أعلنت الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية عن انتهاء تنفيذ مشروع تنموي رائد في ريف حلب الغربي بسوريا، يهدف إلى تعزيز الاقتصاد الزراعي، وتحسين جودة الحياة للسكان المحليين من خلال إنشاء 18 بيتاً بلاستيكياً زراعياً، بمساحة 300 متر مربع لكل بيت. وأوضحت الهيئة في بيان أمس، أن المشروع يُعد خطوة إستراتيجية نحو تحقيق الاستدامة البيئية والاقتصادية، حيث يوفر 42 فرصة عمل مباشرة ويخدم 1242 مستفيداً، تشمل صغار المزارعين، وعمال الزراعة، وأسر الأيتام، والأسر المتعففة التي تعاني من ظروف اقتصادية صعبة.
وذكرت أن المشروع، الذي بلغت تكلفته الإجمالية 184.7 ألف دولار بتمويل وإشراف الهيئة الخيرية، يأتي في سياق التحديات الاقتصادية والبيئية التي تواجه الشمال السوري، حيث تسود حالة من الفقر الشديد ونقص في فرص العمل المستدامة، ويسعى المشروع إلى مواجهة هذه التحديات من خلال توفير مصادر دخل ثابتة، وإنتاج خضراوات أساسية مثل الفليفلة، الباذنجان، الفاصولياء، والطماطم، والخيار، والتي تلبي احتياجات السوق المحلي وتقلل الاعتماد على الواردات من دول الجوار بأسعار مرتفعة لا تتناسب مع متوسط دخل الأسر في المنطقة.
ولفتت إلى أن البيوت البلاستيكية صُممت بعناية فائقة لضمان استدامة الإنتاج الزراعي، حيث تتكون من هياكل معدنية متينة وأغطية بلاستيكية مقاومة للظروف الجوية المتقلبة، مما يجعلها قادرة على تحمل التغيرات المناخية القاسية التي كانت تعوق الزراعة التقليدية في المنطقة. وتتيح هذه التقنية الحديثة إنتاجاً زراعياً مستمراً طوال العام، من خلال دورتين زراعيتين سنوياً، تستمر كل دورة من 5 إلى 6 أشهر.
ويسعى المشروع إلى إعادة تعريف القطاع الزراعي في سوريا بطرق مبتكرة وفعّالة، من خلال الجمع بين التكنولوجيا الحديثة والاحتياجات المجتمعية، إذ لا يقتصر على توفير فرص عمل ودعم اقتصادي فحسب، بل يسهم أيضاً في تعزيز الأمن الغذائي من خلال إنتاج خضراوات عالية الجودة تلبي احتياجات الأسر المحلية. كما يعكس المشروع التزام الهيئة بدعم الفئات الأكثر احتياجاً، مثل أسر الأيتام والمزارعين الصغار، الذين يشكلون العمود الفقري للاقتصاد الزراعي في المنطقة.