وداعاً أستاذي فايز العنزي

31 مايو 2025 09:59 م

لا أدري من أين أبدأ بفقد أخي وأستاذي، أعزي أهله وذويه، أم أهالي الشهداء الأسرى والمفقودين، أم الخطوط الجوية الكويتية، أم المفكرين والقراء أم الإعلام والرياضيين، أم أعزي نفسي بهذا المصاب الجلل.

يعجز اللسان في وصف هذا الرجل هو المحافظ المستقيم بخلقه وبدينه، حاضر الذهن والقائد، منكسر القلب مع الضعفاء والمساكين، المقاتل الصلب في الدفاع عن الحق، المثقف، صاحب ختمات القرآن والمتدبر بآياته، مصلي الفجر، المطلع على التاريخ وأحداثه، هو أستاذي والذي صقل مهاراتي وشخصيتي، أسس فيني مبادئ العمل والتعامل مع الغير، صاحب النصيحة والسخي بالمعلومات، صاحب السريرة الذي تعطي يمينه ولا تعلم عنها شماله، المحايد المنصف، الصادق والكريم بخلقه وأخلاقه وماله.

لا أذكر أن واجهت مشكلة إلا ووجدته أمامي، له الفضل بعد الله لما وصلت إليه، كان يوجهني أولاً بأول في أي مسألة، وحينما أنجز أراه مبتسماً ويصفني «يا ملك».

نعم هو «فايز» بمحبة الناس والقبول ونحسبه كذلك عند الله تعالى، أبا فيصل لم يكن مجرد مسؤول، كان أخاً وزميلاً وناصحاً وأميناً ومرشداً ومعلماً، القريب لدى الجميع، لكل شخص كان على مقربة منه تجمعه به سريرة، وكان لي صندوقاً كل ما ضاق بي الأمر وحارت بي الظروف وجدته أمامي، مبتسماً مستمعاً، يسأل ويبحث ومن ثم ينصح، أصعب الأمور أجدها عنده هينة لينة، يبسطها ويحللها.

آلمني خبر وفاته وصعب علي فراقه الذي كان ومازال وسيبقى له بالغ الأثر في حياتي.

أبا فيصل، أشهد الله أنك أسست وبنيت، ولم تذخر عني شيئاً، وكنت الداعم الأول لي وتبنيت تعليمي وتأسيسي في عملي، ووجهتني في أمور الحياة، ولا أنسى أفضالك بأنك كنت السبب الأول بعد الله في تغيير جزء كبير من حياتي المهنية، إلى أن وصلت ما وصلت إليه اليوم.

جزاك الله عني كل خير، وأسأل الله أن يغفر لك ويتغمدك بواسع رحمته، ويلهم أهلك وذويك الصبر والسلوان، وأن يسكنك الفردوس الأعلى وأن يتجاوز عنك بلا حساب ولا سابق عذاب.

استودعتك الله يا العزيز..

حمد بدر الأذينة