الحمد لله، الذي لا يحمد على مكروه سواه، أقول الحمد لله فأخيراً تم تشغيل شاشات التعليمات التي زرعتها وزارة الداخلية مشكورة في بعض الشوارع، والتي انتظرناها طويلاً طويلاً، لتدشن بدايتها، وأعتقد أنه نهايتها، لتنبه السائقين ليأخذوا حذرهم من أخطاء الآخرين، مشكورين يا وزارة الداخلية على هذا الحرص وذلكم الاهتمام، فمن دونكم لا نعرف كيف سيكون حالنا؟، ولولا توجيهاتكم السديدة لما استطعنا تذوق معنى للحياة.
الحمد لله، اكتشفت أخيراً أن تلك الشاشات العملاقة البشعة المنظر تعمل دون مشاكل فنية أو تقنية، فالأمر ليس كما توهمته من البداية، فقد كنت أظن أن المسألة تنفيع في تنفيع، ولكن وزارة الداخلية، وهي الأم الرؤوم الحنون، أرادت أن تفاجئنا بها خلال أسبوع المرور الخليجي الموحد، ومن حرصها علينا أخذت تنصحنا وبدأت بتوعيتنا، لأننا شعب أهوج، لا يعرف أبجديات قيادة السيارات، وما ترونه من زحمة وحوادث ومهرجانات التقحيص الليلية للمستهترين ليس للداخلية ودورياتها ورجالاتها الأبطال أي دخل، فقد بُحَّت الأحبال الصوتية للعقيد محمد الصبر وهو ينصح ويوجه، جزاه الله خيراً، دونما فائدة، فالعلة فينا نحن.
الحمد لله، فمهما حدث من ارتباكات مرورية يومياً، نحن مؤمنون بالقضاء والقدر، كما أننا مؤمنون بالاستعداد الكامل لأرتال وأبطال وزارة الداخلية التي تتواجد أمام الدوارات وإشارات المرور يومياً أثناء الفترة الصباحية، لتسهل حركة المرور، خصوصاً كبار المسؤولين أثناء الأسبوع المروري الخليجي الموحد، ولا تقولوا لي انها لزوم عدسات الكاميرات، فهذا افتراء واتهام في غير محله، كما أنه كلام فارغ، لا يقوله إلا حاقد حاسد.
لا أدري لِمَ تذكرت أفراد وزارة الداخلية وهي تقف يومياً على الدوارات الرئيسية لمملكة البحرين عندما كنت أدرس هناك للماجستير، لتتدخل في الوقت المناسب، بينما لدينا يقف رجل المرور معترضاً بسيارته في دوار الشيراتون ليسبب ازدحاماً إضافياً نحن في غنى عنه.
لا أدري وأنا في أسبوع المرور الخليجي الموحد لِمَ تذكرت شاشات شوارع دبي، وعليها إرشادات عن زحمة الشوارع، واقتراحات بديلة للطرق، ولم أعلم وقتها سبب تشغيل شاشاتهم الإرشادية طوال أيام العام، وتعطل شاشاتنا العملاقة البشعة، والتي اكتشفت بالمصادفة أنها تعمل، وما فيها إلا كل خير، أثناء أسبوع المرور الخليجي الموحد. وخليجنا واحد.
د.عبداللطيف الصريخ
مستشار في التنمية البشرية
[email protected]