وإيران «مقلق للغاية».
وقال مساعد الرئيس الروسي يوري أوشاكوف، إن بوتين أعلن استعداد روسيا للوساطة.
وكشف أن الرئيسين لا يستبعدان العودة إلى مسار المفاوضات بشأن الملف النووي الإيراني.
طهران تُعلن وتل أبيب تنفي إسقاط «إف - 35»
أعلن الجيش الإيراني، أن قوات الدفاع الجوي أصابت ودمرت بنجاح 3 مقاتلات إسرائيلية من طراز «إف - 35» وعدداً كبيراً من الطائرات المسيّرة، بينما نفت تل أبيب إسقاط أي من مقاتلاتها.
ووفقاً للتقرير، فإن مصير طيارين اثنين غير معروف ويجري التحقيق فيه.
كما ذكر التلفزيون أن القوات الإيرانية «تمكنت من إسقاط مسيّرات إسرائيلية مسيّرة انتهكت المجال الجوي في منطقة سلماس الحدودية» مضيفاً أن «المسيرات دخلت في مهام تجسس واستطلاع».
واعتقلت السلطات، خمسة أشخاص في مدينة يزد (وسط) بتهمة التقاط صور و«التعاون مع إسرائيل».
باراك يُشعل تفاعلاً بتدوينة
أشعل السفير الأميركي لدى تركيا ومبعوث الرئيس دونالد ترامب إلى سوريا توماس باراك، ضجة، بعد تدوينة اقتبس فيها جملة منسوبة للخليفة الأموي معاوية بن أبي سفيان.
وكتب في تدوينته «لا أسحب سيفي حيثُ يَكْفِي سوطي، ولا سوطي حيثُ يَكْفِي لساني. لو كانت هناك شعرةٌ واحدةٌ تربطني بإخواني، لما انكسرت... الخلافة الأموية... حتى في أوقات التوتر، هناك دائما لحظةٌ للحوار لنسج السلام».
إصابة 5 فلسطينيين بصاروخ حوثي
أطلقت جماعة الحوثي اليمنية، صواريخ على إسرائيل مساء الجمعة، لكن صاروخاً واحداً على الأقل بدا أنه انحرف عن مساره، مما أسفر، بحسب الهلال الأحمر الفلسطيني، عن إصابة خمسة فلسطينيين بينهم ثلاثة أطفال في الضفة الغربية المحتلة.