سقوط أكثر من 20 قائداً عسكرياً... و9 خبراء نوويين

غياب الجنرالات والعلماء يترك ظلالاً ثقيلة على طهران

14 يونيو 2025 10:00 م

فتحت الضربة الإسرائيلية الشاملة التي استهدفت شخصيات عسكرية وعلمية رفيعة المستوى في إيران، باب التساؤلات حول مستقبل منظومة القرار العسكري والتقني في طهران، في ظل فقدان عناصر كانت توصف بأنها «نواة العقول الحاكمة» في المراكز الحساسة.

وأسفر الهجوم حتى الآن، عن مقتل العديد من أبرز القادة العسكريين في الحرس الثوري، أكثر من 20 من كبار القادة العسكريين، إلى جانب نحو 9 علماء نوويين، ما يُعد أكبر ضربة موجهة للنخبة القيادية منذ اغتيال القائد السابق لـ «فيلق القدس» قاسم سليماني خارج مطار بغداد عام 2020.

الضربة تبدأ من القمة

- مستشار المرشد الأعلى للشؤون السياسية الأدميرال علي شمخاني، الذي تضاربت المعلومات حول حالته الصحية.

وبحسب مصادر طبية، فإن شمخاني يعاني من جروح خطيرة وحالة وعي حرجة، ما قلّص من آمال الطاقم الطبي في إنقاذ حياته، رغم الجهود المستمرة لتثبيت حالته الصحية.

- اللواء محمد باقري، رئيس أركان القوات المسلحة، كان على رأس قائمة المستهدفين، وحل مكانه عبدالرحيم موسوي.

شارك باقري في اقتحام السفارة الأميركية عام 1979، وكان من «أركان السلطة غير المنتخبة» المحيطة بالمرشد الأعلى السيد علي خامنئي.

- اللواء حسين سلامي، قائد الحرس الثوري منذ عام 2019، والذي لطالما عُرف بخطابه الحاد تجاه إسرائيل وأميركا، كان من بين الضحايا.

ويُعد ثامن قائد لـ«الحرس الثوري» منذ تأسيسه بعد ثورة فبراير العام 1979. وخلفه اللواء محمد باكبور.

- اللواء أمير علي حاجي زاده، قائد القوة الجوفضائية، كان يشرف على برنامج الصواريخ البالستية، وهو المتهم إسرائيلياً بتطوير منظومة المسيّرات.

وعيّن خامنئي أمس، مجيد موسوي مكان حاجي زاده.

- اللواء غلام علي رشيد، القائد السابق لمقر «خاتم الأنبياء»، كان مسؤولاً عن التخطيط المشترك بين مختلف أفرع القوات المسلحة. وخلفه اللواء علي شادماني.

- وأشار مسؤولان حكوميان رفيعا المستوى ووسائل إعلام أميركية وإسرائيلية، إلى مقتل قائد «فيلق القدس» الجنرال إسماعيل قاآني، رغم أن طهران لم تعلن ذلك رسمياً.

كما أعلن التلفزيون الرسمي، أمس، مقتل اللواء غلام رضا محرابي، رئيس شؤون الاستخبارات العسكرية، إضافة إلى اللواء «مهدي رباني» نائب رئيس شؤون العمليات.

علماء ذرة

ولم يقتصر الهجوم على القادة العسكريين بل طال علماء الذرة، وهم:

- الرئيس السابق لمنظمة الطاقة الذرية فريدون عباسي، خبير في الهندسة الذرية.

- رئيس جامعة «آزاد الإسلامية» وعالم الفيزياء النظرية محمد مهدي طهرانجي، خبير في الفيزياء.

- أكبر مطلب زاده، خبير في الهندسة الكيماوية.

- سعيد برجي، خبير في هندسة المواد.

- أمير حسن فكهي، خبير في الفيزياء.

- عبدالحميد منوشهر، خبير في فيزياء المفاعلات النووية.

- منصور أصغري، خبير في الفيزياء.

- أحمد رضا ذو الفقاري دارياني، خبير في الهندسة الذرية.

- علي باكوايي كتريمي، خبير في الميكانيك.

وفي القدس، أفاد الجيش الإسرائيلي في بيان «تمت تصفية تسعة علماء وخبراء رفيعي المستوى كانوا يطورون برنامج الأسلحة النووية للنظام الإيراني».

خلخلة في العمق الإستراتيجي

مع سقوط هذه النخبة دفعة واحدة، تبدو طهران أمام فراغ محتمل في هرم القيادة، وارتباك في منظومات القرار الدفاعي والهجومي.

وهو ما يجعل السؤال الأبرز: هل تعيد إيران تشكيل صفوفها سريعاً، أم تدخل في دوامة تصعيد قد يغير وجه المنطقة؟

أهداف لا يمكن تعويضها

تحدّث خبراء عسكريون، عن أهداف «يمكن تعويضها» وأخرى «تحتاج إلى وقت لتقييمها» وأهداف ثالثة «يصعب تعويضها»، على صعيد الخسائر الإيرانية.

وأكدوا أن قتل القادة العسكريين البارزين يندرج ضمن الأهداف التي يمكن تعويضها رغم تأثيرهم، إذ يوجد من يحل مكانهم في هذه المناصب العسكرية الرفيعة.

أما الأهداف التي تحتاج إلى تقييم، فهي منظومة القيادة والسيطرة والقواعد الجوية ومنشأة ناتانز النووية وأي أهداف عسكرية لمعرفة مدى وحجم الأضرار التي طالتها. وبالنسبة إلى الأهداف التي يصعب تعويضها، فهم 6 إلى 9 علماء ذرة تم اغتيالهم في الهجوم الإسرائيلي.