«الموضوع ليس أحوالاً جوية... فلا تبريد ولا تسخين»

سلام: مسألة السلاح موجودة في البيان الوزاري.. وأكثر من 7 مليارات دولار لإعادة الإعمار

2 يونيو 2025 10:00 م

- معلومات عن توقيف المدير المالي لمستشفى في الجنوب بتهمة «التجسس»
- عراقجي يزور بيروت على وهج «النووي» وسلاح «حزب الله»

يضجّ «يونيو اللبناني» بمواعيد بالغة الحساسية، من المرجّح أن تتضح في ضوئها جوانب أساسية في مسار التعافي والتحديات المتعاظمة في وجهه، وسط رصدٍ لوقائع غير مُطَمْئنة في بيروت التي تعاني تباطؤاً في ملاقاة الاندفاعة الدولية -الإقليمية للأخذ بيده من القعر السحيق.

فالحكومةُ التي مُنيتْ بـ «سَقْطَةٍ» لرفْعِ أسعار المحروقات، انتقلتْ إلى موقعٍ دفاعي مع الحملاتِ المتواليةِ من «حزب الله» على رئيسها نواف سلام، خصوصاً بعدما انضمّ رئيسُ البرلمان نبيه بري، شريك الحزب في الثنائية الشيعية، إلى الحملة التي تتكئ على افتراضِ وجودِ «لهجتين» في الدولة حيال الموقف من مصير سلاح الحزب.

ويفتتح وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، الذي يصل إلى بيروت صباح اليوم، أجندةَ يونيو الصاخبة، عبر محادثاتٍ يُجْريها مع كبار المسؤولين، على أن تحلّ الموفدةُ الأميركية مورغان أورتاغوس ضيفةً على لبنان بعد عيد الأضحى، في زيارةٍ ربما تكون وداعية، وفي جعبتها الملف الأكثر إثارة والمتمثّل بضرورةِ الإسراع في نزْع سلاح «حزب الله» وأي سلاحٍ غير شرعي، وذلك عشية البروفة اللبنانية لتسلُّم سلاح المخيمات الفلسطينية، بدءاً من بيروت في 16 يونيو.

وفي الوقت الذي كان يُنتظر أن يبدأ أمين سرّ اللجنةِ التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية عزام الأحمد (وصل بيروت الأحد) لقاءاته مع المسؤولين اللبنانيين والفلسطينيين في «بلاد الأرز» بهدف وضْع «المراسيم التطبيقية» لتسليمِ سلاح المخيمات انطلاقاً من شاتيلا وبرج البراجنة ومار الياس (في العاصمة اللبنانية)، تترقب بيروت المحادثات التي يُجْريها عراقجي مع كل من رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون وبري وسلام ووزير الخارجية يوسف رجّي، هو الذي حطّ في مطار بيروت الدولي آتياً من القاهرة.

زيارة عراقجي

وفي حين أعلن الناطق باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي أن زيارتيْ لمصر، أمس، ولبنان، اليوم، تهدفان إلى «التباحث في شأن العلاقات الثنائية، والتشاور في آخِر مستجدات المنطقة، ولا سيما التطورات في فلسطين المحتلة والتطورات الدولية»، موضحاً أن زيارة عراقجي تأتي للتأكيد «على اهتمام إيران بتعزيز العلاقات والتنسيق مع دول المنطقة»، فإن محطةَ رئيس الدبلوماسية الإيرانية تكتسب أهمية خاصة، سواء لجهةِ وَضْعِ بيروت في أجواء احتمالاتِ المفاوضات بين طهران وواشنطن حول النووي أو لناحيةِ قياسِ هل سيكون موقف عراقجي بإزاء ملف سلاح «حزب الله» بنفس مستوى التشدّد الذي يُبْديه الحزبُ تحت عنوان «لا كلامَ بعد الآن قبل انسحاب إسرائيل ووقْف الاعتداءات وإعادة الإعمار، ولم يَعُدْ لدينا ما نقدّمه».

وسيكون موقفُ الوزيرِ الإيراني في هذا الإطار، تحت المعاينة لأكثر من اعتبار، بينها أن طهران هي المعنية بالبُعد الإستراتيجي لسلاح «حزب الله»، رغم أن هذا البُعد بمعناه العملي انتهى في ضوء الخسائر التي مُني بها الحزب في حرب لبنان الثالثة والتي تمدّدت إلى «حلقة الوصل» السورية بين ساحات قوس النفوذ الإيراني والتي شكّلها نظامُ بشار الأسد، إلا أنّ هذا السلاح يَبْقى أحد تَعبيراتِ الوزن الإقليمي لطهران، على ضموره، وتالياً من «أوراق اللعب» على طاولة المفاوضات ولو أن هوامش المُقايضاتِ باتت شبه منعدمة.

