أوصى الملتقى الإعلامي العربي، في ختام دورته الـ20 التي استضافتها الكويت، بوضع أُطر قانونية وتشريعية عربية موحدة لتنظيم الإعلام الرقمي، بما يضمن احترام التعبير وحماية المجتمع من الانتهاكات والمحتوى الضار، إضافة إلى إطلاق جائزة للإعلام الرقمي العربي لتكريم المبادرات والمشاريع المساهمة في تطوير الإعلام في البيئة التكنولوجية.
وقال الأمين العام للملتقى الإعلامي العربي ماضي الخميس، لـ«كونا»، إن التوصيات الصادرة من المشاركين في الملتقى الذي أُقيم برعاية سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ أحمد العبدالله، ركزت على ضرورة تعزيز الوعي الإعلامي الرقمي لدى الصحفيين والمواطنين وتطوير برامج تدريبية تواكب أدوات الإعلام الرقمي والذكاء الاصطناعي.
وأضاف الخميس أن المشاركين في الملتقى دعوا إلى إنشاء مرصد عربي متخصص لمتابعة التطورات التكنولوجية وتأثيرها على الإعلام، وتقديم دراسات وتقارير دورية لصناع القرار، إلى جانب دعم المبادرات الشبابية الإعلامية وتوفير منصات عربية بديلة تنافس المحتوى العالمي وتحترم القيم الثقافية والمجتمعية.
وأفاد بأن المشاركين في الملتقى الذي شهد مشاركة عربية واسعة، أوصوا بتعزيز الشراكة بين الإعلام ومراكز البحوث والدراسات لتوجيه الرسالة الإعلامية وفق احتياجات المجتمعات وتحولات الرأي العام، وإدماج التربية الإعلامية في المناهج التعليمية لغرس ثقافة التعامل الواعي مع الإعلام منذ المراحل الدراسية الأولى.
وأشار إلى أحد بنود التوصيات وهو إعادة تعريف معايير المهنية في الصحافة ضمن السياق الرقمي، بما يضمن المصداقية والمسؤولية والشفافية، إضافة إلى تعزيز التعاون الإعلامي العربي المشترك لمواجهة التحديات العابرة للحدود من خلال منصات وقنوات عربية جامعة.
وأوضح الخميس أن المشاركين في الملتقى، الذي حلت دولة الإمارات ضيف شرف دورته، دعوا إلى إقامة ملتقيات دورية تفاعلية تجمع الإعلاميين وصناع المحتوى والخبراء، للتشاور وتحديث إستراتيجيات الإعلام العربي، وإلى صياغة إطار عربي موحد لمبادئ المصداقية الرقمية وأخلاقيات الذكاء الاصطناعي، يشمل تطوير أدوات تحقق عربية وتعزيز الثقافة الإعلامية الرقمية.
وذكر أن من التوصيات وضع معايير مهنية تحصن بيئة الذكاء الاصطناعي من التضليل والتلاعب، من خلال شراكات فعالة بين الجهات الأكاديمية والإعلامية وصناع السياسات، وأهمية إصدار تشريعات إقليمية لحماية خصوصية المستخدم وأمن البيانات تواكب التطورات التقنية ومتغيرات الذكاء الاصطناعي.
وبين أن المشاركين شددوا على ضرورة ترسيخ الحوكمة الرشيدة للبيانات، ونشر الوعي المجتمعي وتعزيز التعاون السيبراني العربي، في مواجهة التهديدات الرقمية المتصاعدة.
وأضاف أن المشاركين دعوا إلى تعزيز التنسيق بين مراكز الفكر والمؤسسات الإعلامية والمجتمع المدني، بهدف بناء منظومة أخلاقية وتقنية متكاملة تواكب التحول الرقمي، وتدعم إعلاماً مسؤولاً يعكس القيم الثقافية العربية، ويسهم بفعالية في توعية المجتمعات ومواجهة تحديات الذكاء الاصطناعي بكفاءة ومهنية.