«العلوم الجينية تحمل آمالاً واعدة لعلاج الأمراض الوراثية المستعصية»

العوضي: موقف متزن للتعامل مع استخدام الذكاء الاصطناعي في التلاعب الجيني

17 مايو 2025 10:00 م

- الجارالله: أمام العالم تحديات بالغة الخطورة بتقاطع الذكاء الاصطناعي مع علوم الجينات
- قطب مصطفى: أهمية التزام مؤسسات الفتوى بالقرارات المجمعية في شأن الجينوم البشري

عقدت المنظمة الإسلامية للعلوم الطبية مؤتمرها الدولي الـ17 (البصمة الوراثية وتحرير الجينات في عصر الذكاء الصناعي.. رؤية إسلامية) تحت رعاية سمو ولي العهد الشيخ صباح الخالد، وحضور وزير الصحة الدكتور أحمد العوضي.

وفي كلمة ألقاها نيابة عن سمو ولي العهد، قال الوزير العوضي إن «اختيار موضوع المؤتمر يُعد انعكاساً لوعي مؤسساتنا العلمية والفقهية بعمق التغيرات المتسارعة التي يشهدها العالم في زمن تتقاطع فيه بعض معطيات الذكاء الاصطناعي مع القيم الإنسانية والضوابط الشرعية وتتشابك فيه القدرات التقنية مع مسؤولياتنا الأخلاقية والاجتماعية».

وأضاف العوضي أن العلوم الجينية أصبحت من ركائز الطب الحديث، إذ تحمل آمالاً واعدة لعلاج الأمراض الوراثية المستعصية، لكنها في الوقت نفسه تثير تساؤلات دقيقة حول مشروعية التدخل في خلق الإنسان وتعديل صفاته الوراثية، مؤكدًا الحاجة إلى نقاشات مؤسسية رصينة تحيط بهذه القضايا من جوانبها الشرعية والعلمية والأخلاقية.

وأوضح أن الذكاء الاصطناعي بات يتقاطع مع القيم الإنسانية والضوابط الشرعية، ويستوجب وقفة تأملية تجمع بين الرؤية الأخلاقية والمصلحة العلمية، لافتا الى أن اختيار موضوع المؤتمر يعكس إدراكا عميقا من المؤسسات العلمية والفقهية لطبيعة التحولات المتسارعة التي يشهدها العالم.

وأشار إلى أن «تطورات الذكاء الاصطناعي تمكن حاليا من تحليل ملايين الشفرات الوراثية خلال ثوانٍ، والتنبؤ بالاستجابات الدوائية بدقة غير مسبوقة، لكن هذه القفزات التقنية تضع العالم أمام تحديات خطيرة، من بينها التلاعب الجيني لأغراض غير علاجية، وانتهاك الخصوصية الوراثية، والتمييز الجيني»، داعيًا إلى موقف مؤسسي متزن يجمع بين العلم والفقه والحكمة.

من جانبه، عبّر رئيس المنظمة الإسلامية للعلوم الطبية رئيس المؤتمر الدكتور محمد الجارالله، عن بالغ شكره وامتنانه لسمو ولي على دعمه الكريم ورعايته السامية لهذا المؤتمر العلمي، مؤكدًا أن هذا الدعم يعكس الرؤية المستنيرة للقيادة الكويتية في تعزيز التكامل بين الدين والعلم لمواكبة التحديات الطبية المعاصرة.

وأشار إلى أن «المنظمة تحظى كذلك بدعم كريم من صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد ومن سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ أحمد العبدالله، إيمانا منهم بأهمية دور المنظمة في التفاعل مع قضايا الطب والفقه والإنسان، في زمن تتسارع فيه التحولات وتتعاظم فيه التحديات الأخلاقية والطبية».

وأوضح أن «المؤتمر الحالي لا يأتي فجأة، بل هو استكمالٌ لمسارٍ علمي طويل بدأته المنظمة منذ عام 1987، حين طرحت لأول مرة موضوع البصمة الوراثية في أحد مؤتمراتها، مؤكدة بذلك ريادتها الفكرية والعلمية في هذا المجال».

وأوضح الجارالله أن «العالم يقف اليوم أمام تحد علمي وأخلاقي بالغ الخطورة، يتمثل في تقاطع الذكاء الاصطناعي مع علوم الجينات، حيث أصبحت التطبيقات الحديثة قادرة على تحليل الشفرات الوراثية بدقة متناهية، والتنبؤ بالأمراض، وتحديد صفات المواليد مسبقًا، بل وتصميمهم حسب الطلب».

وأضاف «نحن لا نعيش زمن الخيال العلمي، بل واقعًا جديدا يتطلب اجتهادا شرعيًا جماعيًا يجمع بين العلم والشرع والكرامة الإنسانية»، مضيفًا أن النتائج أصبحت مذهلة وصادمة في آنٍ واحد: «طفل بثلاثة آباء، صفات جسدية وعقلية مُصممة، تحديد لون العين، وطول القامة، ودرجة الذكاء... بل وتعديل الخريطة الوراثية».

ودعا إلى «صياغة موقف شرعي وعلمي مؤسس، يستند إلى علم رصين، وفقه متزن، وحكمة بصيرة، يشارك فيه الطبيب المؤتمن والفقيه الراسخ والمشرّع الواعي، لتوجيه هذه الطفرات العلمية نحو الخير العام، وتجنيبها منزلقات الانفلات أو الاستغلال التجاري أو العنصري».

بدوره، شدّد الأمين العام لمجمع الفقه الإسلامي الدولي الدكتور قطب مصطفى على «أهمية التزام مؤسسات الفتوى والإفتاء والصحة في الدول الأعضاء بالقرارات المجمعية في شأن الجينوم البشري، والذكاء الاصطناعي، والهندسة الوراثية، حفاظا على وحدة المرجعية الشرعية والفكرية للأمة».