تقرير / 40 سنة من الفرنكوفونية: اللغة الفرنسية تنتشر بفضل أفريقيا

1 يناير 1970 12:27 م
باريس - ا ف ب - يحتفظ الناطقون باللغة الفرنسية بمعنويات عالية اليوم، لمناسبة الذكرى الاربعين لمنظمتهم الدولية، اذ ان هذه اللغة التي غالبا ما يقال انها في تقهقر، ليست في حال سيئة وهي مدينة بذلك بالخصوص الى نمو افريقيا الديموغرافي.
وقال الكسندر وولف مسؤول مرصد اللغة الفرنسية في منظمة الفرنكوفونية الدولية ان «الارقام التي سننشرها في سبتمبر حول اللغة الفرنسية خلال العام بمناسبة قمة الفرنكوفونية المقبلة في مونترو في سويسرا ستظهر تقدما واضحا مقارنة بـ2007».
وفي الوقت الراهن، يقدر عدد الناطقين بالفرنسية في العالم بنحو مئتي مليون الامر الذي يجعل منها تاسع لغة مستعملة في العالم.
ويعيش نصف المئتي مليون (96.2 مليون) في افريقيا، تلك القارة التي تملك اكبر خزان لانتشار اللغة الفرنسية.
وتفيد التوقعات ان تزايد مكافحة الامية بين الافارقة ونموهم الديموغرافي يدفعان الى ترقب ارتفاع عدد الفرنكوفونيين في العالم الى 700 مليون سنة 2050.
لكن هذا النمو المبرمج ضعيف لان اللغة الفرنسية في كل انحاء افريقيا هي اللغة الثانية، يدرسها الاطفال في المدارس ولا يتعلمونها في بيوتهم. وقد يؤدي تغيير سياسي على مستوى الدولة الى الحد من انتشارها.
وقال وولف ان «الفرنسية ليست اللغة الام الا في بعض البلدان مثل فرنسا وبلجيكا الفرنكوفونية وسويسرا الرومندية وبعض الاقاليم الكندية بما فيها كيبك ولوكسمبورغ وموناكو اي نحو 75 مليون شخص».
وفي حين يدفع تزايد عدد الناطقين بالفرنسية في شكل عام الى التفاؤل، لا بد من الاقرار بان مكانة الفرنسية في المؤسسات الدولية في تراجع مستمر لمصلحة اللغة الانكليزية لا سيما في الاتحاد الاوروبي.
واعتبر وولف ان «اقل من ربع وثائق العمل الاصلية تصل باللغة الفرنسية بينما كانت تمثل النصف قبل عشرين سنة».
لذلك، تحرص منظمة الفرنكوفونية في كل الهيئات الكبرى على احترام تعدد اللغات بما فيها الفرنسية.
واعلن الكندي من كيبك كليمان دوهيم الذراع اليمنى للامين العام للمنظمة الفرنكوفونية الرئيس السنغالي السابق عبد ضيوف «اننا ندعو الى العمل ضمن مجموعات من سفراء (الدول الفرنكوفونية) في المحافل الدولية من اجل الضغط».
وتضم منظمة الفرنكوفونية 56 دولة عضوا و14 دولة بصفة مراقب اي ما مجموعة سبعون، وينتمي 26 من الاعضاء الى القارة الافريقية بما فيها شمال افريقيا باستثناء الجزائر.
ويقوم الدعم المالي بالخصوص على فرنسا، وتأتي في المرتبة الثانية كندا واقاليمها الفرنكوفونية.
وحرصا منها على التوازن، لم تعين فرنسا ابدا احد مواطنيها رئيسا للمنظمة مع انها تبقى العمود الفقري للفرنكوفونية.
وقبل ضيوف كان الديبلوماسي المصري بطرس بطرس غالي (1997-2002) يتولى منصب الامين العام.
وكانت باريس اصلا متحفظة عن انشاء «كومنولث فرنسي» قد يذكر بمناخ امبراطورية استعمارية.
وتأسست المنظمة في العشرين من مارس 1970 بمبادرة من الرؤساء ليوبولد سيدار سنغور (السنغال) والحبيب بورقيبة (تونس) وحماني ديوري (النيجر) والامير شيهانوك (كمبوديا).
ولكن قبل ذلك بكثير تجمع كتاب (1926) ثم صحافيون (1950) وجامعيون وبرلمانيون في جمعيات انضمت اليوم الى منظمة الفرنكوفونية الدولية. وبمناسبة الذكرى الاربعين لتأسيس المنظمة، يستقبل عمدة باريس برتران دولانويه الجمعة والرئيس نيكولا ساركوزي السبت كلا على حدة عبدو ضيوف ومساعديه في منظمة الفرنكوفونية.