سلطان حمود المتروك / حروف باسمة / أماه ها أنذا رجعت
1 يناير 1970
08:00 ص
الأم ذلك الصوت الحنون الذي إذا وقع على أعصاب الأذن سبب الإحساس بسماع أحلى الأمنيات، وهي ذلك النغم الحنون الذي إذا ما وقع على القلب أنعشه وأحياه وفتح أمامه دروب متعددة من الأمل، والأم هي ذلك النبض الذي يدفع الأبناء إلى أن يدقوا أبواب الازدهار بقوة ويسلكوا دروب الخير بوثوق مبارك من الله، ومستلهم من نصح القلب الكبير وارشاده.
أماه لو كانت الجنان موقعها
من تحت رجليك فيما ينقل الخبرُ
فما بصدركِ من خير ومن كرمٍ
يظل أكبرُ مما تحدس الفكرُ
ونحن عزيزي القارئ في هذا اليوم، يوم عيد الأم، فماذا عسانا أن نقول لأمهاتنا اللاتي انتقلن إلى رحمة الله؟ وماذا نقول لأمهاتنا الكبيرات في العمر اللاتي يعشن في أوساطنا؟ وماذا نقول لأمهات هذا الجيل؟
نسأل الله الرحمة للاتي انتقلن إلى رحمة الله، وطول البقاء لأْمهاتنا بركة هذه الأرض اللاتي يعشن في أوساطنا ونقول لهن سلمت أيديكن اللاتي مجلت من إدارة الرحى، وضرب الملابس، وكذلك ضرب الهريس، وسلمت رؤوسكن تلك الرؤوس التي وضعت عليها بقشة الغسيل وزبيل مشتريات السوق، وسلمت تلك العيون التي سهرت لتراقب أبناءها وتسهر على راحتهم.
النجم مل وما ملت شفاهكِ
من تلك المواويل حتى يطلع السحرُ
هذه أمهاتنا، فأين أمهات هذا الجيل من أبنائهن؟ هل يقدمن لهم أسباب الراحة والاطمئنان، أم هل يسهرن على راحة الأبناء؟ أم هل يقمن بالاشراف على غذاء أطفالهن وتغذيتهم؟ أم يضعن أطفالهن في أيدٍ غير أمينة.
عزيزي القارئ والله لست أدري!
التحية لجميع الأمهات في يوم عيد الأم، ونتمنى لجميع أمهات هذه الديرة الحبيبة أن يقتبسن هدى من مسيرة أمهات الماضي حتى يعشن في مجتمع تكتنفه الرحمة وتسوده الشفقة.
وصدق الأديب:
أماه ها أنذا رجعت فنامي
موفوة الآمالِ والأحلامِ
مازلتِ يقظة لا ينم بخاطرٍ
منكِ النعاس وأنتِ بين نيامي
تتصنعين الوهم من خطوي
إذا حمل الهواء صدى من الأقدامِ
وترينني الطفل الصغير ترعينهُ
بالعطفِ رغم شهادة الأعوامِ
سلطان حمود المتروك
كاتب كويتي