دعا إسرائيل لعدم توجيه ضربة لإيران مع «قرب» التوصل لاتفاق

ترامب: هناك خطر اندلاع نزاع هائل... ويمكن أن يحدث شيء قريباً في المنطقة

12 يونيو 2025 10:00 م

- الوكالة الذرية تُعلن للمرة الأولى خلال 20 عاماً «عدم امتثال» إيران لالتزاماتها النووية
- طهران تردّ بزيادة «كبيرة» في إنتاج اليورانيوم المخصب: «دولة صديقة» حذرتنا من ضربة إسرائيلية وشيكة
- بزشكيان: سنعيد بناء المنشآت النووية إذا دُمرت
- مسؤول أميركي: إيران تنتج 50 صاروخاً بالستياً شهرياً... وهدفها تخطي الدفاعات الإسرائيلية
- سفارة واشنطن في المنامة تعمل كالمعتاد... نصائح بعدم السفر للعراق وتقييد تنقلات الموظفين الأميركيين في إسرائيل
- مسقط تستضيف جولة سادسة من المحادثات النووية... الأحد

بعد ساعات من اعتماد مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، قراراً يدين «عدم امتثال» إيران لالتزاماتها النووية، لترد طهران بإجراءات تصاعدية مضادة، وإعلان وزير الخارجية العُماني بدر البوسعيدي، أن الجولة السادسة من المحادثات النووية ستعقد الأحد المقبل في مسقط، دعا الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إسرائيل، إلى عدم توجيه ضربة الى إيران، مؤكداً أن واشنطن وطهران «قريبتان الى حد ما من التوصل الى اتفاق جيد للغاية»، ومحذراً في الوقت نفسه، من أن «هناك خطر اندلاع نزاع هائل في الشرق الأوسط، ويمكن أن يحدث شيء قريباً».

وقال ترامب، خلال مؤتمر صحافي أمس، «لا أريدهم (الإسرائيليون) أن يتدخلوا، لأنني أعتقد أن ذلك سينسف الأمر برمته». وأضاف «لا أقول إن هجوماً إسرائيلياً على إيران وشيك لكنه قوي ومحتمل»، مستطرداً «لا أريد أن توجه إسرائيل ضربة لإيران طالما هناك اتفاق».

وطالب الرئيس الأميركي، طهران بتقديم تنازلات، قائلاً إن واشنطن أجرت محادثات جيدة مع إيران «ولا يمكنها امتلاك سلاح نووي».

وتابع «نريد أن تكون إيران دول ناجحة... نريد أن ندخل في علاقات تجارية إيران وأن نساعدها».

من جانبه، قال وزير الدفاع بيت هيغسيث، إن «المحادثات مع إيران لاتزال مستمرة». وأكد أن القوات الأميركية «منتشرة بشكل مناسب في المنطقة استعداداً لكل حالات الطوارئ».

وفي انتقاد لرئيس الوزراء الإسرائيلي، ذكر وزير الدفاع أن بنيامين نتنياهو «سيضع إسرائيل في المقام الأول ونضع بلادنا أولاً كذلك».

وتأتي تصريحات الرئيس والوزير، فيما نقلت قناة «سي بي إس» عن مسؤولين أميركيين «علمنا أن إسرائيل على أهبة الاستعداد لضرب إيران ونصحنا رعايانا بمغادرة المنطقة».

في غضون ذلك، نقلت القناة الـ12 الإسرائيلية عن مصدر ان وزير الشؤون الإستراتيجية في إسرائيل رون ديرمر ورئيس «الموساد» ديفيد برنياع سيتوجهان اليوم إلى واشنطن، للقاء المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف قبل محادثات الأحد.

كما نقل موقع «أكسيوس» عن مسؤولين إسرائيليين، أن قائد القيادة الوسطى مايكل إريك كوريلا، يتوقع أن يزور إسرائيل غداً.

وأبلغ مسؤول أميركي «أكسيوس»، أن «إيران تنتج 50 صاروخاً بالستياً شهرياً». وتابع أن «الهدف إنتاج صواريخ بالستية أكثر عدداً من أنظمة الدفاع الجوي التي تمتلكها إسرائيل».

قرار ضد إيران

وفي فيينا، أعلن مجلس محافظي الوكالة الأممية، للمرة الأولى خلال 20 عاماً، أن إيران تنتهك التزاماتها المتعلقة بمنع الانتشار النووي، مما يثير احتمال إحالتها على مجلس الأمن.

والخطوة هي ذروة مواجهات عدة بين الوكالة، ومقرها فيينا، وطهران منذ أن انسحب ترامب من الاتفاق النووي عام 2018 خلال ولايته الرئاسية الأولى.

ويدعو القرار، طهران إلى «العمل بشكل عاجل على إصلاح مسألة عدم امتثالها» لالتزاماتها بموجب معاهدة حظر الانتشار النووي.

ويعبر عن «أسفه العميق» لأن طهران «رغم النداءات المتكررة من مجلس المحافظين والفرص العديدة المُتاحة... لم تتعاون بشكل كامل مع الوكالة».

واعتبر القرار أن «عجز الوكالة الذرية... عن تقديم ضمانات بأن البرنامج النووي الإيراني سلمي حصراً، يثير تساؤلات تقع ضمن اختصاص مجلس الأمن»، الذي يمكنه فرض عقوبات.

