على متنها 242 شخصاً وكانت متجهة من أحمد آباد إلى مطار غاتويك في لندن

تحطّم طائرة هندية فوق نزل لكلية طب

12 يونيو 2025 01:13 م

- وجّهت نداء استغاثة و«تحطّمت مباشرة بعد إقلاعها» خارج المطار
- تشارلز الثالث يُعبّر عن «صدمته الشديدة»

تحطّمت طائرة تابعة للخطوط الهندية كانت متوجّهة إلى لندن، اليوم، في منطقة سكنية في أحمد آباد غرب الهند، بعد دقائق من إقلاعها من مطار المدينة الدولي.

وأفادت هيئة الطيران المدني الهندية، بأن «242 شخصاً كانوا في الطائرة» بينهم رئيس وزراء ولاية غوجارات السابق فيجاي روباني و11 طفلاً وطياران و10 من أفراد الطاقم.

وأوضحت شركة الخطوط الهندية، أن 169 راكباً هندياً و53 بريطانيا و7 برتغاليين وكنديا كانوا في الطائرة التي كانت متجهة إلى مطار غاتويك في لندن.

وتحطمت الـ «بوينغ 787-8 دريملاينر»، وهي واحدة من أحدث طائرات الركاب في الخدمة، في منطقة بين مستشفى أحمد آباد المدني وحي غودا كامب.

وكانت وجّهت نداء استغاثة إلى برج المراقبة، بحسب هيئة الطيران المدني الهندية التي أشارت إلى أنها «تحطّمت مباشرة بعد إقلاعها» خارج المطار.

وعرضت إحدى القنوات، لقطات تظهر الطائرة المنكوبة وهي تقلع فوق منطقة سكنية ثم تختفي عن الشاشة قبل أن تتصاعد سحابة ضخمة من النيران في السماء من خلف المنازل.

وأظهرت اللقطات أيضاً حطاماً مشتعلاً ودخاناً أسود كثيفاً يتصاعد إلى السماء بالقرب من المطار.

وذكرت مراقبة الحركة الجوية في مطار أحمد آباد، أن الطائرة غادرت في الساعة 01:39 ظهراً (0809 بتوقيت غرينتش) من المدرج 23.

وأطلقت نداء «استغاثة»، في إشارة إلى حال طوارئ، ولكن بعد ذلك لم تصدر أي استجابة من الطائرة.

وصرح قائد شرطة مدينة أحمد آباد جي إس مالك بأن فرق الإنقاذ المدعومة من الجيش «عثرت على عشرات الجثث»، وتشمل الحصيلة ضحايا من ركاب الطائرة وآخرين لقوا حتفهم في موقع الكارثة.

وشوهد جزء من الطائرة ومبنى تشتعل فيه النيران وسط تصاعد الدخان الأسود الكثيف.

وذكرت قناة «سي.إن.إن نيوز-18»، التلفزيونية أن الطائرة تحطمت فوق قاعة الطعام في نزل لكلية طب بجامعة حكومية، مما أسفر عن مقتل الكثير من الطلبة.

وعرضت القناة صورة لجزء من الطائرة فوق المبنى.

وقال ضابط رفيع المستوى في الشرطة، «المبنى الذي تحطمت فيه الطائرة هو نزل للأطباء... أخلينا من 70 إلى 80 في المئة من المنطقة وسنخلي بقيتها قريباً».

وذكر أحد الأطباء ويدعى كريشنا، أن «نصف الطائرة تحطم في المبنى السكني حيث يقيم أطباء وعائلاتهم».

وأوضح أن «مقدمة الطائرة والعجلتين الأماميتين سقطتا على مبنى المقصف حيث كان طلبة يتناولون الغداء».

وشاهد كريشنا «نحو 15 إلى 20 جثة محترقة»، فيما قام مع زملاء له بانقاذ نحو 15 طالب طب.

وذكر أحد الأهالي طالباً عدم نشر اسمه «مكتبنا قريب من المبنى حيث تحطمت الطائرة. شاهدنا أشخاصاً من المبنى يقفزون من الطابق الثاني والثالث لإنقاذ أنفسهم. كانت الطائرة مشتعلة».

وقالت بونام باتني من سكان المدينة إن «العديد من الجثث كانت محترقة».

وأُغلق المطار، على ما أعلنت الشركة المشغلة للمرفق مع تعليق كل الرحلات «حتى إشعار آخر».

وأكدت شركة «بوينغ» الأميركية أنها «تعمل على جمع المزيد من المعلومات» في شأن مأساة أحمد آباد، الذي قال مصدر مطلع إنه أول حادث تحطم لطائرة «787 دريملاينر».

وأعرب رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي عن «الصدمة والحزن إزاء المأساة... المفجعة بشكل لا يوصف».

