بالهمس

لمن يأتي بعدي

28 مايو 2025 10:00 م

رغم التحذيرات شديدة اللهجة التي تلقيتها مسبقاً... بعدم تكوين صداقات بالعمل والاكتفاء بالأحاديث الرسمية وأن ما تقوله الزميلات أمامي من كلام معسول هو أشبه بالطعنات في غيابي... وأن أماكن العمل متخمة بالدسائس والشللية.

كان الأمر مختلفاً مع فاطمة.

فاطمة التي حتى الرمق الأخير أفنت حياتها كلها في تربية أبنائها والتي تنفق كل ما تملكه من أجلهم... رغم وجود أبيهم على قيد الحياة، إلا أن وجوده والعدم سيان...

كانت صلة الوصل بيني وبين المدير وأعادت المياه لمجاريها.

فاطمه علّمتني أنّ الخير ما زال موجوداً في الناس وان لو خليت خربت.

فاطمة تذوب كالشمعة فعلياً فكثيراً ما أراها تنسى نفسها في سبيل أبنائها أو العمل.

وأنا التي سريعاً ما أحزن هي تعيدني للحياة في كل مرة. وأنا أستطيع شدها بقوه للأمام واعلمها معنى الحزم أحياناً...

ربما هي الحياة تعلمنا التوازن وتهدينا ما نحتاجه! وأنا التي كنت أرفض المشاركة وكنت أرى وجود موظف آخر معي مدعاة للقلق والتوتر...

أنا اليوم أتعلم بان الخير ما زال موجوداً في البشر وان لو خليت خربت...

فاطمة تقول كثيراً سأرحل قريباً في غضون سنة أو سنتين... لكنها أشد ما تكون حرصاً على تعليمي وخلق صف ثانٍ مؤهل... هي تقول هذا الكرسي ليس لي... وإنما لمن يأتي بعدي...

تمنيتُ كثيراً أن يستوعب الدرسَ المتمسكون بالمناصب.