رغم تزايد الانتقادات الخارجية المنددة بسفك الدماء يومياً في غزة، تواصل إسرائيل هجومها الوحشي على القطاع المحاصر والمدمر والجائع، حيث أسفرت غاراتها الجوية خلال الساعات الـ 48 الماضية، عن استشهاد أكثر من 100 فلسطيني، إضافة إلى عشرات المصابين والمفقودين تحت الأنقاض.
وبينما اعترف رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، خلال مشاورات أمنية، بأن «الضغوط تتزايد من جانب أوروبا وواشنطن... ومن دون دعم لا يمكن استمرار الحرب»، اعتبر مسؤولون إسرائيليون، أن المفاوضات استنفدت نفسها، وأن المرحلة التالية أصبحت واضحة، «إذا لم تكن هناك مفاوضات، فستكون حرباً».
وتطرق نتنياهو لتحذيرات واشنطن في شأن المجاعة واستمرار الحرب، مضيفاً «قالوا لنا إن علينا أن نقرر إلى أين ستكون وجهتنا».
ومساء الثلاثاء، أعلنت تل أبيب أنها استدعت كبار مفاوضيها في ملف الأسرى من الدوحة، «للتشاور».
داخلياً، وصف رئيس الوزراء السابق إيهود أولمرت، في مقابلة مع إذاعة «بي بي سي» ما تفعله إسرائيل في غزة بأنه «قريب جداً من جريمة حرب».
وفي موقف مماثل، أكد وزير الدفاع السابق موشيه يعالون مجدداً أن الحكومة «ترتكب جرائم حرب».
ورأى أن قتل المدنيين الفلسطينيين «ليست هواية بالتأكيد، بل أيديولوجية مسيانية (مفهوم يرى فيه اليهود تفوقهم الروحي والسياسي على الشعوب الأخرى) وقومية وفاشية».
وأشار إلى أن من منع إطلاق الأسرى منذ بداية الحرب، هذه الحكومة الإسرائيلية «المختلة».
خارجياً، كشف مصدر مقرب من الرئيس الأميركي، أن دونالد ترامب «يريد التوصل لاتفاق في غزة، لكن نتنياهو غير مستعد»، مشيراً إلى إحباطه من رئيس الوزراء.
وفي الفاتيكان، دعا البابا ليو الرابع عشر، إلى السماح بدخول مساعدات إنسانية «كافية» إلى غزة و«وضع حد للقتال الذي يدفع ثمنه الباهظ الأطفال والمسنون والمرضى».
وأتى نداء البابا فيما اتهمت منظمة «أطباء بلا حدود» غير الحكومية إسرائيل، بالسماح بدخول مساعدة «غير كافية بشكل مثير للسخرية» إزاء حاجات القطاع، مؤكدة أن ذلك يظهر «نيتها تجنب اتهامها بتجويع الناس في غزة، بينما في الواقع هي تبقيهم بالكاد على قيد الحياة».
تزايد حدة النيران
ميدانياً، أفادت القناة 12، أمس، بأن تزايد حدة النيران في غزة مسألة أيام معدودة أو حتى ساعات، بسبب الضغوط الخارجية والخطر على حياة الأسرى.
ونشرت خريطة لآخر 24 ساعة، أوضحت من خلالها أن الجيش يسيطر على أكثر من 50 في المئة من أراضي القطاع، في قسم منها يسيطر عملياتياً، بينما تشهد غالبية الأراضي المتبقية تواجداً فقط للقوات، وفي جميعها لا يوجد فلسطينيون، إذ إنهم يتنقلون بين مناطق مختلفة مثل مدينة غزة ومخيمات المحافظة الوسطى والمواصي وخان يونس.
وبحسب إذاعة الجيش فإن أعداد القوات المقاتلة زادت، بعد انضمام 3 ألوية نظامية إضافية ليل الثلاثاء - الأربعاء، إلى عملية «عربات جدعون».