على مدار ليلتي الأربعاء والسبت، عاش جمهور «المسرح الوطني» في مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي أمسيتين بعنوان «أوركسترا الكرتون» برعاية إعلامية من مؤسسة الإنتاج البرامجي المشترك لدول مجلس التعاون الخليجي، أُنعشت فيهما ذكريات الطفولة عبر الاستماع إلى موسيقى أوركسترالية غنائية تخصّ شارات الرسوم المتحركة الشهيرة العربية منها والعالمية.
التجربة المبتكرة، قادها المخرج العالمي نيكولا خبّاز برؤية فنية مغايرة حيث تولى مهمة مفهموم تصميم ديكور المسرح كذلك، ورافقه في قيادتها على الخشبة المايسترو الدكتور خالد نوري، الذي أعاد إحياء هذه المقدمات الكلاسيكية بتوزيع موسيقي عصري نابض بالحيوية.
«تقنيات بصرية وصوتية»
وقف خلف صناعة هذا الحفل الناجح جيش من المختصين، كل في مجاله بشركة «سين» للإنتاج الفني، حيث بدا واضحاً عملهم باجتهاد وإخلاص وحب لتكون الثمرة ما عاشه الجمهور من استمتاع فعلي، حيث تضمّن عزف وغناء شارات وموسيقى تصويرية رائعة تميزت بها هذه الأعمال العالمية منذ السبعينات من القرن الماضي إلى يومنا الحالي.
«الراي حضرت حفل السبت، حيث أخذ المايسترو نوري الحضور، باحترافية ورشاقة وجمال، طوال ساعتين ونصف الساعة، في رحلة إبداعية فائقة الخيال والمتعة، معززة بأحدث التقنيات البصرية (الجرافيك) والصوتية، بداية انطلاقتها كانت مع شارة كرتون «لحن الحياة»، بعدها تم تقديم ميدلي المغامرات والذي ضمّ «عهد الأصدقاء»، «أسرار المحيط»، «رامي الصيّاد» و«المفتش وحيد».
ووسط التفاعل الكبير من الجمهور، قدمت الفرقة مقدمة كرتون «عدنان ولينا» ثم أتبعتها بـ«فلونة»، لتحط رحالها على ميدلي الإثارة والذي ضمّ «الرجل الحديدي»، «المحقق كونان»، «سانشيرو» و«هزيم الرعد». ومنها انتقلت إلى كرتون «دروب ريمي»، ومن بعده مقدمة كرتون «جازورا».
أما الفتيات، فكان لهن نصيب من هذه الليلة، حيث تم تقديم ميدلي الفتيات والذي ضمّ كرتون «الحديقة السرية»، «ليدي ليدي»، «هايدي» و«ماروكو». في حين جاء كرتون «كابتن تسوباسا» (كابتن ماجد في النسخة العربية) بصورة مميزة، خصوصاً مع إضفاء الروح الكويتية عبر التعليق الصوتي عليه. أما ختام النصف الأول من الحفل، فكان مع مقدمة كرتون «غزاة من الفضاء» (جونغر).
«أثر في تشكيل الذاكرة»
مع انطلاق النصف الثاني، استمتع الجمهور بمقدمة كرتون «شاركي وجورج»، كما كانت حالهم مع ميدلي الروايات الذي ضمّ «سالي»، «بيل وسباستيان»، «صاحب الظل الطويل» و«جزيرة الكنز».
في حين أنعشوا ذكرياتهم الجميلة مع كرتون «أنا وأخي»، واستمر الأمر كذلك مع بقية الأعمال الكرتونية وهي «مغامرات السندباد»، ميدلي عالم الحيوان وفيه جاء «ماوكلي»، «بابار»، «كمبول» و«مغامرات نحّول»، إضافة إلى مقدمة كرتوني «ساندي» و«غريندايزر»، ميدلي الرياضة وفيه أتى «سابق ولاحق»، «النمر المقنع»، «سلام دانك»، «أبطال الملاعب»، والختام كان مع مقدمة كرتون «حكايات عالمية».
فعلاً، كل مقدمة من شارات الرسوم المتحركة في هذا الحفل جاءت بوقع خاص ومميز، إذ لطالما كان لتلك الأعمال أثر عميق في تشكيل الذاكرة والوجدان بما احتوته من أغاني جميلة وقصص أسطورية تثير الخيال وتحفز الإبداع لدى الصغار والكبار على حد سواء.
نجوم الحفل
شارك في الحفل، كل من الراوي عبدالعزيز النصرالله، وفنان الراب يعقوب الرفاعي، في حين قام بكتابة وأداء التعليق الرياضي حبيب التميمي. أما الأداء الصوتي فقام به نواف عبدالسلام، في حين أتت الأصوات الشبابية التي شاركت في أداء الشارات من محمد الأسدي، عبدالرحمن الدرباس، مساعد التتان، شهد تقي، نور الحلفاوي، غنيمة العنزي، محمد المقصيد، أمينة العروج، يعقوب الرفاعي، ضحى الدوسري، خليفة العميري، عبدالله الفضلي، فرح العنزي، إلى جانب مشاركة رائعة للطفلتين شيخة خالد نوري ومنيرة خالد نوري.