أكد أن «القمة تعكس عودة العراق القوية إلى محيطه العربي»

السيسي: المنطقة تواجه تحديات معقدة تتطلّب منا وقفة موحدة وإرادة لا تلين

17 مايو 2025 10:00 م

قال الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، إن القمة العربية في بغداد «تنعقد في ظرف تاريخي، حيث تواجه منطقتنا تحديات معقدة، وظروفا غير مسبوقة، تتطلب منا جميعاً - قادة وشعوباً - وقفة موحدة، وإرادة لا تلين، وأن نكون على قلب رجل واحد، قولاً وفعلاً، حفاظاً على أمن أوطاننا، وصوناً لحقوق ومقدرات شعوبنا الأبية».

وأضاف السيسي، أمام قمة بغداد، أمس، «لا يخفى على أحد، أن القضية الفلسطينية تمر بمرحلة من أشد مراحلها خطورة وأكثرها دقة، إذ يتعرض الشعب الفلسطيني، لجرائم ممنهجة وممارسات وحشية، تهدف إلى طمسه وإبادته، وإنهاء وجوده في قطاع غزة، حيث تعرض القطاع لعملية تدمير واسعة، لجعله غير قابل للحياة، في محاولة لدفع أهله إلى التهجير، ومغادرته قسراً تحت أهوال الحرب، فلم تبق آلة الحرب الإسرائيلية، حجراً على حجر، ولم ترحم طفلاً أو شيخاً، واتخذت من التجويع والحرمان من الخدمات الصحية سلاحاً، ومن التدمير نهجاً، ما أدى إلى نزوح قرابة مليوني فلسطيني داخل القطاع، في تحدٍ صارخ لكل القوانين والأعراف الدولية».

وتابع «في الضفة الغربية، لاتزال آلة الاحتلال، تمارس ذات السياسة القمعية من قتل وتدمير، ورغم ذلك يبقى الشعب الفلسطيني صامداً، عصياً على الانكسار، متمسكا بحقه المشروع في أرضه ووطنه».

وأصاف الرئيس المصري أنه«منذ 7 أكتوبر 2023، كثفت مصر جهودها السياسية، لوقف نزيف الدم الفلسطيني، وبذلت مساعي مضنية، للوصول إلى وقف إطلاق النار، وإدخال المساعدات الإنسانية، مطالبة المجتمع الدولى، وعلى رأسه الولايات المتحدة، باتخاذ خطوات حاسمة، لإنهاء هذه الكارثة الإنسانية، ولا يفوتني، أن أثمن جهود الرئيس دونالد ترامب، الذي نجح في يناير 2025، في التوصل إلى اتفاق لوقف النار في القطاع، إلا أن هذا الاتفاق، لم يصمد أمام العدوان الإسرائيلي المتجدد، في محاولة لإجهاض أي مساعٍ نحو الاستقرار».

وأضاف «رغم ذلك، تواصل مصر بالتنسيق مع قطر والولايات المتحدة، شريكيها في الوساطة، بذل الجهود المكثفة لوقف النار، ما أسفر أخيراً عن إطلاق الرهينة الأميركي - الإسرائيلي عيدان ألكسندر، وفي إطار مساعيها، بادرت مصر، بالدعوة لعقد قمة القاهرة العربية غير العادية، والتي أكدت الموقف العربي الثابت، برفض تهجير الشعب الفلسطيني، وتبنت خطة إعادة إعمار غزة، من دون تهجير أهله، وهي الخطة التي لقيت تأييداً واسعاً، عربياً وإسلامياً ودولياً».

وتابع السيسي «في هذا الصدد، أذكركم بأننا نعتزم تنظيم، مؤتمر دولي للتعافي المبكر وإعادة إعمار غزة، فور توقف العدوان، وقد وجه العرب من خلال قمة القاهرة، رسالة حاسمة للعالم، تؤكد أن إنهاء الاحتلال، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، على خطوط الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، هو السبيل الأوحد، للخروج من دوامة العنف، التي مازالت تعصف بالمنطقة، مهددة استقرار شعوبها كافة، وبلا استثناء».

