من الخميس إلى الخميس

مسؤوليتنا جميعاً

14 مايو 2025 10:00 م

أمراض السرطان تحمل تحديات صحية واجتماعية، فهذا المرض هو أحد أكبر القضايا الصحية التي تواجه المجتمعات الحديثة، وفي الكويت، يعد سرطان القولون الأول شيوعاً بين الرجال والثاني بين النساء، ففي عام 2020 أصيب 289 من الرجال و119 من النساء في الكويت بسرطان القولون والمستقيم.

من هنا تبرز ضرورة التوعية بهذا المرض وعوامل الوقاية.

فالتوعية بأمراض السرطان لا تعني فقط التعريف بالمرض، بل تشمل نشر ثقافة الوقاية والتشجيع على الفحص المبكر. فكلما كان التشخيص مبكراً، زادت فرص العلاج وقلّت المضاعفات، في حالة سرطان القولون، تلعب الفحوصات الدورية مثل تنظير القولون دوراً محورياً، حيث يمكن اكتشاف الزوائد اللحمية قبل أن تتحول إلى خلايا سرطانية.

لكن التوعية لا تقتصر على الجانب الطبي فقط؛ فهناك حاجة إلى زيادة الوعي بأنماط الحياة الصحية وأثرها المباشر على الوقاية من السرطان. وتشير الدراسات إلى أن العديد من العوامل المتعلقة بنمط الحياة، مثل التغذية غير الصحية وقلة النشاط البدني، يمكن أن تزيد من مخاطر الإصابة بسرطان القولون.

إن التغذية السليمة تلعب دوراً مهماً في الوقاية من سرطان القولون، فتناول الأغذية الغنية بالألياف مثل الخضراوات، الفواكه، والحبوب الكاملة يعزز صحة الجهاز الهضمي ويساعد على تقليل خطر الإصابة بالمرض، في المقابل، ارتبطت الوجبات السريعة والأطعمة المشبعة بالدهون والسكريات بزيادة معدلات الإصابة بأمراض السرطان، وللأسف نرى انتشار مطاعم الوجبات السريعة حولنا والذي جعل سرطان القولون يقفز من المرتبة العاشرة قبل انتشار تلك المطاعم إلى المرتبة الأولى بين الرجال والثانية بين النساء.

لقد أصبح واضحاً اليوم أن تأثير الوجبات السريعة لا يقتصر على زيادة الوزن والسمنة، بل يمتد إلى زيادة مخاطر الإصابة بالأمراض المزمنة، بما فيها السرطان. فهذا النوع من الطعام يحتوي على مواد حافظة ودهون متحولة تم ربطها علمياً بتطور الخلايا السرطانية. لذلك، فإن تقليل استهلاك هذه الوجبات يجب أن يكون أولوية صحية، خصوصاً بين الفئات العمرية الشابة التي تشكل العمود الفقري للمجتمع الكويتي.

إن التوعية بأمراض السرطان، خصوصاً سرطان القولون، ليست خياراً، بل ضرورة مُلحّة. من خلال التغذية السليمة والابتعاد عن العادات الغذائية الضارة، وبهذا يمكننا تقليل معدلات الإصابة، وبناء مجتمع يتمتع أفراده بصحة جيدة ووعي صحي متقدم.

خارج الموضوع...

ملاحظة سياسية

إذا حضر قادة الخليج وليس الممثلين عنهم قمة بغداد فهذا يعني أن الخليج لديه أمل في استعادة العراق للحضن العربي، وإذا لم يذهب كبارهم فهذا يعني اليأس من استعادة العراق بنظامه الحالي... لننتظر ونرى.