أكد القادة العرب من بغداد، أمس، على الرفض القاطع لتهجير الفلسطينيين، وتمكين السلطة الفلسطينية من حكم قطاع غزة.
كما دعا القادة العرب في ختام قمتهم الـ 34 وفي «إعلان بغداد»، إلى حوار سوري شامل، وسط ترحيب برفع العقوبات الأميركية. كما دانوا الاعتداءات الإسرائيلية، وطالبوا «بإيجاد حل سياسي للصراع في السودان»، وأكدوا دعم لبنان في مواجهة التحديات والحفاظ على أمنه واستقراره ووحدة أراضيه.
وحض البيان الختامي، «المجتمع الدولي، ولا سيّما الدول ذات التأثير، على تحمل مسؤولياتها الأخلاقية والقانونية للضغط من أجل وقف إراقة الدماء وضمان إدخال المساعدات الإنسانية العاجلة من دون عوائق إلى كل المناطق المحتاجة في غزة».
ودعا «جميع الدول لتقديم الدعم السياسي والمالي والقانوني للخطة التي اعتمدتها» الدول العربية في اجتماع طارئ في القاهرة قبل أكثر من شهرين «بشأن التعافي وإعادة الإعمار في غزة»، وذلك بعد أيام من تأكيد الرئيس دونالد ترامب على رغبة بلاده بـ«امتلاك» القطاع.
وناشد البيان مجلس الأمن بـ«اتخاذ الإجراءات اللازمة لتنفيذ حل الدولتين... ووضع سقف زمني لهذه العملية».
كما رحب القادة العرب بقرار ترامب رفع العقوبات المفروضة على دمشق.
وأكدوا «دعم وحدة الأراضي السورية ورفض كل التدخلات في الشأن السوري وإدانة الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة على الأراضي السورية».
وتم الاتفاق، على أن تستضيف السعودية القمة العربية المقبلة في دورتها الـ 35.
وعقدت القمة تحت شعار «حوار وتضامن وتنمية»، وسط أجواء سياسية مشحونة وتحديات إقليمية متصاعدة، في ظل استمرار الحرب الإسرائيلية على غزة، والتحول في سوريا، وتواصل الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا ولبنان، واستمرار الحرب في السودان.
وفي الجلسة الافتتاحية، أشار عدد من القادة المشاركين إلى التحديات الخطيرة التي تواجه المنطقة العربية، وضرورة العمل المشترك لتجاوزها.
ودعا رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني إلى عمل عربي جاد لإنقاذ غزة، مؤكداً أن «الإبادة الجماعية في القطاع بلغت مرحلة بشعة لم يشهدها التاريخ».
وأكد السوداني، الذي تسلمت بلاده رئاسة القمة العربية، مواقف العراق «الداعمة لوحدة سوريا والرافضة للاعتداء على أراضيها».
وثمن قرار أميركا برفع العقوبات عن سوريا، مؤكداً دعم بناء نظام دستوري في سوريا يضم كل السوريين.
وأبدى حرص العراق على التصدي للإرهاب بكل صوره، ودان الانتهاكات المتكررة لسيادة لبنان.
وأعلن السوداني عن «18 مبادرة طموحة لتنشيط العمل العربي المشترك وفي مقدمها مبادرة تأسيس الصندوق العربي لدعم جهود التعافي وإعادة الإعمار ما بعد الأزمات والصراعات والحروب».
وأضاف «نؤكد هنا إسهام العراق بمبلغ 20 مليون دولار لإعمار غزة و20 مليون دولار لإعمار لبنان الشقيق».
من جهته، أعرب الرئيس العراقي عبداللطيف رشيد، عن رفض بغداد «سياسة الإملاءات والتدخلات الخارجية واستخدام القوة».
السيسي
من ناحيته، طالب الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، الرئيس دونالد «ترامب بصفته قائداً يهدف إلى ترسيخ السلام، ببذل كل ما يلزم من جهود وضغوط لوقف إطلاق النار في غزة تمهيداً لإطلاق عملية سياسية جادة يكون فيها وسيطاً وراعياً».
ودعا إلى استثمار رفع العقوبات الأميركية لتحقيق مصالح الشعب السوري، كما دعا إلى وقف النار في السودان، وإلى مسار حل في ليبيا يفضي لانتخابات حرة.
وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس، إن «عمليات القتل والتهجير الإسرائيلية جزء من مشروع لتقويض حل الدولتين»، داعياً إلى عقد مؤتمر دولي في القاهرة لتمويل وتنفيذ خطة إعادة إعمار غزة.
