مؤتمر / صالح الرشيدي: «الجليس»... مشروع تنموي غير ربحي يديره الشباب الكويتي

دشنت شركة انجاز العالمية للنشر صباح الأربعاء الماضي مشروع «الجليس»لإحياء الثقافة للموسم الأول 2010، الذي يقام تحت رعاية «مكتبة البابطين»، و«كاريبو كوفي»، وهو مشروع كويتي غير ربحي يديره مجموعة من الشباب الكويتي المحب للثقافة ويؤمن بان مسؤولية إحياء الثقافة ليست مقتصرة فقط على مؤسسات الدولة.
وقال رئيس مشروع «الجليس» صالح بشير الرشيدي في المؤتمر الصحافي الذي عقد الأربعاء الماضي بهذه المناسبة أن مشروع الجليس، الذي أطلقته شركة إنجاز العالمية للنشر والتوزيع، جاء عندما رأينا الحاجة عند شريحة كبيرة من المجتمع الكويتي ممن يحبون القراءة والكتابة ويرغبون في مشروع تنموي يحتضنهم ويتبنى أعمالهم الفكرية، ومن هنا جاءت فكرة مشروع « الجليس» وكلمة الجليس جاءت من بيت مشهور للمتنبي الذي قال فيه: وأعز مكان في الدنا سرج سابح وخير جليس في الزمان كتاب. فالجليس هو الكتاب وهو المشترك ما بين القراء الذين يقرؤون الكتاب وما بين الكتّاب الذي يكتبون الكتاب وكلمة جليس أي صاحب وهذا ما ينبغي أن يشعر به القرّاء والكتّاب بأن الكتاب هو صاحب قريب. وأضاف الرشيدي أن مشروع الجليس لديه هدفان الأول هو التشجيع على القراءة، والهدف الثاني هو التشجيع على الكتابة. ففي الهدف الأول استخدمنا أداة فاعلة وهي نوادي القراءة وهي تستقطب محبي القراءة في الكويت وأما الهدف الثاني وهو التشجيع على الكتابة فاستخدمنا فيه أداة مسابقة الجليس الأولى لأفضل مقال وهي سهلة وميسرة للكثير من الشباب. مشيرا الى أن مشروع الجليس ينظر الى الأهداف الايجابية والجزء المشرق وهو القراّء والكتّاب ونركز عليهما حتى يزداد الجانب المشرق في المجتمع الكويتي. ونحن نؤمن أن في الكويت الكثير من القراء والكتّاب الشباب والدليل هو من يقرأ الصحف والمجلات؟ ومن يقرأ الكتب التي تصدرها دور النشر؟ ومن يقرأ المدونات الإلكترونيات؟ إذاً هناك الكثير من الشباب المحب للثقافة ولكن يحتاج الى من يهتم به.
وأوضح الرشيدي خلال المؤتمر أن أنشطة مشروع الجليس ستحتوي على زيارات في كليات جامعة الكويت، وجامعة الخليج، والجامعة الأميركية وأيضا تنظيم دورتين تدريبيتين في التمتع بالقراءة وفن كتابة المقال، ولقاءات نوادي القراءة لهذا الموسم في مكتبة البابطين وقهوة كاريبو.
من ناحيتها، قالت المدير العام لمكتبة البابطين المركزية للشعر العربي سعاد عبد الله العتيقي: «ان مشروع «جليس» دعوة طيبة من أجل تنمية الثقافة والمعرفة، مشيرة إلى انه ومن منطلق توجيهات رئيس مجلس إدارة المكتبة الأستاذ عبد العزيز سعود البابطين، فإننا نسعى دائماً في مكتبة البابطين المركزية للشعر العربي إلى إرساء قواعد المعرفة والثقافة لدى شباب اليوم وجيل المستقبل، بالقدر الذي يكفل لهم تنمية ثقافية متميزة ومعرفة علمية تساعدهم على السير قدماً في طريق التقدم والتطور. ومن هذا المنطلق جاء الحرص على رعاية مشروع الجليس إحياءً للثقافة واستزادة للمعرفة لدى الشباب، وإننا في مكتبة البابطين المركزية للشعر العربي، قد وضعنا إستراتيجية إنمائية وخطة متكاملة لدعم ورعاية هذا المشروع الثقافي الوطني، من خلال ضوابط مقننة وآلية قابلة للإنجاز وذلك بتوفير جميع سبل المساعدة التقنية ووسائل الاتصال الحديثة من أجل تفرغهم، للحصول على كل متطلبات المعرفة الثقافية الحديثة.
وأضافت العتيقي انه تأكيداً على دعم المكتبة ورعايتها لهؤلاء الشباب فقد أتاحت للأعضاء والمهتمين بالتنمية الثقافية الذاتية، مكاناً رحباً فيه كل الصفات التي تتيح للقارئ أوعية معرفية متعددة في جو من الهدوء والتركيز المطلوبين، إضافة إلى ما يقدمه فريق الخدمة المرجعية لهم من عون ومساعدة.مؤكدة أن الشباب يحتاج إلى المعرفة ولا يتأتى ذلك إلا بالقراءة فمن لا يقرأ لا يعرف - وهذا ما جعلنا نؤكد بأن خير جليس في الزمان كتاب هذه المقولة التي أكد عليها المتنبي من جانب ونسعى بأن تكون رسالة للشباب.متمنية للقائمين على هذا المشروع من الشباب التوفيق والنجاح.