وأضاف «أكرر هنا، أنه حتى لو نجحت إسرائيل، في إبرام اتفاقيات تطبيع مع جميع الدول العربية، فإن السلام الدائم والعادل والشامل في الشرق الأوسط، سيظل بعيد المنال، ما لم تقم الدولة الفلسطينية، وفق قرارات الشرعية الدولية، ومن هذا المنطلق، أطالب الرئيس ترامب، بصفته قائداً يهدف إلى ترسيخ السلام، ببذل كل ما يلزم من جهود وضغوط، لوقف إطلاق النار في غزة، تمهيداً لإطلاق عملية سياسية جادة - يكون فيها وسيطاً وراعياً - تفضي إلى تسوية نهائية تحقق سلاماً دائماً، على غرار الدور التاريخي الذي اضطلعت به الولايات المتحدة، في تحقيق السلام بين مصر وإسرائيل في السبعينات».

تحديات مصيرية

وأكد السيسي أن «أمتنا العربية تواجه تحديات مصيرية، تستوجب علينا أن نقف صفاً واحداً لمواجهتها، بحزم وإرادة لا تلين... إذ يمر السودان الشقيق بمنعطف خطير، يهدد وحدته واستقراره ما يستوجب العمل العاجل، لضمان وقف إطلاق النار، وتأمين وصول المساعدات الإنسانية، والحفاظ على وحدة أراضيه ومؤسساته الوطنية، ورفض أي مساعٍ، تهدف إلى تشكيل حكومات موازية للسلطة الشرعية». وتابع أنه «بالنسبة للشقيقة سوريا، لابد من استثمار رفع العقوبات الأميركية، لمصلحة الشعب السوري وضمان أن تكون المرحلة الانتقالية شاملة، بلا إقصاء أو تهميش، والمحافظة على الدولة ووحدتها، ومكافحة الإرهاب وتجنب عودته أو تصديره، وانسحاب الاحتلال الإسرائيلي من الجولان، وجميع الأراضي السورية المحتلة».

وأضاف «في لبنان، يبقى السبيل الأوحد لضمان الاستقرار، في الالتزام بتنفيذ اتفاق وقف الأعمال العدائية، وقرار مجلس الأمن الرقم 1701، وانسحاب إسرائيل من الجنوب، واحترام سيادة لبنان على أراضيه، وتمكين الجيش من الاضطلاع بمسؤولياته».

وليبياً، أكد الرئيس، ان «مصر مستمرة في جهودها الحثيثة، للتوصل إلى مصالحة سياسية شاملة، وفق المرجعيات المتفق عليها، من خلال مسار سياسي ليبي، يفضي إلى انتخابات رئاسية وبرلمانية متزامنة، تمكن الشعب من اختيار قيادته، وتضمن أن تظل ليبيا لأهلها، مع خروج كل القوات والميليشيات الأجنبية».

وتابع «في اليمن، طال أمد الصراع، وحان الوقت لاستعادة هذا البلد العريق توازنه واستقراره، عبر تسوية شاملة تنهي الأزمة الإنسانية، التي طالته لسنوات، وتحفظ وحدة اليمن ومؤسساته الشرعية»، مشيراً إلى «ضرورة عودة الملاحة إلى طبيعتها، في مضيق باب المندب والبحر الأحمر، وتهيئة الأجواء للاستقرار، والبحث عن الحلول التي تعود بالنفع على شعوبنا».

وتابع «كما لا ننسى دعمنا المتواصل للصومال، مؤكدين رفضنا القاطع لأي محاولات للنيل من سيادته.

وقبل انعقاد القمة، ثمّن السيسي، جهود العراق في استضافة القمتين العربية والتنموية»، مؤكداً «أنها خطوة تعكس عودة العراق القوية إلى محيطه العربي».