ودعا إلى تخلي حركة «حماس» عن سيطرتها على غزة وتسليمها وجميع الفصائل السلاح إلى السلطة الفلسطينية.
الشيباني
من جانبه، أشاد وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، بالخطوات العربية لرفع العقوبات عن بلاده وكسر عزلتها، مؤكداً أن «سوريا الجديدة لجميع أبنائها ولا مكان فيها للعزل والتمييز، كما أنها لا تعادي أحداً بل تفتح أياديها للجميع».
واتهم أطرافاً خارجية، «بدعم تشكيلات انفصالية ومشاريع طائفية تسعى لتقويض مؤسسات الدولة».
سلام
بدوره، قال رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام، إن بيروت تعمل على تنفيذ القرار الدولي 1701 تنفيذاً كاملاً، ودعا إلى الضغط على إسرائيل للانسحاب من كل الأراضي اللبنانية، مندداً بسياستها القائمة على القتل والتهجير، خصوصاً في غزة.
وقال وزير الخارجية البحريني عبداللطيف الزياني إن القمة «تنعقد وسط تحديات إقليمية ودولية متشابكة، مما يتطلب التمسك بالمبادئ الواردة في إعلان البحرين وميثاق الجامعة العربية».
ودعا عضو مجلس السيادة السوداني إبراهيم جابر إلى حوار داخلي يؤسس للوصول إلى الانتخابات.
غوتيريش
من جانبه، أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش «إننا بحاجة إلى وقف دائم لإطلاق النار الآن»، مضيفاً «أشعر بالجزع إزاء التقارير التي تفيد باعتزام إسرائيل توسيع نطاق العمليات البرية وأكثر من ذلك».
«مضاعفة الضغط»
وشدّد رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، على ضرورة «مضاعفة الضغط» على إسرائيل «لوقف المجزرة في غزة»، لافتاً إلى أن بلاده ستُقدّم مشروع قرار في الأمم المتحدة يطلب من محكمة العدل الدولية «الحكم على مدى امتثال إسرائيل لالتزاماتها الدولية».
وعقب اختتام جلسة القمة العربية العادية، انطلقت جلسة رئيسية ثانية للقمة العربية التنموية الخامسة.
قرارات مهمة
وأكد وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، أن القمة العربية تمخضت عن قرارات مهمة وشهدت تقارباً في المواقف.
وقال خلال مؤتمر صحافي ختامي، أن «العراق تقدم بمقترح لتشكيل لجنة عربية تعنى بحل الأزمات عبر آليات دبلوماسية مرنة».
وأضاف أن «القمة التنموية تضمنت 28 بنداً تركز على تعزيز العمل المشترك».
أمير قطر: تعاون عربي ودولي لحل الأزمات
أعرب أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني عن أمله في «أن تنعكس مخرجات وقرارات القمة في تعزيز تضامننا العربي وترسيخ التكامل بين بلداننا في كل مجالات التعاون القائم».
وقال عبر حسابه في منصة «إكس»، «اجتمعنا في بغداد في القمة العربية الـ34، والتي انعقدت في ظروف إقليمية ودولية تستوجب تعاوناً عربياً ودولياً لحل أزماتها».
المشاركون
حضر قمة بغداد العربية، أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، والرؤساء العراقي عبداللطيف رشيد، المصري عبدالفتاح السيسي، الفلسطيني محمود عباس، الصومالي حسن شيخ محمود، والموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني، رئيس جزر القمر مباي محمد، ورئيس مجلس القيادة الرئاسي في اليمن رشاد العليمي.
كما حضر، رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام، رئيس الوزراء الأردني جعفر حسان، ووزراء خارجية الكويت عبدالله اليحيا، البحرين عبداللطيف الزياني، سوريا أسعد الشيباني، المغرب ناصر بوريطة، الجزائر أحمد عطاف، جيبوتي عبدالقادر حسين عمر، ووزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين في الخارج محمد الهادي.
وحضر أيضاً فعاليات القمة، وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية عادل الجبير، نائب رئيس الدولة نائب رئيس مجلس الوزراء في الإمارات منصور بن زايد آل نهيان، رئيس الوزراء العُماني لشؤون الدفاع شهاب بن طارق آل سعيد، وعضو مجلس السيادة السوداني إبراهيم جابر. ومن ليبيا حضر السفير عبدالمطلب ثابت.
كما حضر الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي جاسم البديوي، الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبوالغيط، الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي حسين إبراهيم طه، رئيس البرلمان العربي محمد اليماحي، رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي محمود علي يوسف، إضافة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، ورئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز (ضيف شرف).