في اليوم الـ 86 من استئناف «حرب الإبادة» الإسرائيلية، تواصل تدفق دماء الشهداء المجوَّعين في غزة، أمس، بنيران جيش الاحتلال الذي أطلق النار على منتظري مساعدات قرب محور نتساريم، ما أدى لسقوط عشرات الضحايا، كما استهدف آخر خط للألياف الضوئية «فايبر أوبتك»، فقطع خدمة الإنترنت والاتصالات الثابتة، ما فاقم من حالة العزلة الرقمية التي يعاني منها القطاع المحاصر.
وقالت مصادر في مستشفيات غزة، إن 52 فلسطينياً استشهدوا بنيران جيش الاحتلال وأصيب عشرات في مناطق عدة بالقطاع، شملت خيام النازحين ومنازل سكنية في محافظات خان يونس وغزة وجباليا ومخيم النصيرات للاجئين.
وذكرت وزارة الصحة أن 26 فلسطينياً من منتظري المساعدات سقطوا قرب محور نتساريم.
في غضون ذلك، اتّهمت «مؤسسة غزة الإنسانية» المدعومة أميركياً، حركة «حماس» بشنّ هجوم «شنيع ومتعمّد» ليل الأربعاء على حافلة كانت تقلّ 20 فرداً من المنظمة الإغاثية إلى مركز لتوصيل المساعدات، ما أسفر عن سقوط خمسة قتلى وعدد من الجرحى.
وأوضحت المؤسّسة أنّ جميع من كانوا في الحافلة هم عمّال إغاثة إنسانية فلسطينيون، مشيرة إلى أنّ الحافلة كانت تقلّهم إلى مركز توزيع المساعدات التابع لها غرب خان يونس.
واتهمت وزارة الخارجية الإسرائيلية، حركة «حماس»، بأنها «تستخدم المعاناة في غزة كسلاح، تحرم (السكان من) الطعام وتستهدف عناصر الإنقاذ وتتخلى عن شعبها».
وأضافت أن 56 شاحنة مساعدات دخلت شمال القطاع عبر معبر زيكيم مساء الأربعاء.
في المقابل، اتهمت «حماس» في بيان «مؤسسة غزة الإنسانية» بأنها «أداة قذرة في يد جيش الاحتلال»، مؤكدة أنها «تستخدم كفخ لإيقاع المدنيين في مكامن الموت».
من ناحية أخرى، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن الجيش وجهاز «الشاباك» عثرا على جثتي الرهينة يائير ياكوف إلى جانب جثة رهينة آخر في خان يونس بينما لايزال 53 رهينة محتجزين في غزة.
وفي رام الله، أعلنت هيئة تنظيم قطاع الاتصالات الفلسطينية في بيان، «انقطاع كل خدمات الإنترنت والاتصالات الثابتة في غزة، بعد استهداف المسار الرئيسي الأخير للفايبر»، متهمة إسرائيل بمحاولة قطع غزة عن العالم ومنع اصلاح الكابلات المتضررة.