سافر إلى ذاتك

علاقاتنا تَظهر على ملامحنا

11 يونيو 2025 10:20 م

هل سبق لك أن قابلت شخصاً لا تعرفه، لكنك شعرت أن ملامحه مألوفة؟

وكأن وجهه يروي لك شيئاً من قصة... شيئاً عن الخذلان أو الفرح، عن الحب أو الصدمة، عن السلام أو الحرب الداخلية؟

الوجه لا يكذب، ولا يستطيع أن يتخفّى طويلاً.

كل علاقة نمر بها، تترك أثراً... ليس فقط في القلب، بل على قسماتنا أيضاً.

- سلمى، امرأة في الثلاثين من عمرها، كان كل من يراها يظن أنها أكبر بعشر سنوات. وجهها شاحب، حاجباها دائماً مرفوعان وكأنها خائفة، وبشرتها باهتة رغم أنها لم تكن تعاني أي مرض عضوي.

وعندما بدأت تتعافى من علاقة زواج سامة مليئة بالعنف العاطفي والصمت المؤلم، وانفصلت بهدوء وبدأت تسترد ذاتها، تغيّر وجهها.

أصبحت أكثر إشراقاً، وبدأت تسمع ممن حولها: «انتي مسوية بوتوكس؟ ملامحج متغيرة!» لكنها لم تكن مسوية شيء... فقط حرّرت وجهها من علاقة كانت تكبره 10 سنين.

المرأة التي عاشت في ظل علاقة مؤذية، تُصبح ملامحها مرهقة... حتى وهي تبتسم.

والرجل الذي عاش في حب ناضج، تراه يبتسم بعينه قبل فمه.

الطفل الذي غُرس فيه الأمان، يكبر واثقاً، وملامحه تقول «أنا محبوب».

العلاقات لا تُمحى، بل تُختزن في الذاكرة الجسدية، في طريقة جلوسنا، في نبرة صوتنا، وفي انكماش الحاجب عند ذكر اسم معين.

بعض الوجوه لا تحتاج إلى شرح...

تحدّثك من دون أن تنطق، وتقول لك كل شيء عن أصحابها من أول نظرة.

نحن لا نحب فقط بعقولنا...

نحب بجلودنا، بنظراتنا، بملامحنا التي تتشكل كل صباح على ضوء من نحب.

ولهذا السبب...

اختيار من يدخل حياتنا ليس رفاهية، بل قرار مصيري.

العلاقة التي تشعرك بالأمان... تُعالج تجاعيد روحك قبل تجاعيد وجهك.

أما العلاقات السامة... فهي كالسم، لا تقتلك فوراً، لكنها تُسرّع شيخوخة القلب والملامح.

تأمل في وجهك اليوم، واسأل نفسك:

هل هذه الملامح تُشبهني، أم تُشبه من عشت معه؟

واسمح لي أن أذكّرك:

يحق لك أن تبدّل العلاقة، قبل أن تبدّل ملامحك...