اختتمت إيران والولايات المتحدة، أمس، جولة رابعة من المحادثات النووية في سلطنة عُمان، من دون تحقيق اختراق واضح، لكن الطرفين أبديا رضاهما عنها، وذلك في وقت أصرت طهران على مواصلة تخصيب اليورانيوم.
وبينما أعلنت إيران ان المباحثات كانت «صعبة لكن مفيدة»، وصفها مسؤول أميركي بأنها كانت «مشجّعة».
وكتب وزير خارجية سلطنة عمان بدر البوسعيدي، على منصة «إكس»، أن «المناقشات تضمنت أفكاراً مفيدة ومبتكرة تعكس رغبة مشتركة في التوصّل إلى اتفاق مُشرّف». وأضاف «ستُعقد الجولة الخامسة من المحادثات بعد أن يتشاور الطرفان مع قيادتيهما».
ورغم أن طهران وواشنطن أكدتا أنهما تفضلان الدبلوماسية لحل النزاع المستمر منذ عقود، فإنهما تظلان منقسمتين بشدة بخصوص عدد من «الخطوط الحمر» التي سيتعين على المفاوضين تجاوزها للتوصل إلى اتفاق نووي جديد وتجنب العمل العسكري في المستقبل.
وقال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، قبل توجهه إلى مسقط، إنّ «قدرة التخصيب هي إحدى افتخارات وإنجازات الأمة الإيرانية»، مؤكداً انها «غير قابلة للتفاوض».
وحذّر في مقال نشرته صحيفة «لوبوان» الفرنسية، من «استراتيجية المواجهة».
وإثر انتهاء الجولة الرابعة مع الموفد الأميركي الخاص ستيف ويتكوف، صرح عراقجي، «التخصيب... يجب أن يستمر ولا مجال للتنازل في هذا الأمر»، لكنه أشار إلى انفتاح محتمل على الحد من نسبة التخصيب «للمساعدة في بناء الثقة».
وأضاف أن «المفاوضات كانت أكثر جدية وتفصيلاً من الجولات الثلاث السابقة»، لافتاً الى أن المفاوضات «ماضية قدماً».
ويتوجّه عراقجي إلى الإمارات، اليوم، قبيل زيارة الرئيس دونالد ترامب للمنطقة.
وأفاد الناطق باسم الخارجية إسماعيل بقائي، بأن عراقجي الذي زار السعودية وقطر، وهما محطتان مدرجتان في جولة ترامب، سيجري محادثات مع كبار المسؤولين الإماراتيين «حول العلاقات الثنائية والتطورات الإقليمية والدولية».
من جانبه، أعلن مسؤول أميركي رفيع المستوى، أنّ الاجتماعات «كانت مرة أخرى مباشرة وغير مباشرة واستمرت أكثر من ثلاث ساعات».
وأضاف «نحن متفائلون بالنتيجة التي توصلنا إليها ونتطلع إلى اجتماعنا المقبل الذي سينعقد قريباً».
وشارك الوفد الإيراني، الذي ترأسه عراقجي، بمجموعة من الخبراء والفنيين لتقديم الاستشارات اللازمة أثناء المفاوضات.
وفي حين كانت شبكة «سي إن إن» ذكرت أن الوفد الأميركي لا يضم فريقاً فنياً، أشارت تقارير إعلامية أمس، إلى أن ما لا يقل عن 12 شخصاً كانوا برفقة الموفد الخاص ستيف ويتكوف، ويُرجح أنهم أعضاء من فريقه الفني.
ويرى بعض المحللين، أن هذه الجولة كانت أكثر تعقيداً وتحدياً مقارنةً بالجولات الثلاث السابقة، بسبب تغيّر المواقف الأميركية تجاه البرنامج النووي، ومطالب واشنطن المتزايدة التي تضمنت اشتراطات مثل وقف البرنامج بالكامل، ونفي حق طهران في التخصيب داخل أراضيها.
وفي القدس، أكد وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الألماني يوهان فاديفول، أنه «لا يجوز على الإطلاق أن يحصل أخطر نظام على أخطر سلاح في العالم... يجب تفكيك منشآته لتخصيب اليورانيوم».