وأيدت النص الذي أعدته لندن وباريس وبرلين وواشنطن، 19 دولة من أصل 35.

وصوتت الصين وروسيا وبوركينا فاسو برفض النص، فيما امتنعت 11 دولة عن التصويت.

لن نخضع للقوة

وفي طهران، أعلن الرئيس مسعود بزشكيان أن بلاده «ستعيد بناء منشآتها النووية إذا دمرت».

وأكد «لن نقبل أبداً أن نخفض أبحاثنا إلى الصفر ثم ننتظر موافقتهم للحصول على المواد النووية اللازمة للصناعة والطب والزراعة وغيرها من العلوم».

«بُني بالفعل»

وقال رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية محمد إسلامي، إن الموقع الثالث لتخصيب اليورانيوم الذي أعلنت عنه طهران كإجراء مضاد للقرار الأممي، بني بالفعل وهو جاهز للتشغيل بمجرد تزويده بالمعدات.

وأعلن الناطق بهروز كمالوندي، «سنستبدل كل هذه الآلات من الجيل الأول بأخرى متطورة من الجيل السادس» في محطة فوردو لتخصيب اليورانيوم جنوب طهران، مضيفاً أن ذلك يعني أن «إنتاجنا من المادة المخصّبة سيزداد بشكل كبير».

ضربة إسرائيلية محتملة

وفي السياق، ذكر مسؤول إيراني ان دولة «صديقة» حذرت بلاده من ضربة إسرائيلية محتملة على مواقع نووية.

وأضاف «لا نريد توتراً ونفضل السبيل الدبلوماسي لحل المسألة (النووية) لكن قواتنا المسلحة في أتم الاستعداد للرد على أي ضربة عسكرية».

وقال قائد الحرس الثوري حسين سلامي، إن الرد على أي عدوان إسرائيلي سيكون «أقوى وأكثر تدميراً» من الهجمات السابقة.

وذكرت وسائل إعلام رسمية، أن الجيش بدأ تدريبات عسكرية قبل موعدها المقرر للتركيز على «تحركات العدو».

إرشادات السفر

من جانبها، نشرت وزارة الخارجية الأميركية، تحديثاً لإرشادات السفر حول العالم مساء الأربعاء لتتضمن الموقف الأحدث.

وجاء في الإرشادات «في 11 يونيو، أمرت وزارة الخارجية بمغادرة موظفي الحكومة الأميركية غير الضروريين بسبب تزايد التوتر في المنطقة».

وفي حين أثار إجلاء الأفراد غير الأساسيين مخاوف إزاء تصعيد محتمل في المنطقة، قال مسؤول أمني إيراني رفيع المستوى لقناة «برس تي.في»، إن مغادرة أسر العسكريين الأميركيين لا تشكل تهديداً.

لا تهديد أمنياً

وفي بغداد، نصحت السفارة الأميركية، المواطنين الأميركيين بعدم السفر إلى العراق.

لكن «وكالة واع للأنباء» الرسمية، نقلت عن الحكومة العراقية ان التقارير الاستخبارية والميدانية تشير إلى عدم وجود أي تهديدات للبعثات الدبلوماسية على أراضيها.

وفي المنامة، نفت السفارة الأميركية، صحة التقارير التي تزعم تغييراً في وضعها، مؤكدة أن طاقم العمل والعمليات لا يزالان دون تغيير وأن الأنشطة مستمرة كالمعتاد.

وأفاد بيان للسفارة الأميركية في القدس، «بسبب التوتر الإقليمي المتنامي، لا يمكن لموظفي الحكومة الأميركية وأفراد عائلاتهم التنقل خارج نطاق منطقة تل أبيب (...) والقدس ومناطق بئر السبع حتى إشعار آخر.

لندن تُراقب الوضع في المنطقةباريس تُدين سعي طهران «المُتعمّد للتصعيد النووي»

حضّ الاتحاد الأوروبي، إيران، على ممارسة «ضبط النفس»، بعدما تعهّدت بناء منشأة جديدة لتخصيب اليورانيوم رداً على قرار الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وقال الناطق باسم دائرة الشؤون الخارجية أنور العوني، «ندعو إيران إلى معاودة التعاون بشكل كامل مع الوكالة وتطبيق التزاماتها كاملة... (و) ممارسة ضبط النفس وتجنّب أيّ خطوة من شأنها أن تؤدي إلى تصعيد الوضع».

من جانبها، دانت فرنسا «بشدة» إعلان إيران عزمها بناء منشأة جديدة وزيادة إنتاجها من اليورانيوم المخصّب، معتبرة ذلك مؤشراً على سعيها «المتعمد للتصعيد النووي».

وأكّد الناطق باسم وزارة الخارجية أن باريس «أخذت علماً، مع الكثير من القلق، بتصريحات إيران»، وتدعوها إلى «العودة لإطار المفاوضات».

وفي لندن، قال ناطق باسم رئيس الوزراء كير ستارمر، إن بريطانيا تراقب الوضع في الشرق الأوسط و لا جديد بشأن الموظفين في المنطقة.

وأبلغ الناطق الصحافيين «سلامة موظفينا قطعاً هي أولويتنا القصوى، لذلك نراقب الوضع عن كثب، لكنني ليس لديّ أيّ جديد في ما يتعلق بأي إجلاء جزئي أو غير ذلك لسفاراتنا».