في وقت طلبت الإدارة الأميركية من إسرائيل، تأجيل الاجتياح العسكري الشامل لغزة، وإتاحة الفرصة للتوصل إلى صفقة لتبادل الأسرى، أدخل جيش الاحتلال، كل ألوية المشاة والمدرعات النظامية إلى القطاع، في خطوة تعكس نية واضحة لتوسيع «حرب الإبادة»، التي أدت إلى استشهاد أكثر من 950 طفلاً خلال شهرين فقط، بحسب وكالة «الأونروا».
وأفادت صحيفة «جيروزاليم بوست» نقلاً عن مصدرين مطلعين، الأحد، بأن واشنطن طلبت تأجيل العملية الشاملة والسماح باستمرار المفاوضات بالتوازي مع العمليات العسكرية الجارية حالياً، لإعطاء الفرصة للمفاوضات بشأن اتفاق لإطلاق الرهائن.
ورغم أن الاحتلال يُنفذ حالياً هجمات ضارية، أوضح مسؤولون أنه بمجرد بدء العملية البرية الشاملة، فإن إسرائيل لن تنسحب من المناطق التي ستدخلها حتى لو تم التوصل لاتفاق.
وفي السياق، أشار الجيش إلى دخول «لواء المظليين» القطاع خلال الساعات الأخيرة، لينضم إلى الهجوم على خان يونس جنوباً تحت قيادة «الفرقة 98».
وأكد في بيان، أن كل ألوية المشاة والمدرعات النظامية التابعة له موجودة داخل القطاع ويشارك إلى جانبهم عدد قليل من ألوية الاحتياط في مناورة غزة.
يأتي ذلك بعد ساعات من كشف الإذاعة الرسمية عن استعداد الجيش لتعزيز قواته من خلال خطة تقضي بإدخال 5 فرق عسكرية للسيطرة الكاملة على القطاع.
وفي غزة، ذكر المكتب الإعلامي الحكومي في بيان، أن إسرائيل تفرض سيطرتها على 77 في المئة من القطاع المدمر «عبر التطهير العرقي والإخلاء القسري والإبادة الجماعية الممنهجة، ضمن مساعيها»لإعادة رسم الخريطة السكانية بالقوة.
وفي اليوم الـ69 من«حرب الإبادة»، استشهد وأصيب عشرات المدنيين، ما يرفع عدد الشهداء إلى 53901 والجرحى إلى 122593 منذ 7 أكتوبر 2023، في وقت يتعاظم خطر المجاعة.
وذكرت وزارة الصحة أن عدد الشُّهداء الصَّحافيين ارتفع إلى 220 صحافياً، بعد استشهاد حسان مجدي أبووردة، مدير وكالة «برق غزة» الإخبارية مع عدد من أفراد عائلته في منطقة جباليا النزلة شمال غزة.
إلى ذلك، حذّر برنامج الأغذية العالمي، من أن العائلات الفلسطينية لا تزال على شفا المجاعة، وثمة حاجة إلى تدفق يومي ومستمر لشاحنات المساعدات.
وأكد أن السماح بدخول المساعدات هو الخطوة الأولى، وثمة حاجة إلى توفر إمكانية نقل وتوزيع الغذاء بـ«أمان ومن دون تأخير».
وذكرت «الأونروا»، في منشور على «فيسبوك»، أمس، أن «الأطفال في غزة يتحملون معاناة لا يمكن تصورها»، لافتة إلى أنهم «يتضورون جوعاً ونازحين ويتعرضون لهجمات عشوائية»، مشددة على ضرورة حماية الأطفال.
وفي شأن متصل، نقل موقع «أكسيوس» عن مسؤول إسرائيلي، أن «وقف المساعدات عن غزة كان خطأ فادحاً وارتكب لأسباب سياسية داخلية».
في سياق ثانٍ، أعلن رئيس الوزراء المالطي روبرت أبيلا، أن «حكومته ستعلن رسمياً الاعتراف بدولة فلسطين خلال مشاركتها في مؤتمر السلام الذي سيعقد في الأمم المتحدة بمبادرة من السعودية وفرنسا بين 17 و20 يونيو».
تحالف من 32 دولة يُخطّط لدخول غزة سيراً على الأقدام
في خُطوة تُعدّ الأولى من نوعها، أعلن ائتلاف من نقابات وحركات تضامن ومُؤسّسات حقوقية دولية من نحو 32 دولة، إطلاق مبادرة «المسيرة العالمية إلى غزة» لدخول القطاع سيراً على الأقدام، استجابة للوضع الإنساني الكارثي الذي يعيشه السكان في ظل حصار إسرائيلي منذ نحو 20 شهراً.
وقال رئيس التحالف الدولي ضد الاحتلال سيف أبوكشك، إن «أهداف المسيرة ترتبط بشكل مباشر بإيقاف الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني، والسعي لإدخال المساعدات الإنسانية بشكل مباشر وفوري، مع المطالبة بوقف الحصار».
وأضاف لـ «الجزيرة نت»، أن المشاركين من خلفيات متنوعة، وأغلبهم من أبناء الدول الغربية وليسوا فقط من الجاليات العربية والإسلامية، لافتاً إلى أن عدد المهتمين بالمشاركة تجاوز حتى الآن 10 آلاف شخص، وأن مجموعات العمل قُسِّمت جغرافياً لضمان الترتيب اللوجستي الفعّال والتواصل الإعلامي بكلّ اللغات.
ووضع المُنظّمون للمسيرة أهدافاً عدة، في مُقدّمها مُحاولة انتشال سكان القطاع من المجاعة.