أعلن جهاز الأمن الأوكراني، تنفيذ عملية «فريدة من نوعها» استهدفت جسر كيرتش، الذي يربط روسيا بشبه جزيرة القرم، فجر أمس، وذلك بعد يومين من عملية إستراتيجية استهدفت قاذفات نووية في العمق الروسي باستخدام طائرات مسيرة بسيطة.
وذكر الجهاز في بيان، «عملاؤنا فخخوا دعامات جسر القرم وفجروا 1100 كيلوغرام من المواد المتفجرة. الجسر الآن في حال طوارئ».
ويأتي الهجوم في إطار سلسلة من المحاولات الأوكرانية المتكررة لاستهداف الجسر، الذي يُعد شرياناً حيوياً يربط روسيا بشبه جزيرة القرم.
وأظهر فيديو انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي، لحظة تفجير دعامات الجسر تحت الماء.
من جانبها، أعلنت السلطات الروسية وقف حركة المرور على الجسر بشكل موقت قبل أن تعلن استئنافها بعد ذلك، بينما قال مدونون عسكريون روس إن الهجوم لم ينجح، وتكهنوا بأنه نُفذ باستخدام مسيرة بحرية.
كما اتهمت موسكو، كييف، بالوقوف خلف تفجيرات تسببت نهاية الاسبوع الفائت بانهيار جسرين وبحوادث قطارات، وأسفرت عن سبعة قتلى وأكثر من مئة جريح، بينهم اطفال.
وذكرت اللجنة المكلفة التحقيقات الجنائية الرئيسية في بيان «من المؤكد ان أرهابيين يتحركون بناء على أوامر نظام كييف، خططوا لكل شيء بأكبر قدر من الدقة بحيث تطاول تفجيراتهم مئات المدنيين».
انقطاع الكهرباء
على جبهة أخرى، قال يفغيني باليتسكي، المسؤول المعين من جانب روسيا لمنطقة زابوريجيا جنوب أوكرانيا، إن عملية إعادة التيار الكهربائي بدأت بعد هجوم أوكراني تسبب في انقطاعه.
وأفادت وكالات أنباء روسية بأن التيار انقطع عن ما لا يقل عن 700 ألف شخص في أجزاء من منطقتي زابوريجيا وخيرسون.
لا تقدم سريعاً
من جانبه، أكد الكرملين أنه من الخطأ توقع تحقيق اختراق سريع باتّجاه تسوية النزاع «المعقد للغاية»، غداة فشل ثاني جولة من المحادثات المباشرة مع كييف في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.
وقال الناطق ديمتري بيسكوف إن «مسألة التوصل إلى تسوية معقّدة للغاية وتشمل الكثير من المسائل الدقيقة» التي يتعيّن حلّها، وذكر أن موسكو تريد قبل كل شيء «القضاء على الأسباب الجذرية للنزاع» من أجل تحقيق السلام.
إلا أن بيسكوف أشاد بالاتفاقات «المهمة» التي تم التوصل إليها في إسطنبول، مؤكداً أن «العمل سيستمر».
وتابع «ننتظر رداً على المذكرة التي تم إرسالها»، في إشارة إلى قائمة المطالب التي أرسلتها موسكو إلى الأوكرانيين، الاثنين.
وتطالب موسكو في المذكرة، بـ«انسحاب كامل» للجيش الأوكراني من دونيتسك ولوغانسك (شرق) ومن زابوريجيا وخيرسون (جنوب) قبل «تنفيذ وقف إطلاق النار لمدة 30 يوماً».
وتشمل البنود الأخرى «الاعتراف القانوني الدولي» بهذه المناطق وشبه جزيرة القرم، باعتبارها أراضٍ روسية، فضلاً عن «حياد» أوكرانيا، في حين تسعى كييف إلى الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو).
ورفضت أوكرانيا كل هذه المطالب في الماضي، وتطالب من جانبها بانسحاب الجيش الروسي من أراضيها التي تحتل موسكو ما يقرب من 20 % منها.
كما اعتبر بيسكوف أنه «من المستبعد» في المستقبل «القريب» أن يعقد اجتماع بين الرؤساء فلاديمير بوتين وفولوديمير زيلينسكي ودونالد ترامب، الذي اقترحته تركيا الاثنين وطلبته كييف. وكان البيت الأبيض أعلن أن الرئيس الأميركي «مستعد» للمشاركة في مثل هذه القمة.
ورفض بيسكوف الإدلاء بتفاصيل إضافية حول الهجوم الذي استهدف قاذفات في العمق الروسي، الأحد، إضافة إلى تفجيرات غامضة وقعت على جسر للسكك الحديدية في منطقة حدودية مع أوكرانيا.
نصر سريع وكامل!
لكن الرئيس السابق ديمتري ميدفيديف، أكد أن «الانتقام أمر لا مفر منه».
وكتب على «تلغرام»، أمس، أن «محادثات إسطنبول ليست من أجل التوصل إلى سلام توافقي بشروط وهمية يحددها آخرون، بل لضمان انتصارنا السريع والتدمير الكامل لنظام النازيين الجدد».
وأضاف «هذا ما تناولته المذكرة الروسية»، في إشارة إلى مجموعة مطالب قدمت لكييف في اسطنبول، الاثنين.
وشملت المطالب، التنازل عن مزيد من الأراضي وتحول أوكرانيا إلى دولة محايدة وقبولها قيود على حجم الجيش وإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية جديدة.
وإلى واشنطن، وصل وفد أوكراني، أمس، لإجراء محادثات مع مسؤولين أميركيين حول قضايا الدفاع والاقتصاد.
وقال المستشار الرئاسي أندريه يرماك «ننوي مناقشة الدعم الدفاعي والوضع في ساحة المعركة، وتشديد العقوبات على روسيا».
وعلى الأرض، سيطرت القوات الروسية على بلدة أندرييفكا في منطقة سومي (شمال شرق أوكرانيا)، على بعد خمسة كيلومترات من الحدود.
وكان بوتين، أمر قواته بإنشاء «منطقة عازلة» داخل منطقة سومي لمنع التوغلات الأوكرانية في الأراضي الروسية.