شكّلت زيارة الرئيس دونالد ترامب إلى منطقة الشرق الأوسط، التي استهلها بالسعودية، والتقى خلالها الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع في الرياض، بحضور ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي الأمير محمد بن سلمان والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي شارك عبر تقنية الفيديو، نقطة تحول فاصلة في التعاطي الأميركي مع الملف السوري، بعدما أعلن رفع العقوبات عن دمشق استجابة لمطالب المملكة وأنقرة، مؤكداً أن واشنطن بدأت خطوات لتطبيع العلاقات.
وقال ترامب إن الشرع أبدى تجاوباً حيال مسألة التطبيع مع إسرائيل، عقب لقاء الرياض، الأول من نوعه منذ 25 عاماً بين واشنطن ودمشق، وغداة إعلانه قرار رفع العقوبات عن سورية.
وصرح لصحافيين على متن الطائرة الرئاسية أثناء توجهه من الرياض إلى الدوحة، «قلت له (الشرع): آمل أن تنضموا (إلى الاتفاقات الإبراهيمية) بمجرد أن تستقر الأمور، فقال نعم. لكن أمامهم الكثير من العمل».
ولم تأتِ البيانات الصادرة عن السلطات السورية على أي ذكر لمسألة التطبيع.
كما أشاد ترامب بالشرع، قائلاً إن الاجتماع كان «رائعاً».
وقال إنّه «شاب جذّاب. رجل قوي. ماضٍ قوي. ماضٍ قوي جداً. مقاتل».
إسرائيل لم تُهمّش
كما صرح الرئيس الأميركي، بأن إسرائيل لم تُهمّش بزيارته للخليج، وإن العلاقات الأميركية الجيدة مع دول المنطقة، مفيدة لتل أبيب.
وأضاف «هذا مفيد لإسرائيل. إن وجود علاقة كهذه مع تلك الدول... أعتقد أنه مفيد جداً لإسرائيل».
اللقاء التاريخي
وكان ترامب، شجع الشرع خلال اللقاء التاريخي، «على القيام بعمل عظيم للشعب السوري، وحضه على ترحيل الإرهابيين الفلسطينيين»، وفق بيان للبيت الأبيض.
كما طالب الرئيس الأميركي، خلال اللقاء الذي استمر أكثر بقليل من 30 دقيقة، وحضره أيضاً وزيري الخارجية الأميركي مارك روبيو والسوري أسعد الشيباني، الرئيس السوري، بـ«تولي مسؤولية» مراكز احتجاز «داعش» في شمال شرقي سوريا التي تضم الآلاف من مقاتلي وأسر التنظيم، بحسب البيان الأميركي.
وأشار إلى أن «الشرع أبلغ ترامب بأنه يدعو الشركات الأميركية للاستثمار في قطاعي النفط والغاز بسوريا».
شكر ولي العهد
وبعد اللقاء، وجه الشرع، الشكر لولي العهد السعودي على جهوده في رفع العقوبات.
واعتبر في بيان، أن القرار «سيسهم في تحقيق الأمن والاستقرار، وسيفتح صفحة جديدة لإعادة البناء».
بدوره، وصف الشيباني، الاجتماع بـ«الإنجاز للشعب السوري... الآن بدأ العمل نحو سوريا العظيمة».
وأشارت الخارجية السورية إلى لقاء «تاريخي»، تناول مكافحة الإرهاب، والقضاء على الميليشيات الأجنبية و«داعش».
وأضافت أن ولي العهد شدد على ضرورة رفع العقوبات لتحقيق الاستقرار في المنطقة، في حين أكد ترامب التزام بلاده بالوقوف إلى جانب سوريا في هذه المرحلة المفصلية.
ولفتت إلى أن من المقرر أن يتبع هذا اللقاء، اجتماع بين الشيباني وروبيو.
من جانبها، أكدت الرئاسة التركية أن «القرار التاريخي» سيكون مثالاً لدول أخرى فرضت عقوبات على دمشق.
ويعد الاجتماع، الذي عقد على هامش قمة خليجية - أميركية، تحولاً كبيراً في الأحداث بالنسبة لسوريا، التي لاتزال تتكيف مع الحياة بعد أكثر من 50 عاماً من حكم عائلة الأسد.
إلى ذلك، بدا إعلان رفع العقوبات، مفاجئاً حتى للمسؤولين الأميركيين، إذ لم تُحدد وزارة الخزانة أي جدول زمني فوري لرفعها.
لكن ترامب لم يشر إلى أن بلاده سترفع سوريا من قائمة الدول الراعية للإرهاب، وهو إجراء اتخذ عام 1979 بسبب دعم دمشق للتنظيمات الفلسطينية المُسلّحة، ما يُعوق الاستثمار بشدة.