ووجّه وزير الطيران رام موهان نايدو كينجارابو «كل وكالات الطيران والطوارئ للتحرّك بشكل سريع ومنسّق».

وعبر ملك بريطانيا تشارلز الثالث عن «صدمته الشديدة» إزاء الكارثة.

وكتب على «إنستغرام»، أمس، «صُدمتُ أنا وزوجتي بشدة جراء الأحداث المروعة في أحمد آباد»، معتبراً أنها «لحظة مؤلمة ومفجعة».

وقال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر إن «المشاهد الواردة لطائرة كانت متوجهة إلى لندن تحمل العديد من المواطنين البريطانيين والتي تحطمت في مدينة أحمد آباد الهندية مدمّرة».

وأعلنت لندن إرسال فريق لمساعدة المحققين الهنود.

وعبرت باكستان، التي تواجهت مع الهند في أخطر اشتباكات بين البلدين منذ عقود، عن «حزنها» للكارثة مقدمة التعازي بالضحايا.

كذلك، عبر البابا ليو الرابع عشر عن «حزنه العميق» جراء تحطم الطائرة.

الناجي راميش

كشفت السلطات الهندية، ليل أمس، أن المواطن الهندي - البريطاني فيشواش كومار راميش، (40 عاماً) والمقيم في لندن، هو الناجي الوحيد المعروف حتى الآن من حادث تحطم الطائرة المنكوبة في أحمد آباد، والتي تحولت إلى كرة من اللهب بعد إقلاعها مباشرة.

ووفقاً للشرطة، فإن راميش كان يجلس في المقعد 11A، وهو ما يتوافق مع قائمة الركاب التي تؤكد وجوده على متن الرحلة.

وقال راميش، الذي أصيب بجروح في الوجه والصدر والقدمين، من داخل المستشفى «حدث كل شيء بسرعة كبيرة. عندما أفقت، كانت هناك جثث في كل مكان من حولي. شعرت بالخوف، فنهضت وركضت. كانت أجزاء من الطائرة متناثرة في كل مكان».

وكان راميش عائداً إلى المملكة المتحدة بعد زيارة قصيرة لعائلته، برفقة شقيقه الذي كان يجلس في صف آخر. وقال: «لم أعد أستطيع العثور عليه».

أول حادث تحطم لـ «787 دريملاينر»

أكدت شركة «بوينغ» الأميركية أنها «تعمل على جمع المزيد من المعلومات» في شأن مأساة أحمد اباد، الذي قال مصدر مطلع إنه أول حادث تحطم لطائرة «787 دريملاينر».

وذكرت الشركة أنها «على تواصل مع الخطوط الهندية في ما يتعلق بالرحلة 171 وتقف على أهبة الاستعداد لدعمها»، مضيفة «أفكارنا مع الركاب والطاقم والمسعفين وجميع المتضررين».

حوادث طيران دموية

شهدت الهند سلسلة حوادث طيران دموية على مر السنوات، بما في ذلك كارثة وقعت عام 1996 عندما اصطدمت طائرتان في الجو فوق نيودلهي، ما أسفر عن مقتل نحو 350 شخصاً.

وفي 2010، تحطّمت طائرة تابعة لشركة «إير إنديا إكسبرس» واندلعت فيها النيران في مطار مانغالور في جنوب غربي الهند، ما أسفر عن مقتل 158 من ركابها وأفراد طاقمها.

وقبل عقود على ذلك، تحطّمت في البحر قبالة إيرلندا طائرة «بوينغ 747» تابعة للخطوط الهندية كانت متوجهة من مونتريال إلى لندن في يونيو 1985. كانت الطائرة تقل 329 شخصاً لم ينج أي منهم.

وخلصت لجنة تحقيق هندية إلى أن عناصر من السيخ زرعوا قنبلة في حقيبة على متن الطائرة.

وشهد قطاع الطيران الهندي ازدهاراً في السنوات الأخيرة، إذ وصف المدير العام لاتحاد النقل الجوي «إياتا» ويلي والش الشهر الماضي، هذا النمو بـ«المذهل».

وبفضل نمو اقتصادها، باتت الهند وسكانها البالغ عددهم 1,4 مليار نسمة، رابع أكبر سوق طيران في العالم سواء داخلياً أو دولياً، فيما تتوقع «إياتا» بأن تصعد إلى المرتبة الثالثة خلال عقد.

وطلبت الخطوط الهندية، مئة طائرة إضافية من طراز «إيرباص» العام الماضي بعد عقد ضخم في 2023 للحصول على 470 طائرة (250 إيرباص و220 بوينغ).وبلغت حركة ركاب الطيران الداخلي عتبة جديدة العام الماضي لتتجاوز 500 ألف راكب في يوم واحد، بحسب وزارة الطيران المدني.