أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أنه أصبح «أقل ثقة بشأن احتمال التوصّل إلى اتفاق» مع طهران حول الملف النووي، بينما اعتبر وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، ان التوصّل لاتفاق «قد يصبح في متناول اليد».
وفي حديث مع «نيويورك بوست» نشر أمس، قال ترامب رداً على سؤال عما إذا كان يعتقد أنه يستطيع إقناع طهران بالموافقة على التخلي عن برنامجها النووي، «لا أعرف، كنت أعتقد ذلك بالفعل، وأصبحت ثقتي تقل أكثر فأكثر في ذلك».
وأضاف الرئيس الأميركي الذي هدّد مراراً باللجوء إلى عمل عسكري إذا فشلت الدبلوماسية «يبدو أنهم يماطلون».
وأضاف «تراجعت ثقتي الآن عما كانت عليه قبل شهرين. حدث لهم شيء ما... وثقتي في إمكانية التوصل إلى اتفاق تراجعت كثيراً».
وأكد ترامب مجدداً أن واشنطن لن تسمح لطهران بتطوير سلاح نووي من خلال تخصيب اليورانيوم إلى مستويات عالية من النقاء الانشطاري، سواء تم التوصل إلى اتفاق أم لا.
وقال «لكن سيكون من الأفضل القيام بذلك من دون حرب، من دون سقوط قتلى، سيكون ذلك أفضل كثيراً... لا أعتقد أنني أرى مستوى الحماس نفسه لديهم للتوصل إلى اتفاق».
وصرح ترامب الثلاثاء، بأن إيران أصبحت «أكثر عدوانية» في المحادثات، فيما أكد قائد القيادة المركزية (سنتكوم) الجنرال مايكل كوريلا، استعداد الولايات المتحدة للرد «بقوة» لمنع طهران من امتلاك سلاح نووي، مضيفاً أن الجيش وضع خططاً في حال تعثرت المحادثات النووية.
«في متناول اليد»
وفي طهران، أبدى عراقجي، تفاؤله بإمكانية التوصل لاتفاق.
وكتب على منصة «إكس»، إن ترامب «دأب على التأكيد منذ توليه الرئاسة على أنه لن يسمح لإيران بامتلاك أسلحة نووية، ما يتماشى مع التوجه الإيراني، وقد يُشكل الأساس الرئيسي للتوصل إلى اتفاق».
ورأى أن التوصل إلى اتفاق يضمن استمرار الطابع السلمي للبرنامج النووي «أصبح في متناول اليد، ويمكن تحقيقه بسرعة، مع استئناف المفاوضات الأحد المقبل».
إلا أن عراقجي ربط التوصل لاتفاق باستمرار برنامج التخصيب الإيراني، تحت الإشراف الكامل للوكالة الدولية للطاقة الذرية، والإنهاء الفعلي للعقوبات.
ومن المتوقع أن تقدم طهران قريباً، مقترحاً مضاداً لمقترح أميركي، رفضته.
من جانبه، هدد وزير الدفاع عزيز نصير زاده، باستهداف القواعد الأميركية في الشرق الأوسط في حال اندلاع نزاع.
وقال وزير الدفاع عزيز نصير زاده رداً على التهديدات الأميركية بالتحرك عسكرياً إذا فشلت المفاوضات «نحن نأمل أن تصل المفاوضات الى نتيجة ولكن إذا لم يحقق ذلك وفرض علينا صراع، فلا شك أن خسائر الطرف الآخر ستكون بالتأكيد أكبر بكثير من خسائرنا».
وتابع «لدينا القدرة على الوصول إلى كل قواعدها (الولايات المتحدة). سنستهدفها كلها من دون تردد في البلدان المضيفة لها»، مضيفاً «وفي هذه الحالة، ستضطر أميركا إلى مغادرة المنطقة».
وكشف نصير زاده ان طهران اختبرت في الآونة الأخيرة صاروخاً برأس حربي يزن طنين، مؤكداً أنها لا تقبل القيود على برامجها الصاروخية.
موسكو مستعدة
وفي السياق، أبدت روسيا استعدادها لإزالة اليورانيوم عالي التخصيب من إيران وتحويله إلى وقود للمفاعلات النووية المدنية، كوسيلة محتملة لتضييق هوة الخلافات الأميركية - الإيرانية.
وأكد سيرغي ريابكوف، نائب وزير الخارجية، المسؤول عن مراقبة الأسلحة والعلاقات الأميركية، لوسائل إعلام روسية، ضرورة مضاعفة الجهود المبذولة للتوصل إلى حل. وأضاف أن موسكو مستعدة للمساعدة بطرق عملية.
وأوضح «نحن مستعدون لتقديم المساعدة لكل من واشنطن وطهران، ليس فقط على الصعيد السياسي ولا في شكل أفكار يمكن الاستفادة منها في عملية التفاوض فحسب، بل أيضاً على الصعيد العملي من خلال تصدير المواد النووية الزائدة التي تنتجها إيران وتعديلها لاحقاً لإنتاج وقود للمفاعلات على سبيل المثال».
ولم يوضح ريابكوف ما إذا كان الوقود النووي سيُعاد بعد ذلك إلى إيران لاستخدامه في برنامجها للطاقة النووية المدنية الذي ساهمت موسكو في تطويره.