واستوقف أوساطاً سياسية، أن عراقجي سيوقّع في بيروت اليوم كتابه «قوة التفاوض»، في حفلٍ يتخلله لقاء حواري معه.

سلام وبري

في موازاة ذلك، أطلّ رئيس الحكومة من على منبر عين التينة (حيث مقر رئيس البرلمان) بعد لقائه بري، مقدّماً ما يشبه «المطالعة الدفاعية» بعد هجوم «حزب الله» عليه واتّهامه بالخروج عن مضامين البيان الوزاري من خلال رفْعه سقف مواقع حيال سلاحه الحزب وقول سلام «لن نسكت على أي سلاح خارج الدولة» و«انتهى عصر تصدير الثورة الإيرانية»، وهو ما ترافق مع «اصطفاف» رئيس مجلس النواب في «الخندق نفسه» مع الحزب راسِماً معادلةَ «بِتْسَخِّن، مِنْسَخِّن، بِتْبَرِّد، مِنْبَرِّد».

وبعد اللقاء الذي استمرّ ساعة، قال سلام إن «الموضوع ليس أحوالاً جوية. فلا تبريد ولا تسخين... الموضوع هو ما التزمناه في البيان الوزاري حرفياً، وأنا لم أخرج بكلمة عنه ولا أقبل لا كلمة زيادة ولا كلمة ناقصة منه، وهذا ما أعلنتُه قبل أسبوع واثنين وثلاثة وأربعة خمسة وأردده، والرئيس بري أكثر مِن متفهِّم لهذا الشيء وهو يعرف أنني لم أقُل كلمةً خارج ما نحن متفقين عليه بالبيان الوزاري، وهذا ما صوّت عليه النواب وكلنا ملتزمون به».

وأضاف «من جهة ثانية بحثنا مع الرئيس بري موضوع إعادة الإعمار في الجنوب، وأكدتُ له مرةً ثانيةً أنني ملتزمٌ بإعادة الإعمار، وسبق أن زرتُ الجنوب لتأكيد التزامنا من جهةٍ بالانسحاب الإسرائيلي الكامل وثانياً بالإعمار. ونواصل الجهد إن كان مع البنك الدولي أو الدول المانحة من أجل حشد الدعم المطلوب لذلك ونحن مستمرين بهذا الشيء، وإن شاء الله قريباً ترون من الأموال القليلة التي استطعنا حشدها حتى اليوم كيف سنحرّك عملية إعادة الإعمار».

وأكد سلام رداً على سؤال حول حجم الأموال المطلوبة لإعادة الاعمار وهل العملية مرتبطة بنزع السلاح، «اننا بحاجة لأكثر من 7 مليارات دولار، والتقديرات الأولية للبنك الدولي تقدّر الأضرار بـ 14 ملياراً، وحصلْنا خلال الاجتماع الذي عُقد في واشنطن قبل شهر على 250 مليون دولار من البنك الدولي، وعلى 75 مليوناً من الفرنسيين ونحن نسعى إلى جمع مليار دولار قريباً».

وتابع أنه «خلال زيارة الرئيس ماكرون للبنان وهو كان صاحب فكرة مؤتمر لإعادة الاعمار لم يكن هناك ربْط بعملية سحب السلاح، وأيضاً عندما أقر البنك الدولي مبلغ الـ250 مليون دولار لم أرَ رَبْطاً بعملية السلاح. السلاح مسألة موجودة في البيان الوزاري والذي يَذكر بوضوح حصْر السلاح، وأعتقد اننا كلنا ملتزمون بها، كما نحن جميعاً ملتزمون باتفاق الطائف الذي يقول ببسط سلطة الدولة على كامل أراضيها بقواها الذاتية».

وحول العلاقة مع «حزب الله» وإمكان حصول لقاء مع كتلةِ الحزب وتصريح النائب محمد رعد عن «بقية ودّ نحافظ عليها»، رد سلام «أنا أيضاً تارِك للود مع الحاج محمد رعد وسنقابل الودَّ بالودّ، وأهلاً وسهلاً بالحاج محمد والحزب، في الوقت الذي يريدونه سواء في المنزل أو السرايا وفي الوقت الذي يختارونه».

وعن موضوع استبدال أورتاغوس، لفت الى «اننا لم نتبلّغ، أنا قرأتُ على منصة إكس انها ستتسلّم منصباً جديداً في الإدارة».

اعتقال عميل

أمنياً، أفادتْ قناة «الحدث»، بأن «الأمنَ اللبناني اعتقل عضواً في حزب الله يدعى محمود أيوب يتعاون مع الاستخبارات الإسرائيلية في بلدة حاروف - قضاء النبطية، وهو المدير المالي في مستشفى راغب حرب»، لافتة إلى أن توقيفه «تم بواسطة فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي بالتنسيق مع الحزب».