ترامب يُندّد بـ«جنون» بوتين... وبـ «مشاكل فم» زيلينسكي

الهجمات الروسية الأكبر على أوكرانيا... هل هي ردّ على محاولة لاغتيال بوتين؟

26 مايو 2025 10:00 م

انتقد الرئيس الأميركي دونالد ترامب نظيره الروسي فلاديمير بوتين، الذي «جنّ جنونه»، رافعاً النبرة ضدّ موسكو بعد سلسلة من الهجمات الأعنف والأكبر على أوكرانيا، رغم الدعوات إلى وقف لإطلاق النار. كما وبخ الرئيس فولوديمير زيلينسكي، الذي «يسبب مشاكل».

وبث ترامب منشوره، تزامناً مع استيقاظ الأوكرانيين على هجوم جوي روسي لليلة الثالثة على التوالي، وسماعهم لأزيز طائرات مسيرة تحوم حول منازلهم ودوي انفجارات ناتج عن دفاعات جوية، لساعات، بينما كشفت موسكو، أن مروحية بوتين علقت قبل أيام، في «مركز» هجوم أوكراني ضخم بطائرات مسيرة أثناء زيارته الأولى لمنطقة كورسك، منذ استعادة موسكو السيطرة عليها.

وصرح قائد فرقة الدفاع الجوي الجنرال يوري داشكين، لقناة «روسيا 24»، بأن طائرة بوتين شاركت في «معركة دفاع جوي» بعد «هجوم أوكراني غير مسبوق بطائرات مسيرة»، الأسبوع الماضي.

وقال إن القوات الروسية «أجرت معركة دفاع جوي لضمان سلامة تحليق المروحية الرئاسية في الجو».

وأكد تدمير مسيرات أوكرانية خلال العملية، مضيفاً «أُنجزت المهمة. جرى صد هجوم طائرات العدو المسيرة، وضرب كل الأهداف الجوية».

ولم يكشف الكرملين عن الزيارة علناً إلا بعد مغادرة الرئيس الروسي، المنطقة.

ويُعتقد أن بوتين كان يستقل مروحية من طراز Mi-17، وهي نسخة مطورة من Mi-8 التي تعود إلى الحقبة السوفياتية.

منطقة عازلة

وخلال الزيارة، أمر بوتين بإنشاء منطقة عازلة بشكل سريع لتجنّب تكرار سيناريو التوغّل الأوكراني.

وتقع منطقة سومي الأوكرانية مقابل كورسك، وتمتد الحدود بينهما لمسافة 275 كيلومتراً.

وسيطر الجيش الروسي على بعض البلدات في منطقة سومي، أهمها بلدة يونا كوفكا الإستراتيجية، التي تمثّل معبراً حيوياً ومحوراً لوجستياً.

«جنّ جنونه»

من جانبه، كتب ترامب على شبكته الاجتماعية «تروث سوشال»، «كانت لدي دائماً علاقة جيدة جداً بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لكنّ شيئاً ما أصابه. لقد جنّ جنونه».

وأضاف «قلت دائماً إنه يريد أوكرانيا كلها وليس جزءاً منها فقط، وقد يتضح أن هذا صحيح، ولكنه إن فعل ذلك، فسيؤدي الأمر إلى سقوط روسيا».

غير أن تصريحات ترامب تبقى فضفاضة إزاء أيّ تدبير ملموس يستهدف روسيا. واكتفى بكلمة «قطعاً» ردّاً على سؤال حول إمكان تشديد العقوبات الأميركية.

وهو لم يخف امتعاضه من زيلينسكي، قائلاً «كل ما يخرج من فمه يسبب مشاكل، لا أحب ذلك، ومن الأفضل أن يتوقف».

«عبء عاطفي»

ورداً على تعليقات ترامب، شكر الكرملين الشعب الأميركي وترامب شخصياً على المساعدة في إطلاق مفاوضات السلام، لكنه أشار إلى أن ترامب وآخرين «ربما يكونون مثقلين بعبء عاطفي».

وقال الناطق ديمتري بيسكوف «هذه لحظة حاسمة للغاية، والتي ترتبط بالطبع بالعبء العاطفي الزائد على الجميع بشكل مطلق وردود الفعل العاطفية».

وأعلن بيسكوف، من ناحية ثانية، أن العمل مستمر بشكل جاد على مقترح روسيا بشأن اتفاق سلام محتمل لإنهاء الحرب، مضيفاً أنه لم يتم تقديم مسودة بعد.

«ضغط القوة»

من جانبه، لم يتطرق زيلينسكي، في منشور على منصة «إكس»، مباشرة إلى انتقادات ترامب، لكنه قال إن العالم يبذل في ما يبدو جهداً أكبر في الحوار مع بوتين مقارنة بممارسة ضغط حقيقي على الرئيس الروسي.

وشدد على أنه لا يمكن كبح جماح روسيا إلا بالقوة، ودعا مجدداً إلى فرض عقوبات جديدة عليها.

رقم قياسي

ميدانياً، أعلن سلاح الجو الأوكراني، أن «العدو شن هجوماً باستخدام 364 قذيفة هجومية جوية»، بما فيها 355 مسيّرة مقاتلة ومسيّرات تمويه، وهو رقم قياسي منذ فبراير 2022، بالإضافة إلى تسعة صواريخ كروز.

وتحدث عن إسقاط الصواريخ التسعة و233 مسيّرة، في حين تمّ تشويش مسار 55 مسيّرة أو أنها سقطت من دون أضرار.

وألحقت المقذوفات الروسية أضراراً بخمسة مواقع، فيما تساقط حطام في 10 أماكن.

وأكّد الكرملين من جهته، أن القصف الأخير أتى «ردّاً» على هجمات المسيّرات الأوكرانية على الأراضي الروسية.

والهجوم الروسي هو الأكبر في الحرب من حيث عدد الأسلحة المستخدمة رغم سقوط أعداد أكبر من القتلى في هجمات أخرى.