من الأطلسي

المغرب والغريب...

9 يونيو 2025 10:00 م

نتحسس عندما يتدخل أحد من خارج الكويت في شؤوننا الداخلية، سواءً سلباً أو إيجاباً، ولا نرضى بأن يأتي من يملي علينا ماذا يجب أن نفعل أو ما لا يجب، وهذا حقنا ومن حق أي شعب في أي بلد.

في الأسبوع قبل الماضي قام أحد الناشطين الكويتيين في إحدى وسائل التواصل بالطلب من الحكومة المغربية وزارة التجارة تحديداً أن تفرض على بعض المحلات والمطاعم أن تقوم بتحصيل ثمن المبيعات عبر أجهزة الدفع الإلكتروني، وأصر أخونا هذا، جزاه الله خيراً، على طلبه هذا وأن تقوم الحكومة المغربية بمحاصرة هؤلاء حتى لا يتهربون من الضرائب.

الشعب المغربي شعب مضياف ومن الشعوب الراقية جداً ولكن هؤلاء الناس لديهم خطوط حمراء وهذا حقهم الطبيعي، أن تأتي وتقيم المشاريع فأنت والمواطن المغربي سواسية بل أحياناً تكون لك الأفضلية من خلال بعض التسهيلات.

لكن أن تأتي وتملي عليهم ماذا يفعلون فهنا يكون جانَبَك الصواب وتجاوزت الحدود حتى وإن كان هذا بحسن نية أو من محبة، لكن لا يدفعك الحماس لتجاوز حدودك.

المغرب بلد جميل ويتمتع بنعم من الله عزوجل تؤهله لمنافسة أكثر الدول تقدماً، هناك البنى التحتية والطرق ووسائل النقل المتعددة، ولدى المغرب الآلاف من الفنادق التي تقدم أجمل ما لديها لنزلائها، واليوم المغرب يسابق الزمن في تطوير ملاعب كرة القدم التي ستستضيف كأس العالم 2030، وتحديث شتى متطلبات الحدث الكروي العالمي وأساساً المغرب بلد يستقبل سنوياً ما يقارب 25 مليون سائح أغلبهم من أوروبا، ولدى المغرب إستراتيجية متجددة في البناء والتطوير لخدمة السياحة وهو بلد لا يكفيه مقال للحديث عن روعته وجماله.

يقول المثل (يا غريب كن أديب)، هناك كثير من الإخوة العرب وغيرهم يشاركوننا العيش على هذه البقعة الغالية ولم يأت أحد منهم ويطلب من حكومتنا أن تفعل هذا أو ذاك، ولنتخيل لو أن أحدا قام بطرح رأي يشبه مطالبة أخينا لحكومة المغرب لقام صاحبنا هذا بالاستهجان؛ لأن هناك من تدخل في شأننا الكويتي.

من فضل الله عزوجل أن سمعة الكويت في المحافل الدولية ولدى الكثير من الشعوب تحظى باحترام واسع ومحبة بسبب سياسة قيادتها الحكيمة وعقيدتها في مد يد العون لمشارق الأرض ومغاربها، نتمنى ألا يسيء أحد لجواز السفر الأزرق عبر تصرفات غير مدروسة وإن كان من غير قصد في عصر وسائل التواصل الاجتماعي...!

دمتم بخير.