«كاريبو كوفي»
بدوره أكد مدير عام «كاريبو كوفي» حمد الساير... أن دعم مشروع «الجليس» يستهدف المساهمة في إشعال شمعة المعرفة والعلم لننير بها على مجتمع بلدنا. مشيرا إلى أن «كاريبو كوفي» جزء لا يتجزأ من هذا المجتمع، وقال: «إنه من الواجب علينا المشاركة في دعم هذه المشاريع، وأنه فخر لنا أن نكون أحد الرعاة الرسميين لهذا الحدث لاكتشاف المواهب المكمونة للشباب الكويتي، إيمانا منا بأن تنمية حب القراءة والكتابة مقرونة بتنمية المجتمع واقتصاد البلد». لافتا إلى أن عدد أفرع «كاريبو كوفي» في الكويت 28 فرعا ستسخر جميعها لتسويق المشروع وتخصيص مكان لاجتماع نوادي القراءة وتوفير كافة وسائل المساعدة مثل الانترنت وطاولة اجتماعات وغيرها. وثمن الساير جهود القائمين على هذه المبادرة.
من جانبه، قال رئيس نوادي القراءة حمد الزمامي: «ان نوادي القراءة في مشروع الجليس هي تجربة فريدة من نوعها في العالم، مشيرا الى انه حسب المعلومات المتوافرة وقبل الانطلاقة الرسمية للمشروع تم تأسيس 15 نادي قراءة يحتوي على أكثر من 60 عضوا يقرأ بصفة مستمرة،وهذا مؤشر واضح على وجود شريحة كبيرة من محبي القراءة في الكويت.مبينا انه من صفات نوادي القراءة في مشروع الجليس أن أعضاء النادي يختارون الكتب التي يرغبون في قراءتها ولكل ناد هويته ومجال قراءته وتفضيلات شخصية يتفق عليها أعضاء النادي الواحد.
وأضاف الزمامي أن من فوائد ارتباط النوادي بالجليس وجود شبكة علاقات مع رؤساء النوادي، والكتّاب والمثقفين،والمتخصصين في مجال النشر. بالإضافة إلى التعلم المستمر حيث يقدم الجليس دورات تدريبية في مجال القراءة والكتابة بشكل مستمر اعتمادا على الطرق الجديدة لإدارة نوادي القراءة والتمتع بالقراءة. وأيضا عندما يكون هناك أماكن شاغرة في النادي يقوم الجليس بجلب أعضاء جدد للنادي، وكذلك ما يميز نوادي القراءة في المشروع هو الظهور إعلاميا من خلال تعاون مشروع الجليس مع الجهات الإعلامية المختلفة.إضافة إلى ذلك وجود وسائل تحفيز مادية ومعنوية بالإضافة إلى حوافز أخرى مقدمة خصيصا لنوادي القراءة في مشروع الجليس.
من ناحيته، أعلن رئيس مسابقة «الجليس» لأفضل مقال طلال عثمان الخضر عن إطلاق مسابقة الجليس الأولى لأفضل مقال، وانتشرت حملتها الإعلامية في الانترنت بين المدونات والمنتديات و« الفيس بوك»، وفي الجامعات والكليات من خلال التواجد فيها وعرض فكرة المشروع داخل القاعات الدراسية.
وأوضح الخضر أن هذه المسابقة خصصت للشباب بين 18 - 25 سنة، ويتم تقييم مقالاتهم بناءً على المعايير النقدية العلمية للمقال التي تقيّم طريقة وأسلوب تناول الموضوع بغض النظر عن اختلاف وجهات النظر وعن موضوع المقال وتقوم بذلك لجنة تحكيم تتكون من أساتذة في نقد وكُتّاب في الصحف وهم د.ساجد العبدلي ود.عبد المحسن الطبطبائي ود. أسماء السمحان، مبينا أن هذه المسابقة تهدف إلى تشجيع الأقلام الشابة وإبرازها من خلال طباعة كتاب يضم أفضل 100 مقال مشارك في المسابقة.وكذلك نشر ثقافة المقال المميز الذي يقوم على معايير رقي اللغة وتناسب الاستشهادات مع الأفكار وتطابق الأسباب مع الاستنتاجات وطريقة عرض الموضوع بعيد عن اللانصاف والشخصنة والمبالغة، كما أن الهدف الآخر لهذه المسابقة هو تشجيع الشباب على التعبير بحرية في طرح الآراء،لافتا إلى أن المسابقة تستقبل المشاركات من خلال موقع الجليس www.jalees.org حتى 15يونيو المقبل ثم يتم إعلان النتائج في ما بعد.